الحريري: “هناك أشخاص يجهلون لماذا يضربون…. مع انهم غير مشمولين باي مادة من مواد الموازنة
النشرة الدولية –
أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن جلسة مجلس الوزراء، الاثنين، “شهدت تقدما كبيرا جدا في كل هذه الأمور، وان شاء الله تقر الموازنة قريبا مع التخفيضات التي ستتضمنها، وننتهي من الإضرابات التي تحصل. فهناك اشخاص يضربون وهم يجهلون لماذا يضربون، ولغاية الان انا لا اعرف سبب لجوء البعض الى الاضراب، مع انهم غير مشمولين باي مادة من مواد الموازنة ولا حتى تم التطرق إليهم”.
اقام الرئيس الحريري غروب اليوم في “بيت الوسط” مأدبة إفطار حضرها مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتو المناطق ونائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الوزير السابق عمر مسقاوي وأعضاء المجلس ورئيس مجلس القضاء الشرعي الشيخ محمد عساف وحشد من المشايخ من مختلف المناطق اللبنانية.
وبعد الإفطار رحب الرئيس الحريري بالمدعوين وتوجه اليهم قائلا: “رمضان كريم، اعاده الله عليكم جميعا وعلى لبنان وجميع اللبنانيين بالخير والبركة. لا شك ان لبنان يمر هذا العام بمرحلة اقتصادية صعبة، ولكننا نعمل ليل نهار لإيجاد الحلول للخروج من هذه الازمة الاقتصادية.
هذا الشهر هو شهر التسامح والخشوع، وان شاء الله يبقى بلدنا امنا ومستقرا وتنتظم أوضاعه فاذا نظرنا الى وضع لبنان والى أوضاع الدول من حولنا وما تعانيه، ندرك ان بلدنا بألف خير. وان شاء الله يكون مستقبلنا أفضل لأننا نعمل بجهد، ونحاول ان نخلص البلد من هذه الازمة الاقتصادية التي يعانيها”.
وشكر الحريري، المفتي الذي لطالما كانت مواقفه وطنية وتصب لمصلحة لبنان واللبنانيين والمسلمين، وكلامه دائما هو كلام جامع لكل اللبنانيين، ونحن كلنا تحت خيمة دار الفتوى التي تجمع الجميع وسنبقى كذلك، وهذا ما أراده الوالد وآمن به. المهم هو ان نتحاور وننفتح على الاخرين، وان نكون من الأشخاص الذين يسيرون بخط الاعتدال”، وقال: “البعض يحاول ان يصور الاعتدال بانه ضعف، او ان موقف المعتدل ليس موقفا صارما، ولكن الامة الإسلامية والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كان من اكثر الناس اعتدالا ونحن نقتدي به، فالاعتدال هو موقف قوة خاصة اذا دافعنا عنه بالحجة. اما التطرف فهو الضعف، لان المتطرف هو الذي لا يقبل الاخر، فالذي اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو الضعيف لانه عجز عن استيعاب فكرته ونهجه وعمله. وبسبب خوفه منه وضعفه قرر اغتياله بدل محاورته واقناعه او الاقتناع بطروحاته، وهذا ما حصل أيضا مع الشهداء وسام الحسن وجبران التويني وغيرهم من الشهداء الذين سقطوا في تلك المرحلة.
وإذ اشار الى ان “تمسكنا بنهج الاعتدال هو الذي حافظ على هذا البلد بمسلميه ومسيحييه، وكلنا نعيش فيه تحت هذه السماء الزرقاء”. قال: “انتم بالنسبة لي تمثلون صوت المسلمين، خلال خطبكم أيام الجمعة يجب ان تؤكدوا على هذا النهج وتقدموا النصح للشباب خاصة من خلال الكلمة الطيبة، وان تشرحوا لهم ماهي حقيقة الإسلام وما يمثله من دين للاعتدال والتسامح. انتم اعلم بما تقولون في خطبكم وأفقه مني بالإسلام، ولكن أقول لكم ان يجب علينا ان نكون متطرفين باعتدالنا، لانه لا يمكننا ان نساوم على أي نوع من التطرف اكان قوميا او دينيا، فالتطرف هو تطرف، يمينيا كان ام يساريا، او لاي جهة انتمى فهو عدم القبول بالآخر. وانا اعتبر ان مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان هو اكثر المعتدلين في لبنان. اشكركم وأرحب بكم في هذا البيت، بيتكم وبيت كل اللبنانيين وبيت دار الفتوى، فأنتم خلال كل الفترة التي مرت كنتم الى جانبنا والى جانب عائلتنا الصغيرة، عائلة الحريري، ونحن واياكم سنكمل هذه الطريق سويا، ونعيد لبنان الى ما كان عليه واجمل باذن الله”.