خزينة العرب.. جزيرتهم* صلاح الساير

النشرة الدولية –

لسنا أمة كلام كما لسنا أمة حديثة مثلما يتوهم البعض. فنحن في الجزيرة العربية لدينا من الشواهد والأدلة الأثرية والتراثية ما يؤكد قدرتنا على الإبداع والإنتاج ومساهمتنا الفاعلة في ركب الحضارة البشرية. ومن يزور متحف «ساروق الحديد» في دبي سوف يندهش من روعة المشغولات المعدنية والذهبية والتحف الفخارية والحجرية التي تعود الى عصور قديمة والمجلوبة من موقع صحراوي في دبي يحمل اسم «ساروق الحديد» والشواهد كثيرة نجد آثارها في المتاحف وطي البحوث والدراسات ومتوافرة لمن يطلب المعرفة.

من يقف على تاريخ التعدين في المملكة العربية السعودية، خاصة في «الدوادمي» يدرك ثراء المنطقة بالذهب والفضة والرصاص والنحاس والزنك مثلما يدرك روعة الانسان فيها وقدرته على الابداع واستخراج هذه المعادن منذ الأزمنة القديمة. وأشير الى «وادي الصفافير» في رأس الخيمة حيث توجد آثار موقع لاستخراج وتصنيع النحاس قبل ألف سنة! وفي أحد بحوثه يشير عالم الآثار العراقي د.منير يوسف طه الى معثورات في الإمارات تتكون من أوان مصنوعة من أحجار الهيماتايت والحديد والنحاس ولا يستبعد ان بعض هذه الخامات كانت تصدر الى بلاد وادي الرافدين.

عمل سكان الجزيرة العربية (الخليجيون القدماء) في استخراج المعادن منذ آلاف السنوات مثلما مهروا في الغوص وتصدير اللؤلؤ منذ العصور القديمة. وبعد ان خبر الناس خارج الجزيرة العربية مزايا الجواد العربي تحولت بعض المرافئ الى مراكز لتصدير الخيول العربية خاصة الى الهند البريطانية ليستخدمها الضباط الإنجليز. مثلما تحولت بعض تلك المرافئ الى مراكز اعادة التصدير (ترانزيت) حيث يعاد تصدير السلع الهندية الى الموانئ الأخرى داخل الخليج (تجارة القطاعة) أو إلى مدن البحر المتوسط عبر القوافل الصحراوية التي سافر معها احد الرحالة الهولنديين من الكويت إلى حلب وذكر ان القافلة الكويتية تتكون من خمسة آلاف جمل يحرسها ألف فارس!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button