غزة تهدأ بعد سريان إتفاق وقف النار.. والحزن يخيم على شعبها في أول أيام الصوم
محرر النشرة الدولية –
يسود الهدوء قطاع غزة الإثنين بعد موافقة زعامة حماس في القطاع على وقف لإطلاق النار مع إسرائيل في ساعة مبكرة، بعد يومين من المواجهات تعتبر الأخطر بين إسرائيل وقطاع غزة منذ حرب العام 2014.
ولم تشأ متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي التعليق على الاتفاق. بينما انتقد سياسيون إسرائيليون وقف إطلاق النار.
وقال مراسلو وكالة فرانس برس إنه لم يسجل إطلاق صواريخ من جانب الفلسطينيين أو غارات جوية إسرائيلية، منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ. ورفعت إسرائيل صباح الإثنين القيود المفروضة على حركة المدنيين في محيط الحدود مع قطاع غزة.
وقد توسّطت كل من مصر وقطر في الاتّفاق الذي دخل حيز التنفيذ الساعة 4,30 فجرا (01,30 بتوقيت غرينتش)، بحسب ما قال مسؤول في حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة وآخَر في حركة الجهاد الإسلامي، اشترطا عدم كشف هويتيهما.
كما أكّد مسؤول مصري طلب عدم ذكر اسمه حصول الاتّفاق.
وبدأ التصعيد السبت مع إطلاق مئات الصواريخ من غزة وردت إسرائيل بغارات جوية مكثفة. وتواصل التبادل الأحد، ما تسبب بمقتل 25 فلسطينيا، بينهم تسعة نشطاء على الأقل ينتمون إلى حركتَي حماس والجهاد الإسلامي، وأربعة أشخاص في الجانب الإسرائيلي.
وقال المسؤول في حركة الجهاد الإسلامي إن اتفاق وقف اطلاق النار الجديد “تم بشرط أن يكون متبادلا ومتزامنا، وبشرط أن يقوم الاحتلال بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن قطاع غزة”.
وبين هذه الخطوات “إعادة مساحة الصيد من 6 إلى 15 ميلاً، واستكمال تحسين الكهرباء والوقود واستيراد البضائع وتحسين التصدير”.
وساهم اتّفاق سابق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس رعته مصر والأمم المتحدة في تهدئة نسبية تزامناً مع الانتخابات التشريعيّة في إسرائيل في التاسع من أبريل.
وسمحت إسرائيل بموجبه لقطر بتقديم مساعدات بملايين الدولارات إلى القطاع لدفع الرواتب وتمويل شراء الوقود لتخفيف حدة أزمة الكهرباء. كما وسعت في وقت لاحق منطقة الصيد البحري قبالة شاطىء غزة.
لكنها عادت الأسبوع الماضي وقلصت المنطقة التي تسمح لصيّادي السمك قبالة شواطئ قطاع غزة المحاصر بالتحرّك في إطارها، رداً على إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع باتجاه أراضيها.
وفي خطاب له الإثنين، لم يتناول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وقف إطلاق النار، لكنه قال “لقد استهدفنا حماس والجهاد الإسلامي بقوة”، مضيفا “المعركة لم تنتهِ بعد وتتطلب الصبر وحسن التقدير”.
وانتقد خصوم نتانياهو وبينهم أحد أعضاء حزبه “الليكود”، اتفاق وقف النار.
ووصف رئيس هيئة الأركان السابق وخصم نتانياهو الرئيسي في انتخابات التاسع من أبريل، بيني غانتس، الاتفاق بأنه “استسلام جديد أمام ابتزاز حماس والمنظمات الإرهابية”.
على شفير حرب
وخاضت إسرائيل وحماس منذ 2008 ثلاث حروب، ويثير التصعيد كل مرة مخاوف من اندلاع حرب رابعة. وقال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية مساء الأحد إنّ “العودة إلى حالة الهدوء أمر ممكن، والمحافظة عليه مرهونة بالتزام الاحتلال بوقف تام لإطلاق النار بشكل كامل”. وأضاف “دونَ ذلك، سوف تكون الساحة مرشّحة للعديد من جولات المواجهة”.
وأُطلق نحو 690 صاروخا من قطاع غزّة في اتّجاه الأراضي الإسرائيليّة منذ السبت، بحسب الجيش الإسرائيلي الذي أشار إلى اعتراض الدفاعات الجوية الإسرائيلية أكثر من 240 منها.
وإضافة إلى سقوط قتلى وجرحى، تسببت الصواريخ بإطلاق صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل وإلحاق أضرار بمنازل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّه ردّ باستهداف دبّاباته وطائراته نحو 350 موقعاً عسكريّاً لحركتَي حماس والجهاد الإسلامي. ومن المواقع المستهدفة، نفق مخصّص للهجمات تابع للجهاد الإسلامي يمتدّ من جنوب القطاع حتّى الأراضي الإسرائيلية.
ودمر العديد من المباني في مدينة غزة.
وانتشلت طواقم الدفاع المدني وطاقم طبي تابع لوزارة الصحة في غزة الاثنين جثتي زوجين فلسطينيين عثر عليهما تحت أنقاض منزلهما الذي دمر الأحد في غارة جوية إسرائيلية في شمال القطاع.
دعوات إلى التهدئة
وأكّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد أنّ إسرائيل تحظى بدعم واشنطن الكامل. وكتب على “تويتر”، “مرّةً جديدة، تُواجه إسرائيل وابلًا من الهجمات الصاروخيّة القاتلة من جانب حركتَي حماس والجهاد الإسلامي الإرهابيّتين. نحن ندعم إسرائيل 100% في دفاعها عن مواطنيها”.
وتحيي إسرائيل الخميس ذكرى قيامها في 1948. ويبدأ شهر رمضان في غزة الإثنين.