الكويت تؤكد دعمها لمبادرة “الحزام والطريق”: تتلاقى مع تصورنا الاستراتيجي
النشرة الدولية –
أكد سفير دولة الكويت لدى الصين، سميح حيات، الجمعة، دعم الكويت الدائم وتأييدها لمبادرة “الحزام والطريق” التي تتلاقى مع تصورها الاستراتيجي في جعلها ممرا إسترتيجيا آمنا وملتقى تجاريا ضخما ونواة شبكة خطوط حديد عنكبوتية تبدأ من الصين وتنتهي في القدس مرورا بآسيا الوسطى والدول الاستراتيجية.
وقال السفير حيات، على هامش ترأسه وفد الكويت بالدورة الثانية لمنتدى مبادرة الحزام والطريق التي انطلقت يوم أمس في العاصمة بكين برعاية وحضور الرئيس الصيني شي جين بيينغ وتستمر حتى يوم غد، تحت شعار “التعاون في الحزام والطريق: تشكيل مستقبل أكثر إشراقا” بحضور 37 رئيس دولة وحكومة، إن الكويت تعد أول دولة في العالم تبادر بتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون مع الصين في مبادرة “الحزام والطريق” بعد إعلانها مباشرة في شهر سبتمبر عام 2013.
وأضاف انه “بتوجيه من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد، رئيس مجلس التخطيط الأعلى ورئيس الاعلى لجهاز المنطقة الاقتصادية الشمالية، فإن الكويت تولي المنتدى اهتماما كبيرا وخاصا وستقوم على هامشه بالتوقيع على مذكرتي تفاهم بين حكومتي البلدين الصديقين الأولى مع بنك التنمية الصيني الحكومي تتعلق بالتطوير والبناء والتعاون الاستشاري والثانية مع هيئة التخطيط الحضري الحكومية تتعلق بتنظيم التخطيط الاستشاري”.
واوضح ان “مشاركة الكويت في الدورة الثانية للمنتدى تأتي وسط مشاركة العديد من رؤساء الدول والحكومات ووزراء واكاديميين من اكثر من 160 دولة واقعة على طول طريق الحرير”.
واوضح ان “المنتدى سيناقش سبل تعزيز التعاون وبناء منصة التعاون وتحقيق الكسب المشترك وتسوية المشكلات التي تواجه الاقتصاد العالمي والاقليمي علاوة على ضخ طاقة جديدة لمواصلة تحقيق التنمية المترابطة.
واعرب عن ثقته الكبيرة بنجاح هذه الدورة في الدفع قدما باتجاه التعاون والتنسيق في احياء طريق الحرير التاريخي الذي تبرز عظمته في ربطه مجتمعات مختلفة في اديانها وثقافتها تقبلت بعضها وفتحت كل منها مساحات للأخرى ضمن منظومة واضحة تقوم على التبادلات التجارية والاستثمارية.
وقال “نعمل بجدية واقعية وتوجيه رفيع من القيادة السياسية العليا في ترسيخ وتنظيم علاقات الكويت الاسترتيجية المتميزة مع الجانب الصيني كأساس متطور للتكامل الاقتصادي والاستثماري والتجاري والسياسي والثقافي والأكاديمي والامني وتعزيزه استراتيجيا”.
كان أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ، اليوم الجمعة، في بكين أنه يؤيد مشاريع “تتسم بالشفافية” و”قابلة للاستمرار” لميزانيات الدول التي تشارك في مبادرة “طرق الحرير الجديدة”.
ووعد في كلمة له في اليوم الثاني من أعمال الدورة الثانية لمنتدى مبادرة الحزام والطريق لتعزيز التعاون الدولي الذي يعقد في العاصمة الصينية بكين في الفترة بين 25 و27 أبريل الجاري، “بعدم التسامح إطلاقا مع أي فساد في إطار هذا المشروع وأن يجري كل شيء بشفافية تامة”.
وأكد شي، أهمية الاستمرار في تطوير مبادرة الحزام والطريق بإنشاء طرق تجارية وممرات اقتصادية آسيا بأوروبا وأفريقيا وبكفاءة عالية
وقال: إنه “يتعين دعم مبدأ المشاورات المكثفة والمساهمات المشتركة والمنافع المتبادلة” من اجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحسين أسباب العيش.
وأعلن الرئيس شي أن الصين سوف تدعم 5 آلاف فرد يعملون في قطاعات الإبداع في دول المبادرة عبر تنسيق برامج تدريب والبحث المشترك وتبادل الخبرات وذلك على مدى الاعوام الخمسة المقبلة.
واضاف “سوف تعمل الصين مع مشاركين آخرين في مبادرة الحزام والطريق من أجل تحفيز التبادلات الثقافية والعلمية بإنشاء مختبرات علمية مشتركة وحدائق علمية وتقنية وتحفيز نقل التقنيات”.
كان قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في كلمة افتتاح المنتدى، “إنه يعقد في ظروف دولية معقدة وفي مقدمها تغيرات المناخ والتأثيرات السلبية التي تواجه النمو والتنمية الاقتصادية وارتفاع الديون”.
وشدد غوتيريس على ضرورة مواجهة الأزمات الناجمة عن نقص التمويل والتداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية، مشيرا الى أن الدول الفقيرة تعد الأكثر تضررا من التغيرات المناخية.
وأضاف أن الأمم المتحدة تبذل جهودا مكثفة لتنفيذ أجندة التنمية المستدامة (2030) التي تهدف الى دعم التنمية الاقتصادية والسلام والأمن على المستوى العالمي لافتا الى ان مبادرة الحزام والطريق تتسق مع أجندة التنمية المستدامة.
وحذر من أن ارتفاع درجة الحرارة ومستوى سطح البحر يتسببان في أضرار وكوارث جسيمة بكوكب الأرض.
ولفت الى أن غالبية الدول بدأت تدرك أهمية الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة لمواجهة التغيرات المناخ.
وتابع أنه توجد فرصة مواتية لبناء مدن جديدة وتطوير الطاقة الجديدة لخفض انبعاثات الكربون لمواجهة التغيرات المناخية، مشددا على أهمية حشد التمويل لمواجهة التغيرات المناخية التي تهدد حياة الملايين من سكان العالم.
وأكد على وجود جهود كبيرة تبذل على مستوى العالم لتمكين المرأة والشباب مؤكدا ضرورة استغلال مبادرة (الحزام والطريق) لتسريع التنمية وتعزيز النمو الاقتصادي على المستوى العالمي.
بدوره دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة افتتاح المنتدى المجتمع الدولي إلى رد جماعي فعال على العقوبات أحادية الجانب معتبرا أن هذه السياسات تخلق تربة خصبة للارهاب والتطرف والحروب وتفجر الصراعات.
وشدد الرئيس بوتين على القول “من المهم تطوير استجابة فعالة لمخاطر تجزئة الفضاء السياسي والاقتصادي والتكنولوجي العالمي ومواجهة الحمائية التي أخطر أشكالها هي القيود أحادية الجانب غير الشرعية”، معتبرا انها ذريعة “لافتعال الحروب التجارية”.
وأضاف أن المجتمع الدولي وحده القادر على مواجهة تحديات تباطؤ التنمية الاقتصادية العالمية وفجوة الرعاية الاجتماعية بين مختلف البلدان والتأخر التكنولوجي.
وتابع “لقد قلت مرارا وأريد أن أكرر أن هذه الاتجاهات السلبية تؤدي إلى إيجاد تربة خصبة للارهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية مما تسبب في إيقاظ صراعات قديمة واندلاع حروب جديدة وخلق صراعات إقليمية متجددة”.
واصدر المنتدى، الخميس، وثيقة تناولت مبادئ التعاون والإجراءات المحددة لشراكة الحزام والطريق التي تهدف إلى تقوية ربط البنى التحتية بين دول المبادرة وتعزيز الاستثمار في مجال الطاقة وتعزيز أواصر التعاون في مجال الطاقة النظيفة وفعالية الطاقة وبناء القدرات وتدريب الافراد.
وتهدف مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013 لربط آسيا بأوروبا وافريقيا على طرق التجارة القديمة بخاصة طريق الحرير لتكون المبادرة أكبر مشروع لربط طرق التجارة وتطوير البنى التحتية في التاريخ.
وتلقت المبادرة تأييدا قويا من المجتمع الدولي فقد وقعت الصين 174 وثيقة تعاون حول مبادرة الحزام والطريق مع 126 دولة ومنطقة و29 منظمة دولية ومنها 17 دولة عربية وقامت الصين باستثمار مبلغ 20.17 مليار دولار أمريكي في 57 دولة واقعة على طول الحزام والطريق في عام 2017 بزيادة بلغت نسبتها 5ر31 في المئة على أساس سنوي ما شكل نسبة 7ر12 في المئة من إجمالي الاستثمار الصيني في الخارج.