مجد لن يجيء* صلاح الساير

النشرة الدولية –

الوفاء للأهل والمعارف والأصدقاء، والولاء للأوطان، والحنين لمطارح الصبا أو الشباب، مشاعر إنسانية فطرية تجدها لدى العديد من الأفراد في الكثير من المجتمعات على اختلاف أديانهم وثقافاتهم.

فتجد صاحب مطعم في حيدر آباد الهندية يبكي كلما تذكر أيامه الخوالي في الإمارات، أو تصادف مهندس نفط أميركيا عمل في «أرامكو» سنوات طويلة يغضب حين يتحدث أحد بسوء عن السعودية، أو (راجل) مصريا عجوزا (مايرضاش حد يتكلم ع الكويت).. إنها المحبة الفطرية ومشاعر الولاء التي تتراكم بفعل الزمن لتجعل الأصلاء يتحلون بعين الرضا التي هي عن كل عيب كليلة.

هذه المشاعر الفطرية الطبيعية تجسدت في الكويت أيام الاحتلال الصدامي وقت كانت مغادرة البلاد أمرا محمودا وسلوكا طبيعيا، فالمشهد مرعب يهز الأضلاع، والضواحي السكنية محاصرة بالدبابات، ونقاط التفتيش في الطرقات، والصواريخ المضادة للطائرات فوق أسطح البيوت والخوف سيد المدينة.

ورغم هذا مكث العديد من الأفراد والعائلات العربية وغير العربية ورفدوا الحياة الجريحة في الكويت، بل إن بعض الشبان الفلسطينيين شاركوا في المقاومة ومنهم من استشهد نتيجة لمحبته ووفائه لبلاد ولد فيها ومشى على ترابها.

يكبر الإنسان وتتغير قناعاته ومفاهيمه وطموحاته وظروفه وأفكاره بما فيها الأفكار السياسية، لكن يبقى الولاء والمحبة والحنين والاحترام للأهل والجيران والمعارف والأوطان والحق والعدالة والإنصاف ثوابت لا تهزها المتغيرات ولا تبدلها التحولات.

بيد أنها ثوابت، للأسف، لا تتوافر لدى الجميع، خاصة أولئك المتغطرسين المتمترسين خلف علاقاتهم الخارجية من الواهمين الذين يلهثون وراء مجد لن يجيء، فتجدهم يفرطون بسمعة وطن لم يقصر معهم حين يهرعون نحو النكران وتناسي الجميل.

الانباء الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button