”حرب التسريبات“ تُشعل الساحة السياسية في تونس
النشرة الدولية –
تشهد الساحة السياسية في تونس حالة من التوتّر والاحتقان؛ في ظلّ حملات تشويه الخصوم، التي تلجأ إليها الأطراف السياسية المتنافسة، قبل أشهر قليلة من الاستحقاق الانتخابي المرتقب، في نهاية العام الحالي.
واشتعلت ”حرارة“ المشهد مع ظهور ”حرب التسريبات“ التي تكشف فضائح لشخصيات سياسية بهدف تشويهها والحطّ من شأنها لدى الرأي العام، وضرب حظوظها في الفوز خلال الانتخابات المقبلة.
وشكّل الفيديو الأخير الذي ظهر فيه رئيس اللجنة المركزية لحزب حركة ”نداء تونس“ سفيان طوبال، وهو في أحد الملاهي الليلية بمصر، أحد مظاهر هذه الحرب التي تستعر، خصوصًا مع اقتراب المواعيد الانتخابية.
واتهم ”نداء تونس“ في بيان له، اليوم الثلاثاء، أطرافًا سياسية بشن ”حملة تشويه ممنهجة ودنيئة تستهدف رموز الحزب، بعد نجاح المؤتمر الانتخابي بالحمامات في القطع مع التوريث وحكم العائلة، وهو ما أثار حفيظة عائلة رئيس الجمهورية وحركة النهضة بتواطؤ من أحد المديرين العامين لوزارة الداخلية“، وفق البيان.
وتبدو الأطراف السياسية المتهمة واضحة، في سياق تداعيات الانقسام الشديد الذي شهده الحزب خلال عقد مؤتمره التأسيسي بمحافظة المنستير، مطلع نيسان/أبريل الماضي، وفق مراقبين.
واعتبر المحلل السياسي حامد الزغدودي، في تصريح لموقع ”إرم نيوز“، أنّ ”اللجوء إلى مثل هذه الأساليب مرفوض من حيث المبدأ ومن حيث أساسيات وأخلاقيات العمل السياسي، غير أنّ هذا الأمر معمول به ومتداول حتى في الديمقراطيات العريقة في العالم“، مشيرًا إلى أنّ ”اللجوء إليه يشتدّ مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية“.
وأضاف الزغدودي، أنّ ”تسريب فيديوهات تُظهر شخصيات سياسية في وضع مريب أو تصدر عنها تصريحات ومواقف مستهجنة، يهدف إلى تحطيم الروح المعنوية للخصم وتشويه صورته بين الناس، وبالتالي إبعاده انتخابيًا أو على الأقل الحد من شعبيته“، مشيرًا إلى أنّ هذه الأساليب قد تجد صدى لها بين الناخبين فيغيرون آراءهم ويمتنعون عن التصويت لمن ثبت قيامه بتصرفات مخلة بالآداب والأخلاق أو مضرّة بالمصلحة العليا للبلاد.
غير أنّ المحلل المتابع للشأن السياسي، هاشم الخليفي، يرى أنّ صدى هذه الوسائل في تشويه الخصوم ”يبقى ضعيفًا، بل قد ينفّر الناخبين من الطبقة السياسية بشكل عام، فمن كان اليوم في موقف الضحية سيستغل الفرصة غدًا للردّ على خصمه بالطريقة ذاتها، وهذا ما يجعل من السياسيين سواء، ولا اختلاف بينهم، وهو ما يُفقد ثقة الناخب بجميع الفاعلين السياسيين“.
وأضاف الخليفي، في تصريح لموقع ”إرم نيوز“، أنّ ”كثيرًا من السياسيين عمدوا في وقت سابق إلى مثل هذه الأساليب، غير أنّها لم تكن مجدية إلى حد كبير“، مذكّرًا بفيديوهات سابقة تم تسريبها وفيها نيل من رئيس حركة ”النهضة“ راشد الغنوشي واتهام له بضرب المؤسسة العسكرية أو بتمجيد جماعة إرهابية، وكذلك تسريب فيديوهات لرئيس الجمهورية الأسبق محمد المنصف المرزوقي يظهر فيها متوعدًا المعارضة بإقامة المشانق، حين كان هو في الحكم.