«عبقرينو» والبقلاوة* صلاح الساير
النشرة الدولية –
(من المفهوم والمعقول أن يتوهم المتفائل رؤية نور في آخر النفق المظلم لكن غير المفهوم أو المعقول أن يبادر المتشائم إلى إطفاء ذلك النور) تذكرت هذه العبارة البليغة وأنا استمع لمقطع فيديو لأحد (المناضلين) العرب ضد العقوبات الاقتصادية على إيران والتي تدعو لها (حليفة الكويت) الولايات المتحدة الأميركية بحجة ان المقاطعة (لن تضر إيران)، وحتى اللحظة لا أحد يعرف ما الحكمة من ترويج هذه المقولات الأعجوبية والتي تذكرنا بذلك المتشائم الذي هرع لإطفاء نور النفق رغم اعتقاده بانه لا وجود للنور!
إذا كانت المقاطعة (لن تضر إيران) فلماذا يقف حضرة المناضل ضد المقاطعة؟! خاصة وأنالداعي لها دولة عظمى هي الولايات المتحدة الأميركية حيث صاحب القرار فيها لديه معلومات شاركت فيها دوائر بحثية وجهات اقتصادية وسياسية واستراتيجية تفوق قدرة الأخ المناضل (الأكاديمي) على التحليل السياسي.
خاصة وانه ساق أمثلة (مضروبة) ليؤكد عدم جدوى المقاطعة الاقتصادية حين حكى عن فشل الحصار الاقتصادي على العراق أيام المقبور صدام حسين (!) وهو الحصار الذي جعل غزو الجيش الأميركي للعراق أشبه بعملية سهلة مثل صيد البط ! فأين الفشل المزعوم؟
تجاهل المناضل الدور الإيراني السلبي والمعروف في المنطقة ومحاولاتها تصدير الثورة و(خلية العبدلي) فقام بتصوير الجمهورية الإسلامية في إيران بالحمل الوديع.
واكتفى بإرجاع سبب الصراع معها (لأنها تملك السلاح النووي) وكأن (القوة النووية غير المنضبطة) مسالة بسيطة لا ينبغي أن تسبب الفزع للجيران أو تكون سببا للعقوبات التي تحرم ايران من مصدر دخلها الرئيسي (النفط)، إلا أن المناضل (عبقرينو) يؤكد أن العقوبات الاقتصادية سوف تدفع إيران إلى دعم عملائها في المنطقة اكثر (!) وكأنها كانت في الماضي تمدهم (بالبقلاوة والفالودة) وسائر الحلويات الإيرانية وبعد العقوبات سوف تدعمهم بالمال والسلاح!.