المبعوث الأممي لسوريا يطلع مجلس الأمن على نتائج مشاوراته المكوكية مع الأطراف السورية

 

إيهاب يوسف البكور/ مراسل النشرة الدولية –  

أطلع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا جير أو بيدرسن، مجلس الأمن الدولي “الثلاثاء” على نتائج جولة مباحثات المكوكية التي أجراها مع الأطراف المعنية بالأزمة السورية على مدار الأسابيع الثمانية الماضية، موضحا بأنه سعى في جهوده هذه نحو تعزيز جهود إعادة بناء الثقة بين طرفي الحكومة والمعارضة، وأيضا نحو إعادة فتح الباب أمام العملية السياسية، وإعادة الثقة بين سوريا والمجتمع الدولي، مؤكدا على أن تحقيق هذه الأهداف برمتها، يعد بمثابة عملية طويلة يكتنفها المصاعب.

وكشف بيدرسن بأنه بحث خلال لقاءاته في دمشق مع وزير الخارجية السوري المعلم، وأيضا مع أعضاء لجنة المفاوضات السورية في الرياض وجنيف مجموعة واسعة من القضايا الساخنة التي من شأنها أن تحدث فرق ملموس للسوريين في حال اتفق على معالجتها.

وأكد المبعوث الأممي لسوريا على أن الوضع في سوريا خاصة داخل وحول منطقة التصعيد في إدلب، لا يزال يشكل خطرا يسفر عن خسائر يومية بين المدنيين جراء التصعيد العسكري الروسي السوري. مشددا على أهمية التزام أطراف “أستانا” بتنفيذ مذكرة إدلب تنفيذاً كاملاً، بما في ذلك من خلال تسيير الدوريات المنسقة ومنع التصعيد.

كما لفت بيدرسن للتقارير الواردة للأمم المتحدة والتي تشير إلى وجود زيادة توترات وعنف في مناطق الجنوب والغرب، وذكر بقرار مجلس الأمن 2254 الداعي جميع الأطراف بالوقف الفوري لإطلاق النار على المستوى الوطني.

وقال موجها كلامه لأعضاء مجلس الأمن “رغم أن الجماعات الإرهابية المدرجة على قائمة مجلس الأمن لا تزال تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي السورية، إلا أني أذكر بأن عمليات مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تتجاوز مسؤوليات حماية المدنيين، مشددا في هذا الإطار على ضرورة تعزيز جهود المساعدة الدولية والحماية لتخفيف المعاناة الإنسانية في عموم سوريا. موضحا بأن هذه المعاناة لا تقتصر فقط على اللاجئين والمشردين، بل تشمل أيضا ملايين السوريين الذين يواجهون نقصا خطيرا في السلع، بما في ذلك الوقود. ودعا إلى ضرورة التنسيق مع جميع أصحاب المصلحة لمعالجة مشكلة اللاجئين، وخص بالذكر مخيم الركبان عل الحدود الأردنية الذي سكانه بحاجة ماسة للمساعدة الغذائية الطارئة.

تحذيرات أمريكية لسوريا وروسيا في إدلب

ومن جانبها وجهت الولايات المتحدة تحذيرات قوية لكل من سوريا وروسيا لوقف تصعيدهما العسكري في شمال غربي سوريا والهادف إلى زعزعة استقرار المنطقة”.

وفي بيان أصدرته الخارجية الأمريكية اليوم في أعقاب رصدها لغارات جوية في إدلب أدت إلى مقتل ما يزيد عن 10 أشخاص، طالبت جميع الأطراف المعنية، وعلى رأسهم سوريا وروسيا، بالالتزام بتعهداتها القاضية بتجنب شن أي هجمات عسكرية واسعة النطاق، والعودة إلى عدم تصعيد العنف في المنطقة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون أي معوقات”.

أما على الصعيد الميداني، فقد أفاد مراسلنا في إدلب، إيهاب يوسف البكور، بقيام عناصر تابعين “لهئية تحرير الشام” أمس بقتل ١٧ جنديا في الجيش السوري، أثناء محاولتهم التقدم على جبهة الحابوسة بريف حماة الغربي.

وفي الأثناء تعرضت بلدة “ترملا” في ريف ادلب الجنوبي لعدة غارات بالطيران الحربي الروسي، وقد جاء هذا التصعيد العسكري بعد تناقل أخبار مفادها تسيير دوريات تركية – روسية مشتركة وهو الأمر الذي نفاه المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني، وقوبل برفض فصيل جيش العزة في ريف حماه الشمالي.

تصعيد روسي

ويأتي هذا التصعيد الروسي ضد مناطق المعارضة، في أعقاب مشاركتها في اجتماع استانا الأخير. وقد شمل هذا التصعيد قصف طيرانها الحربي مدينة “قلعة المضيق” في ريف حماه و بلدة “اللطامنة” و “كفرزيتا”، وتعرضت مدينة “كفرنبل” في ريف ادلب الجنوبي لقصف بالصواريخ العنقودية، ما أدى إلى سقوط طفل و موت عدد من رؤؤس البقر نتيجة سقوط الصواريخ في مزرعة للبقر.

وفي نفس السياق، تعرضت بلدات في ريف حلب الغربي لقصف شمل بلدة “اورم الكبرى” و ريف المهندسين، قصفا مدفعي متواصل على كل من مدينة نصر “خان شيخون” و “جرحناز” والتمانعة “.

وتزامن هذا التصعيد مع تناقل وسائل اعلام محلية أنباء تشير إلى استهداف مطار” حميميم ” الروسي من قبل قوات المعارضة السورية.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى