فيلم رعب.. كلاكيت ثاني مرة* صلاح الساير

النشرة الدولية  –

«المنطقة بأكملها سوف تحترق بفعل صواريخ الدمار الشامل، وفي سماوات الجزيرة العربية سوف ينتشر الدخان النووي الاصفر، ولن يبقى كائن حي في إسرائيل والدول الخليجية. فالمدن العامرة سوف تتحول الى خرائب، والجسور ساقطة لا محالة، والبنايات العالية سوف تجثم على الأرض. أما العقبان وسائر الكواسر المحلقة في السماء فسوف تحط قريبا لتنهش الجثث في مدينة الرياض وابوظبي».. هكذا كان البعض يصور نتيجة حرب تحرير الكويت ثم غزو العراق. بيد انه وحالما دقت ساعة الصفر تم اصطياد صدام حسين صيد الجرذان، حتى لا أقول صيد الطيور.

صدام حسين (حفيد الدوحة المحمدية) الذي عجزت الجمهورية الاسلامية في إيران عن هزيمته في حرب استمرت ثماني سنوات رأيناه عبر الصوت والصورة والفيديو والأدلة والشواهد كيف قام افراد من الجيش الأميركي باستخراجه من جحر محفور في الأرض، وكيف اندحرت قواته المجحفلة أمام تقدم الجيوش الأميركية. انه ذلك (القائد المهيب) صدام حسين الذي كان العرب، وبعضهم لا يزالون، يعتقدون بأنه بطل أسطوري والذي كانوا يغنون له (صدام اسمك هز أميركا) تساقط في لمح البصر. وبدت صواريخه المغشوشة وكأنها ألعاب نارية تبرق في السماء لتسقط في العدم. وبدت الحكاية وكأنها فيلم رعب انتهى فعادت الاضاءة الى صالة العرض.

بالطبع، نحن لا نتمنى نشوب حرب أخرى في المنطقة. لا حرب بين إيران وأميركا ولا حرب مع إسرائيل ولا ضد أي دولة أخرى. فلا اروع ولا أنفع من السلام. غير أن الحروب لا تندلع بسبب الأماني، ولا تضع أوزارها بفعل الأمنيات، خاصة مثل هذه الحرب المتوقع نشوبها في المنطقة. إنها مثل الزلزال يحدث دون استئذان. فلا ينبغي التقليل من آثارها المحتملة. وفي الوقت ذاته، لا ينبغي التهويل من نتائجها وتصوير الأمر على انه يوم القيامة. فذلك ضرب من ضروب نشر الذعر بين الناس وإضعاف الجبهة الداخلية بحجة الخوف على البلاد.

 

الانباء الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button