“فورين بوليسي” تُحذر: هذا سر تركيبة النفط الإيراني.. وما سيحصل بمضيق هرمز خطير!
النشرة الدولية –
حذّرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية من المخاطر الاقتصادية والسياسية التي ينطوي عليها قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف العمل بالإعفاءات على استيراد النفط الإيراني التي مُنحت للهند والصين وتايوان وكوريا الجنوبية وتركيا واليابان واليونان وإيطاليا.
وكشفت الصحيفة أنّ أغلبية المحللين توقعوا اتجاه واشنطن إلى إلغاء أغلبية الإعفاءات نظراً إلى كون أسعار النفط مرتفعة نسبياً، وإلى إمكانية ارتفاعها أكثر في حال مُنعت إيران من تزويد الأسواق بأكثر من مليون برميل من النفط يومياً، تزامناً مع بداية فصل الصيف في الولايات المتحدة الأميركية الذي يرتفع خلاله الطلب على الوقود. في المقابل، بيّنت المجلة أنّ عدداً كبيراً من هؤلاء تفاجأوا بسرعة الإدارة الأميركية في اتخاذ القرار، لافتةً إلى أنّه يتردّد أنّ المسؤولين في الإدارة الأميركية أبلغوا الدول الممنوحة الإعفاءات بترقب تجديدها.
وفي تقريرها، ربطت المجلة بين المخاطر والتزام الصين والهند وكوريا الشمالية الكامل بالمطالب الأميركية الجديدة، مبينةً أنّ هذه البلدان تشتري نحو مليون برميل نفط إيراني يومياً؛ علماً أنّ الصين، التي لم تلتزم بشكل كامل بمطالب واشنطن التوقف عن شراء النفط الإيراني الخام، أكّدت أمس أنّ علاقتها التجارية مع طهران “قانونية”.
وفيما تطرّقت المجلة إلى تعهّد السعودية والإمارات بتعويض النقص في الأسواق، نقلت عن نائب مدير شركة الاستشارات النفطية “فورين ريبورتس”، ماثيو ريد، اعتباره القرار الأميركي بمثابة إعلان لنهاية اتفاق الإنتاج الذي توصلت إليه الدول المصدرة للنفط “أوبك”. وقال ريد: “لا يمكنها (أعضاء أوبك) الالتزام بخفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يومياً والتعويض عن الصادرات الإيرانية المقدّرة بمليون برميل”.
بدورها، توقعت المجلة أن تظل أسواق النفط تعيش حالة من الارتباك، حتى في ظل رفع السعودية أو الدول الكبيرة المنتجة للنفط إنتاجها للتعويض عن الخسارة التي ستترتب عن القرار الأميركي وإبقاء الأسعار مستقرة. وفي هذا الصدد، أكّدت المجلة وجود فروقات بين نوعيات النفط ، موضحةً أنّ النفط الإيراني، الذي يحتاجه عدد كبير من المصافي، يتميّز بأنّه ثقيل. إلى ذلك، نبّهت المجلة من أنّ قدرة السعودية ودول “أوبك” على التعويض ستكون محدودة، في حال تأثّرت إمدادات النفط العالمي بحدث خطير أو غير متوقع، في ظل التطورات في كل من ليبيا وفنزويلا.
إلى ذلك، حذّرت المجلة من تشنج العلاقات بين واشنطن وألمانيا والفرنسا والمملكة المتحدة، وذلك في ظل توصلها إلى وضع آلية للتبادل التجاري مع إيران، غداة انسحاب ترامب من الاتفاق النووي.
ختاماً، نبّهت المجلة من إمكانية اتجاه إيران إلى تنفيذ تهديدها بإغلاق مضيق هرمز، الذي تمر به نحو 30% من حجم تجارة النفط العالمية، الذي لوّحت به قبل يومين، إذ نقلت عن الباحثة في معهد “بروكينغز”، سوزان مالوني، قولها: “إذا حُشرت إيران في الزواية، ستبحث عن سبل لخفض إمدادات النفط الخارجة من المنطقة (..). كما يمكن لإيران ممارسة ضغوط على العراق لتغيير نمط إنتاجها للنفط أو استهداف شركات الطاقة الأجنبية بهجمات إلكترونية لزعزعة استقرار الأسواق”.