“البوكر 2019” للبنانية هدى بركات عن “بريد الليل”

النشرة الدولية –

بعد منافسة بين ستّ روايات لروائيين عرب من لبنان، الأردن، سوريا، مصر، العراق والمغرب، فازت الروائية اللبنانية هدى بركات بـ”الجائزة العالمية للرواية العربية” (“البوكر” العربية 2019)، عن روايتها “بريد الليل” (“دار الآداب”)، في حفلٍ أقيم في أبو ظبي، عشيّة افتتاح معرض أبو ظبي الدولي للكتاب.

كأنّها سخرية القدر، حين رفضت بركات الترشّح للجائزة سابقاً، إلّا أنّ لجنة التحكيم أصرّت على ترشيحها، بعد استئذان “دار الآداب” التي بادر إلى اقناعها بضرورة الترشّح.

وحصدت بركات الجائزة، بعدما وصلت سابقاً إلى اللائحة الطويلة لجائزة “البوكر” العربية عبر روايتها “ملكوت هذه الأرض” عام 2013، بينما بلغت القائمة القصيرة لجائزة “مان بوكر العالمية” لعام 2015، التي كانت تمنح آنذاك مرة كل سنتين عن مجمل أعمال الكاتب/ة وهي من الجوائز المهمّة جداً عالمياً. وفازت أيضاً عام 2000 بجائزة نجيب محفوظ عن روايتها “حارث المياه”، وبجائزة سلطان العويس عام 2018.

وكانت بركات قالت في حديثٍ لـ”النهار” أنّها “تستبعد وجود قانون أو قياس ثابت تعتمده الجوائز الأدبية”، مشيرةً إلى أنّ “الظلم قد يلحق نصوصاً تستحق الارتقاء إلى مستوى الجوائز المرقومة، ولا تصل، لأسباب قد تتغيّر من سنة إلى أخرى، وفق لجان التحكيم، بل ومن جائزة إلى أخرى”.

أمّا روياتها “بريد الليل”، التي فازت بالجائزة، فتتناول من انكسرت أوطانهم فصاروا مشرّدين في الأرض، أيتام أماكنهم الأولى، تائهين، وفي مهبّ الرياح وعلى قوارب الموت. وهي “رواية إنسانية، ذكية الحبكة، توازن بين جدّة التكنيك وجمال الأسلوب وراهنية الموضوع الذي تعالجه”.

وكانت لجنة تحكيم “بوكر” العربية، اختارت روايات القائمة القصيرة الستّ من بين قائمة طويلة مكونة من 16 رواية صادرة باللغة العربية بين حزيران 2017 وتموز 2018. ويحصل كلّ كاتب وصل إلى القائمة القصيرة على 10 آلاف دولار أميركي.

وهذه نبذة عن الروايات الأخرى التي كانت مرشّحة للفوز بالجائزة:

– “شمس بيضاء باردة” للروائية الأردنية كفى الزعبي (“دار الآداب”): تسلّط الرواية الضوء على مصادر أزمة الشباب، وتطرح مسألة الثقافة العقلية لدى النخبة في مجتمع جامد أبى أن يتغير.

– “الوصايا” للروائي المصري عادل عصمت (“الكتب خان”): وهي رواية حول أجيال ذكورية، تصوّر حياة الريف المصري قبل الستينيات، مقدّمةً صورة عن التغييرات الاجتماعية الكبيرة التي طرأت عليه بتأثير الانفتاح على المدينة والسفر والتعليم.

– “صيف مع العدو” للروائية السورية شهلا العجيلي (“منشورات ضفاف”): تصوّر الرواية مشاهد من حياة مدينة الرقة السورية على امتداد ثلاثة أجيال؛ فهي سيرة مدينة، ولكنّها أيضاً سيرة مواطنين يدفعهم سوء الواقع إلى الهجرة إلى أماكن بعيدة ولغات مختلفة، وإلى فقدان الهوية.

– “بأي ذنب رحلت؟للروائي المغربي محمد المعزوز (“المركز الثقافي للكتاب”): هي رواية تحاكي المثقفين، أي حكاية الخيبة التي عاشها ذلك الجيل على امتداد البلاد العربية، بلاد العالم الثالث، وهي حكاية الأمل أيضاً في النّهوض والبدء من جديد.

– “النبيذة” للروائية العراقية إنعام كجه جي (“دار الجديد”): تصوّر هذه الرواية من خلال شخصيتين نسائيتين، أصداء حقبتين من تاريخ العراق الحديث، الملكية والجمهورية. ولا تغفل المسألة الفلسطينية التي تدخل إليها من خلال شخصية الحبيب الفلسطيني المهجر الذي يتنقل بين عواصم العالم حاملا معه ماضيه وهويته.

ويرأس لجنة التحكيم هذا العام الأكاديمي والناقد المغربي المختصّ في الجماليات والسرديات اللفظية والبصرية شرف الدين ماجدولين، إلى جانب الأعضاء التاليين: الشاعرة والباحثة السعودية في القضايا الاجتماعية والسياسية فوزية أبو خالد، الشاعرة والناشطة في قضايا المرأة وحقوق الإنسان الأردنية زليخة أبوريشة، الأكاديمي والناقد اللبناني والمختص بالسرديات لطيف زيتوني والأكاديمية والباحثة الصينية تشانغ هونغ يي.

وتضمن الجائزة تمويل ترجمات للروايات الفائزة. ومن بين الروايات التي ترجمت العام الماضي، رواية “مصائر، كونشرتو الهولوكوست والنكبة” لربعي المدهون، الفائزة بجائزة عام 2016، والتي صدرت بالإنجليزية عن دار هوبو. ورواية “فرانكشتاين في بغداد” لأحمد سعداوي، الفائزة بجائزة عام 2014 والصادرة بالإنكليزية عن دار وون ورلد في المملكة المتحدة ودار بنجوين في الولايات المتحدة.

كما يشهد هذا العام صدور الترجمات الإنكليزية لعدد من الروايات التي وصلت إلى القائمتين الطويلة والقصيرة، منها “مديح لنساء العائلة” لمحمود شقير (القائمة القصيرة 2016) التي ترجمها بول ستاركي وتصدر عن دار انترلينك. ورواية “الفهرست” لسنان أنطون (القائمة الطويلة 2017)، التي ترجمها جوناثان رايت وتصدرها مطبعة جامعة يايل في أيار المقبل.

وتعتبر الجائزة العالمية للرواية العربية جائزة سنوية تختصّ بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية. كما تشرف على الجائزة “مؤسسة جائزة بوكر” في لندن، برعاية مالية من “دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي” في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفي العام الماضي، فازت رواية “حرب الكلب الثانية” للروائي الأردني من أصل فلسطيني إبرهيم نصر الله، وهي تناول “نزعة التوحش التي تسود المجتمعات والنماذج البشرية، واستشراء النزعة المادية بعيدا عن القيم الخلقية والإنسانية فيغدو كل شيء مباحا حتى المتاجرة بمصير الناس وأرواحهم”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button