مليارات «خامنئي»* صالح الشايجي

النشرة الدولية –

يقول شاعر العرب الأكبر أبو الطيب المتنبي:

كفى بك داء أن ترى الموت شافيا

وحسب المنايا أن يكن أمانيا

وهذا يمثل قمة اليأس والقنوط وانقطاع الأمل، بحيث يصير الموت شافيا من حياة مريرة سقيمة عليلة، ويصير أمنية يتمناها المرء ليتخلص من تلك الحياة البائسة التي يحياها.

ونحن نعيش هذه الأيام واقع ما عاشه المتنبي أو مثّل له بذلك البيت الشعري، ولكن بدل أن نتمنى الموت للخلاص فإننا نتمنى الحرب للخلاص.

الحرب ليست أمنية عاقل ولم تكن في يوم من الأيام أمنية أحد، ولكن ما العمل ونحن نعيش ما هو أمرّ منها.

حروب كثيرة متناثرة هنا وهناك تكاد تغطي معظم أجزاء أرض العرب، في سورية وليبيا واليمن والعراق، وبقية الدول العربية ليست بخير وليست متعافية بالكامل، وتعيش تحت هاجس الوساوس والقلاقل والشرور والفتن والإرهاب.

والجارة إيران لا تريد لهذا العالم أن يهدأ وهي التي تسبب تلك الحروب وتقودها وتجعل وقودها من أبناء تلك الدول عراقيين وسوريين ولبنانيين ويمنيين.

حروب عبثية كريهة لا مصلحة فيها لإيران ولا للإنسان الإيراني، ولو أن إيران كفت أذاها عن تلك البلدان وتركتها لأبنائها يسيرونها حسب مصالحهم الوطنية لكان خيرا لها ولهم، ولو أنها التفتت إلى داخل إيران المفكك المتهاوي الجائع الثائر لكان خيرا لها من ذلك العبث الذي لا طائل من ورائه ولن تجني منه إلا الخيبات والويلات والخسائر الجسيمة.

ولن تفيد إيران طنطناتها وتهديداتها وادعاء القوة المزعومة بما تمتلك من أسلحة كرتونية لا تصلح حتى لإبادة الجرذان والحشرات.

حسب تقرير من السفارة الأميركية في بغداد فإن ثروة «خامنئي» مرشد الثورة الإيرانية والرأس الأكبر في النظام الإيراني تبلغ مائتي مليار دولار، وأعتقد أن هذا المبلغ كاف جدا لأن يترك الحياة السياسية ويتفرغ لحياته ويتنعم بملياراته ويخلص بلاده ويخلص العالم من الحرب وشرورها، لاسيما أنه رجل كبير في السن، فيكفيه ما جمع، وليته يترك القيادة لمن هو أفضل أو أن ينسجم مع ما تطلبه دول العالم من إيران ويمشي في الركب الدولي مجنباً بلاده وشعبه المزيد من الدمار والهلاك.

الانباء الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى