تجرّع كأس السمّ حالاً!!* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
بعد حرب دارت رحاها على مدى ثمانية أعوام، أكلت أخضر الأرض ويابسها، وأهلكت ما قُدّر بمليون نفس بشرية، وأهدرت أموالا طائلة بلغت مئات المليارات، وشردت وشتّتت وأرعبت وأخافت ويتّمت ورمّلت وثكلت.
بعد كل هذا الذي راح ولا يعود، أعلن مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني أنه «يتجرّع كأس السم» وهو يعلن وقف إطلاق النار بين بلاده والعراق.
بعدما جرى ما جرى وبعد كل ذلك الدمار والقتل والوجع والدموع، يخرج الخميني فجأة ليعلن نهاية الحرب التي أنهكت بلاده وأدت إلى احتلال أجزاء منها من قبل القوات العراقية.
أستعيد هذه الوقائع المريرة المؤلمة ونحن نعيش هواجس حرب تدق الأبواب وأيضا طرفها أو سببها إيران، وهي مناسبة لتذكير خليفة الخميني ووارث العرش الإيراني ومرشد الثورة الإيرانية السيد «خامنئي»، بما سببته تلك الحرب لبلاده ولشعبه، فيا سيدي أسرع بتجرع كأس السم قبل اشتعال النيران وقبل أن يغادر السهم قوسه، فإن السهم إذا ما انطلق لا يعود.
تجرّع يا سيدي كأس السم قبل أن تفقد بلادك فردا واحدا وقبل أن تخسر «تومانا» واحدا.
تجرّع وأسرع في التجرّع ولا تُبطئ، فكأس السم الآن وقبل الحرب وتبعاتها وأوجاعها، ألذّ وأهنأ من كأس السم بعد الحرب والدمار.
تجرع واحفظ لشعبك أرواحه وأمواله وراحته وسعادته واستقراره.
إن أطفال إيران يريدون أن يعيشوا كغيرهم من أطفال العالم.
يريدون أن يذهبوا إلى مدارسهم باطمئنان، ولا يريدون أن تنهش عقولهم الصغيرة البريئة هواجس الموت المبكر، ولا يريدون أن يكونوا نهبا لوساوس الموت كما عاش آباؤهم قبل أربعين عاما.
إن الأمهات الإيرانيات يردن أن يعيش أطفالهن بسلام، يردنهن ذخرا لهن في كبرهن وذخرا لبلادهم، فتجرّع مبكرا وحقق أمنيات أولئك الأمّهات.
لقد خوت بلادك وتيبست أوراق زروعها وجفت سواقيها وغيضت ينابيعها وجاع أهلها وبكت مآذنها.
فتجرع يا سيدي تجرّع «الآن الآن وليس غدا».
تجرّع بعز قبل أن تتجرّع بذلة، فكأس الذلة مرٌّ وقاتل، وسل سلفك «الخميني» يخبرْك.
الانباء الكويتية