ما علاقة الكويت بخسارة ترامب شركته للطيران؟

النشرة الدولية –

كان الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب في الثمانينات والتسعينات من أشهر رجال الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت معظم أعماله تتعلق بالعقارات، وقد وصفته صحيفة «نيويورك تايمز» بأنه واحد من أغنى الرجال في العالم، حيث تقدر ثروتهم الصافية أنذاك بنحو 3 مليارات دولار، وكان قد اشترى «فندق بلازا» الفاخر مقابل 390 مليون دولار، وفي خضم هذا التطور المذهل لترامب كان من المنطقي له اكتساب شركة طيران، خاصة في نهاية الثمانينات الوقت الذي كانت فيه هذه الشركات ناجحة جدا. في عام 1989، جمع ترامب من البنوك 365 مليون دولار وقام بشراء شركة طيران تدعى Eastern Shuttle، هذه الشركة كانت تواجه الإفلاس بسبب إضراب للعمال، وبعد شراء الشركة تحول إسمها إلى Trump Shuttle، لكن عمر هذه الشركة لم يتجاوز الثلاث سنوات فقد أفلست هي الأخرى وخسرت مبلغاً قدره 128 مليون دولار في ظرف 18 شهراً، وكان للغزو العراقي الغاشم للكويت علاقة مباشرة بذلك. بداية النجاح وتقول business insider أن شركة Eastern Shuttle التي اشتراها ترامب، كانت تقدم رحلات جوية بين مدن نيويورك وبوسطن وواشنطن باستخدام أسطول من طائرات «بوينج 727» يبلغ عددها 21 طائرة، وقد أنفق ترامب مليون دولار لتجديد كل طائرة، بحسب ما نشرته اليوم صحيفة “القبس” الكويتية.

وساهم إطلاق شركة ترامب التي تحمل اسم Trump Shuttle في خلق أكثر من 1000 وظيفة، شغل الكثير منها من قبل موظفي الخطوط الجوية الشرقية الذين كانوا عاطلين عن العمل بسبب إضراب العمال. وفي حديثه عن شركته قال ترامب أنذاك: «شركتنا الأكثر نجاحا.. كان لدينا عدد أكبر من الناس أكثر من أي شركة أخرى، وأعتقد أن لدينا خدمة أفضل من أي شركات أخرى».

لكن ترامب بدأ بمهاجمة باقي شركات الطيران خاصة فيما تعلق بالصيانة على غرار شركة Pan Am و Pan Am Shuttle وهو ما اعتبره محللون اقتصاديون أول خطأ ارتكبه ترامب، لأن هذا الهجوم جعل الشركات الأخرى ترد بهجوم آخر وتترقب أي خطأ ترتكبه شركة ترامب، وقد حدث ذلك بالفعل حين قامت طائرة تابعة لشركة Trump Shuttle بهبوط اضطراري في بوسطن عندما تعطل جهاز الهبوط الأمامي للطائرة، لم يصب أحد لكن مشكلة Trump Shuttle كانت قد بدأت للتو، فقد تناولت وسائل الإعلام هذا الحادث وبدأت الشركة تخسر. الغزو الغاشم في 2 أغسطس 1990 وهو تاريخ الغزو العراقي الغاشم للكويت، وما تبعه من تدخل تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، أدت هذه الأحداث إلى ارتفاع أسعار النفط من 26 دولاراً للبرميل لتصل إلى 46 دولاراً للبرميل، وتقول مجلة business insider أن هذا الارتفاع المفاجىء في أسعار النفط تسبب في ركود في الاقتصاد الأمريكي. ويقول المحلل Henry Harteveldt، والذي يعتبر من أكثر المحللين والمستشارين في مجال السفر شهرةً في العالم، أن «غزو العراق للكويت والحرب التي تبعتها تسببت في ارتفاع أسعار النفط، ولقد أثر ذلك على جميع شركات الطيران، وليس فقط على شركة Trump Shuttle، فقد كانت الناس لا تستطيع استخدام الطائرة للسفر بسبب التكاليف المرتفعة للتذكرة جراء ارتفاع أسعار وقود الطائرات». خسائر فادحة ويضيف المحلل: «فوراً عقب هذا الأمر رأت البنوك التي كان ترامب قد جمع منها مبلغ 365 مليون دولار لشراء شركة طيرانه، أن هذه الشركة لن تستمر بسبب هذا الارتفاع في أسعار الوقود، لقد أصبح واضحًا أن Trump Shuttle لن تنمو كشركة طيران». وفي خلال 18 شهراً فقط خسرت شركة Trump Shuttle أكثر من 128 مليون دولار وبدأت عملية طرد الموظفين، وما إن وصل عام 1992 حتى قرر ترامب التخلص من الشركة، وهو ما تم بالفعل حيث بدأ التفاوض مع شركة US Air لبيع شركته، وانتهى الامر ببيع Trump Shuttle. وفي ذلك الوقت قال ترامب لصحيفة «بوسطن غلوب» في تعلقه عن بيع الشركة: «أنا ذكي.. لقد خرجت في وقت جيد»، مدعياً أنه لم يخسر الكثير من المال على هذه الشركة. وقول المحلل Henry Harteveldt: «يبدو أن ترامب غسل يديه من شركات الطيران.. فإدارتها صعبة للغاية يجب عليه الانتقال إلى شيء آخر». أما بالنسبة لموظفي شركة Trump Shuttle، فقد حافظ بعضهم على وظائفهم وانتقلوا ليصبحوا موظفين في شركة US Air الأمريكية، التي مازالت تعمل لحد الآن في نقل المسافرين عبر الولايات المتحدة الأمريكية.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى