تقرير: شغف قديم بالقراءة للمجتمع الكويتي واهتمام حاضر منذ نشأة البلاد
النشرة الدولية –
تعد القراءة من المهارات الاساسية والمهمة التي من خلالها تتطور العلوم وتزدهر الأمم وأهميتها لم تكن غائبة عن المجتمع الكويتي الذي شغف بها منذ بداية نشأة البلاد، بحسب تقرير نشرته، الخميس، وكالة الانباء الكويتية.
وعلى مدى تاريخ المجتمع الكويتي الذي مر بتحولات اجتماعية واقتصادية وثقافية وحتى سياسية كان للقراءة وحب العلم الدور الرئيسي فيها لاسيما في عهد حاكم الكويت الراحل الشيخ مبارك الصباح (مبارك الكبير) رحمه الله الحاكم السابع للبلاد تلك الفترة التي اتسمت بالازدهار على جميع المستويات.
وحول أهمية القراءة للشعب الكويتي منذ بداية نشأة الكويت نشر مركز البحوث والدراسات الكويتية في مجلة (رسالة الكويت السنة الثالثة العدد 12 سبتمبر 2005 بحثا أكد فيه أن النشاط التجاري لأهل الكويت قديما ساهم في اتساع مداركهم الثقافية وتعميق صلاتهم بالشعوب المجاورة أو البعيدة عنهم.
وذكر المركز في بحثه أن من اهم مصادر الثقافة والعلم في الكويت آنذاك الكتب والمجلات ومنها مخطوطة (الموطأ) للامام مالك التي قام بنسخها عام 1682 المرحوم مسيعيد بن أحمد بن سالم من جزيرة فيلكا بخط رائع في حسنه ودقته وفي ذلك ما يشير إلى اهتمام اهل الكويت بالعلم وإشاعة الثقافة الدينية في تلك الفترة.
وأضاف أن من ابرز الكتب التي حرص أهل الكويت قديما على اقتنائها وقراءتها كتاب (التيسير على مذهب الإمام الشافعي) نسخه المرحوم عثمان بن علي بن محمد بن سري الجناعي عام 1798 و(ديوان المتنبي) الذي نسخه بخطه الجميل العالم الشيخ المرحوم محمد بن عبدالله بن فارس الحنبلي في 1845 وكتاب (مروج الذهب ومعادن الجوهر) للمسعودي وكتاب (نيل المآرب في شرح دليل الطالب) للتغلبي.
وأوضح مركز البحوث أن المرحوم الشيخ ناصر مبارك الصباح كان صاحب اكبر مكتبة خاصة في الكويت أسسها في عهد الحاكم الراحل الشيخ مبارك الصباح وكانت تحتوي على ثلاثة آلاف من أهم المصادر والمراجع التي جمعها بنفسه وجلدها تجليدا فاخرا إضافة الى ثمانين ديوان شعر مع كثير من كتب التفسير والحديث والأدب واللغة والمخطوطات النادرة.
وأشار الى أن مكتبة الشيخ ناصر الصباح لم تكن المكتبة الوحيدة في الكويت آنذاك وانما كانت هناك مكتبات خاصة كثيرة في البيوت منها مكتبة الشيخ المرحوم عبدالله خلف الدحيان والتي كانت منهلا من مناهل العلم في الكويت لحرص الشيخ الدحيان على اقتناء أندر المخطوطات التي وصل عددها الى 500 مخطوطة.
أما من ناحية الصحف والمجلات فقد بين مركز البحوث أن المقيم السياسي البريطاني في الخليج (لويس بيلي) قد زار الكويت مرتين في مارس 1863 وفبراير 1865 حيث التقى بحاكم الكويت الراحل الشيخ صباح الثاني رحمه الله الحاكم الرابع للبلاد.
وذكر لويس بيلي في مذكراته أن من أبرز ما لفت نظره في الكويت شخصية الشيخ (صباح الثاني) وسعة أفقه واطلاعه على أمور كانت تجري بعيدا عن دار حكمه لاسيما في أوروبا وذلك من خلال اطلاعه على صحيفة عربية كانت تصدر في باريس وترسل إليهم من هناك وهي صحيفة (أورينتال باريس جازيت).
وقال المركز في بحثه أن أهل الكويت كانوا مطلعين على ما ينشر في الصحف والمجلات العربية في أوائل القرن العشرين مثل جريدة (اللواء) وهي جريدة مصرية يومية وسياسية أصدرها مصطفى كامل باشا عام 1900 وجريدة (الدستور) التي أصدرها محمد فريد وجدي في القاهرة عام 1907 ومجلة (الهلال) التي أصدرها جورجي زيدان في القاهرة ومجلة (المنار) الشهرية التي أصدرها في القاهرة العلامة اللبناني الشيخ محمد رشيد رضا عام 1898 وجريدة (فتى العرب) وهي جريدة لبنانية وسياسية أصدرها معروف الأرناؤوطي وصحيفة (ثمرات الفنون) التي أصدرتها جمعية الفنون في بيروت عام 1875.
كما اهتم الكويتيون بقراءة صحيفة (المؤيد) وهي صحيفة يومية سياسية تجارية أصدرها الشيخان أحمد حافظ وعلي يوسف عوض في عام 1889 وصحيفة (بصرة) التي كانت تصدر يوم الخميس من كل أسبوع وتحتوي على موضوعات مختلفة من أخبار إدارية وسياسية وتجارية وإعلانات عامة حيث صدر أول عدد منها في عام 1895.
وجاء في البحث أن أول مكتبة تجارية افتتحت في الكويت هي المكتبة الوطنية في عام 1922 التي أسسها المرحوم محمد أحمد الرويح وكانت تحتوي على صحف ومجلات من القاهرة وكذلك صحف من دمشق وبغداد وبيروت.
واشار البحث الى ان أول مكتبة وطنية في الكويت أنشئت عام 1922 بدعوة من الشيخ المرحوم يوسف بن عيسى القناعي الذي دعا إلى تأسيس مكتبة وطنية على غرار ما هو موجود في مصر والشام والعراق فاستجاب له أهل الخير من شخصيات الكويت ورجالاتها ليكونوا أعضاء وممولين للمشروع حيث قامت هذه المكتبة بدورها الثقافي في وقتها وأشبعت شغف الكويتيين بالقراءة.