مدير معهد واشنطن يحث على رفض خطة كوشنر بإعتبارها كارثية وتتجاهل تطلعات الفلسطينيبن

 

رأى المدير التنفيذي لمعهد واشنطن روبرت ساتلوف أن خطة السلام الأميركية للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني التي من المفترض أن يعلن عنها الشهر المقبل، قد تجلب نتائج كارثية على الولايات المتحدة، داعيًا الرئيس دونالد ترمب إلى عدم تبنيها.

ويأتي تحذير ساتلوف بعدما حل مستشار ترمب، جاريد كوشنر، صاحب الخطة ضيفاً على ندوة أقامها المعهد مؤخرًا، تحدث فيها عن ملامح خطة السلام.

وقال ساتلوف في مقالة مطولة نشرها الجمعة على موقع المعهد الذي يركز على قضايا الشرق الأوسط، إن الخطة تفرض حلولا، ولا تؤسس لبدء حوار بين الطرفين المتنازعين، وتنسف كل ما أثمرته المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مدى الخمس والعشرين سنة الماضية.

وستقدم الخطة الأميركية اقتراحات مفصلة لحل جميع القضايا الأساسية مثل الحدود النهائية لإسرائيل، وووضع مدينة القدس، ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين، والترتيبات الأمنية التي من شأنها حماية اتفاق السلام، والعلاقة السياسية النهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وستتجاهل  الخطة إلى حد كبير التطلعات السياسية للفلسطينيين لكنها ستركز على تحسين وضعهم الاقتصادي عبر الاستثمارات وستركز على ضمان الأمن للإسرائيليين.

لكن على من يدير المنطقة الفلسطينية أن يتبنى إصلاحات سياسية وجهودا شاملة لمحاربة الفساد، لضمان جذب الاستثمارات التي ستشارك فيها الولايات المتحدة بشكل متواضع.

ولاحظ مدير معهد واشنطن أن خطة كوشنر الذي يفتقد للخبرة السياسية تتجاهل “مبدأ الدولتين”، ويطرح للمرة الأولى منذ عام 1982 مبادرة أميركية كاملة للحل.

ورأى أن إلغاء مبدأ الدولتين، واحدة للفلسطينيين وثانية للإسرائيليين، يتعارض مع الإجماع الموجود في واشنطن بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، الذي يدعم هذا المبدأ.

وذكر أن كوشنر يعتقد أن الفشل هو االأكثر احتمالا لخطته التي لم يطلع عليها ترمب حتى الآن، لكنه اختار المضي بطرحها، من دون وجود رؤياء للتعامل مع النتائج السلبية التي ستنتج عن رفضها.

وأشار إلى أنه، من سخرية القدر، أن مستشار ترمب تبنى السلوك العربي الذي أثبت فشله في المفاوضات خلال العقود الماضية، فهو يفرض حلولا وسعى إلى تجاهل  قضايا خشية إحراج نتنياهو ، مثل شرعية المستوطنات الإسرائيلية في عمق الضفة الغربية، والمطالب الفلسطينية مثل تأسيس دولة.

ورأى مدير معهد واشنطن أنه يجب التعاطي مع كوشنر ليس بصفته سياسيا بل ” باعتباره مطورا عقاريا يستطيع تقديم دروس في الشرق الأوسط عن سوق العقارات في نيويورك، لكن ليست لديه القدرة على حل نزاع دولي شائك وطويل الأمد”.

وانتقد الضغوط التي مورست على الفلسطينيين من قبل إدارة ترمب، مثل قطع المساعدات إلى إغلاق مكتب السلطة في واشنطن.

وحض ساتلوف الرئيس ترمب إلى عدم تبني خطة سلام كوشنر وإعلانها، لأن “مثل هذه الخطوة قد تكون نتائجها كارثية على مصالح الولايات المتحدة”، كما دعا نتانياهو إلى رفضها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى