تأليف التاريخ* صلاح الساير

النشرة الدولية –

على شاشة قناة فضائية تعدّ واحدة من أذرع الإسلام السياسي (الإخوان المسلمين) تحدث شخص كويتي عن مستقبل ما يسمى بالربيع العربي، باعتباره اكاديميا ومحللا سياسيا، وقال (حسب قراءته للوضع العربي) إن الشعوب العربية براغماتية تعطي فرصا لحل المشكلات، لكن المشكلات تزداد عمقا والورم يكبر، لذلك وفي لحظة تاريخية معينة لا يستطيع أحد أن يحددها سوف تقوم الشعوب بتغيير مجرى التاريخ (!) وسوف يأتي «حراك» جديد أكثر عنفا.

وكأن العنف الذي جاء به الخريف العربي ومزق الناس والمدن (لعب عيال) أو حفلة من حفلات هلا فبراير.

مدرس مادة العلوم السياسية يعلن أمام الملأ وعبر الفضاء المتلفز ان كلامه حول التغيير القادم أو الانفجار القادم. انه من واقع (قراءته للوضع العربي)! لكنه لم يقدم دليلا واحدا على صدق القراءة والتحليل.

فأي قراءة اكاديمية تلك التي يعجز صاحبها عن تقديم شاهد على ان الشعوب العربية غيرت مجرى التاريخ (!) متى وأين؟ هل في انقلاب عبدالناصر؟ هل في انقلاب العسكر العراقيين على حكم الهواشم في العراق؟ هل في انقلاب القذافي على الملك ادريس السنوسي؟ متى حدث هذا التغيير المزعوم؟ وكيف يستقيم التحليل السياسي المبتور المحروم من المقدمات المنطقية؟

لو قال الأخ الأكاديمي انه (يتمنى) هذا الانفجار الموعود لكان ذلك من حقه وينسجم مع أطروحاته المعروفة والمؤيدة لما يسمى بالربيع العربي و(الحراك في الكويت) لكن من غير المقبول ان يخلط التحليل السياسي بالأمنيات ليصل إلى نتائج افتراضية لا مقدمات لها، حيث من المعروف (والأدلة على قارعة الطريق) ان الشعوب العربية، بعيدا عن تمثيليات وألاعيب أكاديمية التغيير، لم يسبق لها ان ثارت، باستثناء الحركة الشعبية المصرية العارمة والطاهرة ضد حكم الإخوان المسلمين عام 2013 التي مكنت الجيش المصري العظيم من استعادة مصر من قبضة الإسلام السياسي وحمايتها من شرور التمزق والانفجار.

الانباء الكويتية

زر الذهاب إلى الأعلى