عشاق ليلى والذئب!* صلاح الساير
النشرة الدولية –
رغم خلافاتهم واختلافاتهم الكثيرة فقد أجمع العرب، خارج الدول الخليجية (خاصة المحللين العباقرة منهم) على أن الرئيس دونالد ترامب يهدف من وراء تحريك الجيوش الأميركية بوجه إيران (ابتزاز الدول الخليجية) ودفعها الى الصرف المالي على هذه التحركات (!) فرئيس أكبر دولة، وأغنى دولة، وأقوى دولة في العالم، هو مجرد «قبضاي» أو «شبيح» أو «كاشير» يعمد الى تخويف الدول الخليجية بقصد جني الأموال منها.
بيد ان احدا من أولئك العباقرة من عشاق قصص (ليلى والذئب) لم يخبرنا كيف ومتى وأين يكون تحصيل هذه الاموال الخليجية؟ وهل يكون ذلك نقدا ام عبر تحويلات مصرفية؟
تبسيط معيب ومخل وساقط، بل انها هلوسة يلوكها البعض من الذين يخوضون في مواضيع شائكة وصعبة، فيدلون بدلوهم على نحو طفولي أو يرددون كلاما ساذجا أو رخيصا لا معنى له، أو كلاما تافها مضحكا، مثل التهديد الذي ردده شخص فلسطيني في لقاء تلفزيوني بأن« إيران لديها صواريخ سريعة يمكنها تدمير السفن الأميركية» وكأن الصواريخ الأخرى بطيئة! أو كأن إيران هي التي صعدت الى القمر لا أميركا.
كما قام شخص آخر بتفسير إرسال ناقلة الطائرات «ابراهام لنكولن» بأنه تحريك روتيني للقطع البحرية (!) وغير ذلك من تهويمات وأخيلة لا تصمد أمام الفحص والتدقيق.
تصوير الغرب (أوروبا وأميركا) على انهم يسعون الى نهب النفط الخليجي تصوير مريض وجاهل وغبي.
فالغرب هو الذي اكتشف النفط، لا نحن. والغرب هو من قام باستخراج النفط، لا نحن.
والغرب هو من اشترى النفط، لا العرب من عشاق رواية «ليلى والذئب» فمنذ أزمنة بعيدة ونحن لم نفق بعد من صدمة اللؤلؤ الصناعي جاء الأميركان والأوروبيين الى بلادنا ومعهم آلياتهم وعقودهم وأخبرونا بالحكاية المدهشة التي نسمعها للمرة الأولى، واستثمروا بالاكتشافات النفطية حتى تفجر الذهب الأسود من تحت أقدامنا.
وبعد تصدير البترول قمنا بتحصيل العوائد المالية التي قمنا بتعمير بلادنا بها. فعن أي نهب يتحدث أولئك الكذبة من الذين (يتنافخون) شرفا؟