«يا سامع الصوت»* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
كلنا نحب الكويت ونتغزل بها، ونعلن أرواحنا وما نملك فداء لها.
لدى الكثير منا ومع الأسف فإن ذلك الحب لفظي قولي، وليس حقيقيا.
إنه مجرد كلام مما اعتادت عليه الألسن وليس خطابا جوفيا حسيا نابعا من الجنان وسويداء القلب.
إن حب الكويت يقتضي منا جميعا تعزيز قيم الدولة فيها وقيم القانون وترسيخ المكتسبات المدنية والسياسية التي تحققت وضمنت لنا حقوقنا كمواطنين وبينت حقوق الوطن علينا.
إن التنادي والاصطفافات والتراحم لابد أن تكون تحت سقف الدولة وتحت مظلة القانون وضمن الأطر المنظمة لمثل تلك التناديات والتراحمات رغم أنها في معظمها غير محقة، نعم لابد أن تكون تحت سقف الدولة لا في فضاء آخر خارج أطر الدولة وبعيدا عن القوانين المنظمة.
ليس من الوطنية، تشويه وجه الدولة المتحضرة والخروج عن نظمها العصرية التي تجعل المواطنين جميعا على قدر واحد وعلى مستوى واحد ولا تميز هذا عن ذاك لأي سبب من الأسباب.
ذلك هو شكل الدولة العصرية المتحضرة الذي رسمته لنا أيدي من سبقونا من آباء وأجداد وعشنا تحت سقفه وتفاصيله راضين مرضيين، لا نتنازع ولا نتباغض ولا نتحاسد.
ذلك هو الشكل الذي وحدنا جميعا كمواطنين وقرب بيننا وساوانا ببعضنا، فلم يميزني عن غيري من المواطنين ولم يميز غيري عني.
وهو الواقع المشرف للدولة الذي يجب أن نحرص على استمراره ودوام بقائه والدفاع عنه، لا أن نتوزع فرقا وقبائل وطوائف ونتشتت أشتاتا أشتاتا، نتخندق كل في خندقه يتربص أحدنا بالآخر.
والمسؤولية الكبيرة تقع على الحكومة في هذا الشأن وهي الملزمة بالحفاظ على شكل الدولة العصرية وما تحقق من مكتسبات لتأكيد الوجه العصري للدولة بعيدا عن التخندقات الفئوية والتحزبات الصغيرة في ظل وجود كيان كبير هو الدولة.
لابد للحكومة من الانتباه واستباق الأحداث وألا تنتظر حتى «يقع الفاس بالراس» ثم نصبح بعد ذلك نادمين، لاسيما أننا في ظرف زمني خطر ومخيف والمنطقة حبلى بأحداث قادمة نتمنى السلامة منها لنا وللجميع.
و«يا سامع الصوت» ابدأ لا تنتظر!!
الانباء الكويتية