متحف لزمن التخلف* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
بمرارة وامتعاض، إن لم أقل بخوف ووجل، نستقبل ما يجري في مجلس الأمة من عبث سياسي صبياني وسلوكيات غير مسؤولة تنم عن جهالة سياسية وكيدية مريرة.
إن سلسلة الاستجوابات التي يتباهى بعض النواب بممارستها ضد الوزراء لا تدل على حرص هؤلاء النواب على تقويم الوزراء المستجوبين أو تنبيههم لأخطاء وقعوا فيها أو لمحاسبتهم، ولكنها في أغلبها مع الأسف، إما تكون بدافع الكيدية لأن الوزير لم يحقق للنائب طلباته غير القانونية، أو للاستعراض السياسي والاستقواء وفرد عضلات النائب أمام ناخبيه.
إننا كأفراد من هذا الشعب وتهمنا مصلحة بلادنا وأمننا وحريصين على أن نعيش باستقرار وهدوء وفي حالة طبيعية شأن سائر الدول، نحس بضيق وتبرم وخوف من هذا العبث الذي يحدث.
وهذا لا يبرئ الحكومة ولا يعني أنها مثالية ووزراءها أكفاء وسيرها مستقيم وغير معوج، أو أن إنجازاتها شاهقة تنطق بلسان فصيح، بل هي حكومة عرجاء بكماء مغلولة اليد ترسم خططا في الفضاء وتنفذ مشاريع في الهواء.
وأعتقد أن جزءا كبيرا من تقصير الحكومة ولعثمتها وارتباكها عائد إلى مكايدة نواب الاستجوابات ووضعهم العصي في عجلات الحكومة من أجل عرقلتها لغرض في أنفسهم.
ورغم علم الحكومة بذلك ومعرفتها التامة بمقاصد أولئك النواب ومن الذي يحركهم ومن هو المايسترو الذي يشير بعصاه ليمسك كل واحد منهم بآلته الزاعقة فيبدأ بالزعيق الناشز الكريه، فإنها لا تريد مواجهتهم وإخراسهم وهي الأقوى والأشد، ولكنها تجبن عن المواجهة وإسكات أولئك المتلاعبين بمصيرها وبمصير الوطن، ولا نعلم ما هو سبب ذلك الجبن غير المبرر.
لقد مللنا مما يجري في مجلس الأمة، وسئمنا تلك الألاعيب الهوجاء التي يمارسها بعض أعضاء ذلك المجلس الذي صار عدوا للأمة لا بيتها ولا قلعتها الحامية الحارسة.
صاروا يبتزون الحكومة ويسيئون للبلاد وللناس وينفذون أجنداتهم الخاصة وأجندات من يحركهم ضاربين عرض الحائط بمصالح البلاد وأهلها، ورغم هذا لا أحد ينهاهم أو يزجرهم.
إننا لسنا بخير ولن نكون بخير ما دام هذا المجلس قائما، فأغلقوه بالشمع الأحمر أو حولوه متحفا لزمن التخلف الذي عاشته بلادنا في ظله.
الانباء الكويتية