بالصور أمير الكويت يفتتح متحف قصر السلام بحضور ولي العهد والغانم والمبارك وكبار الشيوخ والمسؤولين
النشرة الدولية –
برعاية وحضور صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، أقيم، صباح أمس، “حفل افتتاح متحف قصر السلام”.
ووصل سموه إلى مكان الحفل، حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح، ورئيس الشؤون المالية والإدارية بالديوان الأميري رئيس اللجنة التنفيذية لإنشاء وإدارة المراكز الثقافية عبدالعزيز إسحق، ورئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية د. عبدالله الغنيم، والقائمين على الحفل.
وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، وكبار المسؤولين بالدولة.
وبدأ الحفل بالنشيد الوطني، ثم قام صاحب السمو أمير البلاد بجولة في متحف تاريخ الكويت عبر حكامها، حيث اطلع سموه على ما احتواه من مقتنيات ووثائق تاريخية بعدها تمت تلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى وزير شؤون الديوان الأميري كلمة جاء فيها:
إن لقصر السلام قيمة تاريخية ووطنية كبيرة في نفوس حكام الكويت وشعبها، حيث يرجع تاريخ إنشائه إلى حقبة الستينيات أثناء حكم الشيخ عبدالله السالم، طيب الله ثراه، وعرف باسم قصر الضيافة، حيث كان مخصصا لاستقبال الملوك والرؤساء وكبار الزوار، ووصل عددها إلى أكثر من (166) زيارة، فهو أحد أهم المعالم في الدولة، لما شهده من أحداث دبلوماسية بارزة.
وقال الجراح إن فكرة تحويله إلى متحف جاءت عام (2013)، ليوثق تاريخ هذا القصر، ومتحف يوثق تاريخ الكويت عبر حكامه، ومتحف يحكي الحضارات التي سكنت في هذه الأرض وأهميتها الجغرافية، وبادر الديوان الأميري بتعليمات سامية لإعادة تأهيل هذا المعلم التاريخي، الذي ظل صامدا في وجه الاحتلال الغاشم لدولة الكويت عام (1990) والتخريب والدمار الذي حصل له.
وأوضح أنه تم ترميم القصر وإعادة التشطيبات المعمارية وضمان سلامته الإنشائية، كما كانت وبنفس المواد والأشكال والأبعاد الأصلية، وتم عمل التجهيزات الداخلية لتحويل القصر إلى متحف يحوي تاريخ القصر، وتاريخ حكام الكويت ليعيد إلى الواجهة أحد المعالم التاريخية، والتي شهدت مرحلة مهمة في تاريخ الكويت السياسي، ليصبح لدينا أيقونة وعلامة بارزة تمثل الدولة على مدى العصور، وشاهدا على أهمية هذا الصرح المعماري ذي الطابع الهندسي الفريد من نوعه غير المسبوق.
ولفت إلى أنه اليوم تكللت عملية تنفيذ إعادة إعمار القصر وتحويله إلى متحف بعد (6) سنوات من العمل المضني والدؤوب، ليكون المتحف الرسمي للدولة.
قال رئيس الشؤون المالية والإدارية بالديوان الأميري رئيس اللجنة التنفيذية لإنشاء وإدارة المراكز الثقافية عبدالعزيز اسحق، ان متحف قصر السلام يعد صرحا لتوثيق تاريخ الكويت بأسلوب حديث ومبتكر.
وأضاف اسحق، في تصريح صحافي أمس، أن المتحف يشكل صرحا تاريخيا حضاريا معماريا فريدا من نوعه يحفظ ويوثق تاريخ الكويت عبر حكامها والحضارات التي مرت بها وكذلك يحاكي الأجيال ليعمق مفاهيم الاعتزاز بالوطن.
وأكد أن المتحف تم تصميمه ليتناسب مع الجيل الحديث باستخدام أحدث أساليب العرض التكنولوجي ليصبح متحفا يقدم تاريخ الكويت والحضارات التي مرت بها للزائر بشكل ابداعي مبتكر لا يخلو من متعة الابهار.
وأوضح أن “قصر السلام” له تاريخ كبير ويمثل قيمة تاريخية ووطنية كبيرة في نفوس حكام الكويت وشعبها الوفي وتمت إعادة تأهيله بناء على تعليمات سامية من صاحب السمو أمير البلاد فجاءت فكرة تحويله الى متحف يوثق تاريخ الكويت.
وأفاد بأنه تم تصميمه وإعادة إعماره ضمن مفهوم وأفكار جديدة ذات توجه ثقافي وأبعاد تاريخية تبرز أهميته من خلال تحويله إلى متحف يضاهي أرقى المتاحف العالمية جودة ومحتوى وبأعلى المقاييس.
وبين أن المتحف يتكون من أربعة أدوار (سرداب – أرضي – أول – ثان) حيث يشمل السرداب مكتبة إلكترونية متصلة بالمكتبة المركزية للديوان الأميري إضافة إلى مناطق مخصصة للبحث العلمي ومكاتب للموظفين ومخازن وغرف خدمات وغيرها.
التحف الثمينة
وذكر ان الدور الأرضي يشمل أيضا معرض تاريخ القصر وتمت إعادة بعض القاعات الى ما كانت عليه عند إنشاء قصر السلام مع إضافة أدوات العرض التاريخي لكبار الشخصيات التي زارته وقاعة تمثل الدمار الذي لحق به جراء الغزو العراقي وقاعة لعرض بعض التحف الثمينة التي يحتويها القصر.
وقال اسحق ان الدور الأول فيه متحف “تاريخ الكويت عبر حكامها” والذي يشمل تسع قاعات متحفية تسرد تاريخ الكويت منذ نشأتها.
وبين أن الدور الثاني يشتمل على مناطق استقبال وقاعة احتفالات ومطبخ مركزي.
وذكر أن وسائل العرض في القاعات المختلفة للمتحف تتضمن حوالي 98 فيلما ونحو 270 من الأعمال المطبوعة (الجرافيكس) وكذلك المجسمات المختلفة التي يبلغ عددها حوالي 59 ومختلف أنواع وسائل عرض المقتنيات التي تزيد على الـ 70.
وتابع: أستأذن سموكم للاعراب عن خالص الشكر والتقدير للجهود المضنية والمتواصلة التي بذلها كل العاملين في هذا المشروع من باحثين ومهندسين ومخططين وفنيين وإداريين، وفي مقدمتهم عبدالعزيز إسحق، والشيخة منى الجابر لإنجاز هذا الصرح الرائع والجميل، فلهم خالص الشكر والثناء.
وأردف: نسأل الله العلي القدير أن يحفظ سموكم، ويسبغ عليكم أثواب الصحة والعافية، لتنعم هذه الأرض الطيبة بالسلام والأمان والاستقرار.
وتم عرض فيلم حمل عنوان “الرؤية”، كما تم عزف أغنية “رمز السلام” من كلمات الشيخ أحمد صلاح الناصر، وأداء سناء الخراز، كما عرض فيلم وثائقي حمل عنوان “تاريخ الكويت عبر حكامها”، بعدها تم عزف أغنية “منزل الخير”.
وتم إهداء صاحب السمو، وسمو ولي العهد هدايا تذكارية بهذه المناسبة، وغادر سموه مكان الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وتقدير.
متحف قصر السلام يحكي تاريخ الكويت العريق في حلّة فريدة تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل.
إن قصر السلام أو كما كان يعرف قديما بـ “قصر الضيافة” نشأ في الأساس كفكرة تولدت لدى المغفور له بإذن الله سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، ببناء قصر مميز يكون سكنا له ولأسرته الكريمة.
وحتى يتحول الحلم إلى حقيقة بدأت في عام 1960 في عهد المغفور له حاكم الكويت الشيخ عبدالله السالم أعمال الحفر والبناء للهيكل الأساسي للقصر، إلا أن إعلان استقلال البلاد عام 1961 أظهر الحاجة الملحة إلى وجود قصر للضيافة يتم فيه استقبال ضيوف الكويت من ملوك ورؤساء وشخصيات مهمة.
لذلك تقرر استكمال إنشاء هذا الصرح المميز والجميل ونقل ملكيته إلى الدولة، ليتحول من قصر سكني إلى قصر للضيافة، حيث شهدت أروقته الجميلة على استقبال أول زواره عام 1964، ومن ثم توالت زيارات الرؤساء والملوك لتصل إلى 166 رئيسا.
وتميز قصر السلام الذي تكلف إنشاؤه وتجهيزه في بداية ستينيات القرن الماضي نحو 5 ملايين دينار بالجمال والفخامة.