أول من كتب (نهاية التاريخ)* صلاح الساير

النشرة الدولية –

قبل أن يلقي الطيار الأميركي بول تيبيتس القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما في اليابان بسنوات طويلة ألقى شخص (ياباني) قنبلة ذرية من نوع آخر على منطقتنا شمل تأثيرها التدميري مساحة أكبر من مساحة هيروشيما.

وإذا كانت القنبلة الأميركية دمرت منازل عمرها مئات السنوات في اليابان فإن القنبلة اليابانية الصامتة دمرت بيوتا ومجتمعات واقتصاديات تعود الى آلاف السنوات حين تمكن الياباني «ميكوموتو» من اكتشاف طريقة لزراعة اللؤلؤ عوضا عن الغوص في الأعماق بحثا عنه.

وكان تأثير ذلك على منطقة «شرق» في بلادنا اكثر من منطقة «جبلة» التي عمل أغلب ناسها بالسفر التجاري في حين كانت «شرق» معنية بالغوص أكثر.

أقرأ في كتاب (اللؤلؤ) تأليف «جورج كونز» و«تشالز ستيفنسون» ان مصائد اللؤلؤ في الخليج العربي (تعتبر الأكثر شهرة وقيمة في العالم وقد تواصل العمل فيها مدة تزيد عن ألفي عام) ويورد الكتاب ترجمة لنص آشوري منقوش بالخط المسماري يشير الى صيد اللؤلؤ في بحر الرياح المتقلبة (الخليج العربي) كما أن بطليموس كتب عن مصائد اللؤلؤ التي في تايلوس (البحرين)، وقبله ذكرت ملحمة جلجامش (عيون السمك) أو اللؤلؤ.

أما الكاتب الإغريقي «ميجاسنس» الذي رافق سلوقس نيكتار في فتوحاته الآسيوية، فقد أشار إلى مصائد اللؤلؤ التي كان يغوص فيها الخليجيون القدماء.

في القرن السادس عشر كتب الجواهرجي الايطالي جاسبارو بالبو (ان اجمل اللآلئ هي تلك الواردة من جزر بايرين وجويفار) ويقصد البحرين وجلفار أو رأس الخيمة.

أما صائغ مجوهرات الملك لويس الرابع عشر فقال «ان موطن اللؤلؤ الجميل في المنطقة الواقعة بين هرمز والبصرة والقطيف وبندر عباس وجلفار» وتلك احداثيات الخليج العربي.

وفي عام 1993 في إمارة أم القيوين في دولة الإمارات العربية المتحدة تم اكتشاف أقدم لؤلؤة في العالم، يبلغ عمرها 7500 سنة! وهكذا يكون الياباني «ميكوموتو» أول من أوقف ذلك التاريخ الطويل وكتب نهايته، قبل ان يكتب الأميركي «فرانسيس فوكوياما» كتابه «نهاية التاريخ»!

الانباء الكويتية

زر الذهاب إلى الأعلى