أمير الكويت: واقع منطقتنا مرير وتداعياته خطيرة وعلينا الاستعداد لحماية أمن وطننا» وعلى الإعلام ممارسة دوره بمسؤولية وعدم الانحراف عن رسالته الوطنية
النشرة الدولية –
أكد أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، أن الحفاظ على ما تحقق من مكتسبات في إطار مجلس التعاون يعد الضمانة لمواجهة المخاطر والتحديات، لافتاً إلى أن واقع المنطقة المرير وتداعياته الخطيرة يدعوان إلى ضرورة الحيطة والحذر وحسن الاستعداد لحماية أمن الوطن وسلامته.
وقال سموه، في كلمته بمناسبة العشر الأواخر من رمضان أمس، إن ذلك لن يأتي إلا بالتلاحم والتمسك بالوحدة الوطنية “التي لن نسمح أبداً بالمساس بها”، فهي السور الواقي بعد الله تعالى للوطن، فضلاً عن تعزيز الجبهة الداخلية والوقوف في وجه كل من يحاول إثارة النعرات والعبث بالنسيج الاجتماعي للبلاد.
وشدد على ضرورة التمسك “بمكتسباتنا الوطنية وبنهجنا الديمقراطي الثابت الذي اخترناه والذي توارثه أهل الكويت، وبدستورنا الشامل، والذي نؤكد دائماً أننا من يحميه ولن نسمح بالمساس به فهو الضمانة الحقيقية لاستقرار نظامنا والدعامة الرئيسية لأمن بلدنا، والاعتزاز بقضائنا العادل والنزيه”، مؤكداً أهمية التعاون المثمر والبناء بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لتعزيز دولة المؤسسات وسيادة القانون، ومواصلة مسيرة التنمية والإصلاح المنشودة.
ودعا سموه القائمين على وسائل الإعلام بمختلف أنواعها إلى ممارسة دورهم الإعلامي بوعي ومسؤولية، “فلا نريد لإعلامنا الانحراف عن رسالته الوطنية إلى ما يهدد وحدة الوطن وأمنه، لاسيما في ظل هذه الظروف الحرجة، ونطمح أن يكون إعلامنا مشعلاً حضارياً وأداة لدفع جهود البناء والتنمية ومنبراً للحرية المسؤولة والرأي المستنير”، معرباً عن أسفه “لما نشاهده ونعايشه من إساءة استخدام أدوات التواصل الاجتماعي، بحيث أصبحت في أغلب الأحيان معول هدم وتشكيك في النوايا وإشاعة روح البغضاء بين أفراد المجتمع”.
وشدد سموه على أن “وطننا أمانة في أعناقنا جميعاً وهو الأمر الذي يتطلب من الجميع الوفاء والإخلاص له، والعمل الدؤوب والمخلص للرقي به، ودفع مسيرته التنموية نحو أهدافها”، مضيفاً أن من حق الكويتيين أن يفخروا بالمكانة الرفيعة التي يتبوؤها وطننا العزيز لدى المجتمع الدولي، وبما حققه على صعيده من إنجازات إنسانية وإغاثية واجتماعية.
وفيما يلي نص الكلمة:
“بـسم الله الرحمن الرحيم
“وَقُــــلِ اعْمَلُـــوا فَسَيَـــرَى اللَّــهُ عَمَلَكُـــمْ وَرَسُولُـــهُ وَالمُؤمِنُـــون” صدق الله العظيم.
الحمد لله المتفرد بالدوام والمستحق للثناء، والصلاة والسلام على خير رسله وأنبيائه محمد صلى اللـه عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين.
إخواني وأخواتي… السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يطيب لي أن ألتقي بكم على الخير والمحبة في إطار التواصل معكم في لقاء محبب إلى نفسي، وذلك جرياً على عادتنا المعهودة لنجدد التهنئة لكم بشهر رمضان المبارك، ونبارك لكم بدخول العشر الأواخر منه، سائلين المولى تعالى أن يتقبل صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا، وأن يعيد هذا الشهر الفضيل على وطننا العزيز وشعبنا الكريم وعلى المقيمين على أرضه الطيبة بوافر الخير واليمن والبركات، وعلى أمتينا العربية والإسلامية بالمزيد من الرفعة والعزة والسؤدد.
إخواني وأخواتي…
ما أحوجنا إلى استلهام المعاني الجليلة لهذا الشهر الكريم الذي خصه المولى تعالى بفضائل عظيمة، والذي أكرمنا المولى- عز وجل- بنعم عظيمة تستحق منا الشكر والثناء، وعلى رأسها نعمة الإسلام والإيمان، والتي كفى بها من نعمه، ووهبنا وطناً عزيزاً آمناً مستقراً نستظل تحت سمائه، وننعم بخيراته، وأشاع بيننا المحبة والتراحم والتكافل بين أفراده.
إن واقع منطقتنا المرير وأبعاده وتداعياته الخطيرة والتطورات الحاصلة في المنطقة يدعونا إلى ضرورة الحيطة والحذر، وحسن الاستعداد لمواجهتها حمايةً لسلامة وأمن وطننا العزيز والحفاظ عليه، وإن ذلك لن يأتي إلا بالتلاحم والتعاضد والتمسك بوحدتنا الوطنية التي لن نسمح أبداً المساس بها، فهي السور الواقي، بعد الله تعالى، للوطن وحمايته من الويلات التي تعصف بالدول، وبتعزيز جبهتنا الداخلية، والوقوف في وجه كل من يحاول إثارة النعرات أياً كانت، والعبث بنسيجنا الاجتماعي، كما إننا نؤكد على أن محيطنا الخليجي والحفاظ على ما تحقق لنا من مكتسبات في إطار مجلس التعاون يعد الضمانة في مواجهة المخاطر والتحديات.
إن وطننا أمانة في أعناقنا جميعاً، وهو الأمر الذي يتطلب من الجميع الوفاء والإخلاص له، والعمل الدؤوب والجاد والمخلص للرقي به، ودفع مسيرته التنموية نحو أهدافها المنشودة، ولكم أن تفخروا إخواني وأبنائي بالمكانة الرفيعة التي يتبوؤها وطننا العزيز، ولله الحمد، لدى المجتمع الدولي، وبما حققه على صعيده من إنجازات في مجال العمل الإنساني والإغاثي والاجتماعي، وبمشاركته الفعالة في الجهود الرامية للحفاظ على الأمن والسلم الدولي، وتجنب الحروب ونشر ثقافة التسامح والسلام، والتي كانت دائماً ولا تزال محل الإشادة والاستحسان، وموضع التكريم الذي نعتبره تكريماً للشعب الكويتي بأسره، كما أن علينا التمسك بمكتسباتنا الوطنية وبنهجنا الديمقراطي الثابت الذي اخترناه والذي توارثه أهل الكويت، وبدستورنا الشامل والمتكامل، والذي نؤكد دائماً أننا من يحميه، والذي لن نسمح المساس به فهو الضمانة الحقيقية لاستقرار نظامنا والدعامة الرئيسية لأمن بلدنا، والاعتزاز بقضائنا العادل والنزيه، منتهزين هذه المناسبة للتأكيد على أهمية التعاون المثمر والبناء بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لتعزيز دولة المؤسسات، وسيادة القانون ومواصلة إطلاق مسيرة التنمية والإصلاح المنشودة، واستكمال إنجاز القوانين المقدمة، وتنفيذ البرامج الاقتصادية الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل الوطني، وخلق فرص العمل المنتجة للشباب للإسهام في دفع عجلة التنمية، وتعزيز الإيرادات غير النفطية.
إنني أدعو القائمين على كل وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة ممارسة دورهم الإعلامي بوعي ومسؤولية، فلا نريد لإعلامنا الانحراف عن رسالته الوطنية إلى ما يهدد وحدة وأمن الوطن الاجتماعي، لاسيما في ظل هذه الظروف الحرجة في المنطقة، إننا نطمع أن يكون إعلامنا مشعلاً حضارياً وأداة لدفع جهود البناء والتنمية، ومنبراً للحرية المسؤولة والرأي العام المستنير، وأنه لما يؤسف له ما نشاهده ونعايشه من إساءة لاستخدام أدوات التواصل الاجتماعي، بحيث أصبحت في أغلب الأحيان معول هدم وتشكيك بالنوايا والذمم وإشاعة روح البغضاء والكراهية بين أفراد المجتمع.
لقد أكدت مراراً، وفي مناسبات عدة، أن شبابنا هم الثروة الحقيقية للوطن، وأنهم يحظون بجل اهتمامنا واهتمام الحكومة على حد سواء، فهم أغلى ما نملك من ثروة وأفضل استثمار، فمنذ انعقاد المؤتمر الأول للشباب عام 2013 تحت شعار (الكويت تسمع) قامت الحكومة بدراسة التوصيات المهمة الصادرة عنه، والإسراع في تنفيذها، واتخاذ التدابير الكفيلة بتمكين شبابنا من تطوير إمكاناتهم ومهاراتهم، ومعالجة قضاياهم، وتذليل ما يواجهونه من صعاب وعقبات، ومتابعة لهذه الجهود أطلق الديوان الأميري مؤخراً المشروع الوطني للشباب تحت عنوان (الكويـت تفخـر)، والهــادف إلــى تكريم ورعايــة هــذا الجيــل الــواعد وتمكينهــم مــن المساهمة في تحمل المسؤولية الوطنية بالمشاركة في عملية التنمية لبناء كويت الحاضر والمستقبل، كما أعلنا مبادرة إنشاء المركز الوطني للابتكار، الذي نهدف من خلاله إلى تطوير أفكار وإبداعات الشباب، وتحويلها إلى مشاريع ذات جدوى اقتصادية تعود عليهم وعلى الوطن بالفائدة والنفع، فأنتم أيها الشباب، كما ذكرت في أكثر من مناسبة، مبعث الرجاء ومعقدُ الأمل.
إخواني وأخواتي…
ونحن نعيش في ظل هذه الليالي المباركة من العشر الأواخر، والتي خصها المولى تعالى بليلة القدر التي أنزل فيها كتابه الكريم وأجزل فيها الأجر والثواب لنرفع أكف الدعاء بأن يجعلنا ممن وفق لقيامها، وأن يتقبل منا صالح أعمالنا، ويحفظ كويتنا العزيزة من كل سوء ومكروه، ويديم عليها نعمة الأمن والرخاء والازدهار، وأن يحقن دماء المسلمين ويوحد صفوفهم وغاياتهم، مستذكرين بكل الإجلال والتقدير أميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، وأميرنا الراحل الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، طيب الله ثراهما، سائلين الباري جل وعلا أن يتغمدهما بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنهما فسيح جناته، وأن يرحم شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بدمائهم الزكية دفاعاً عن الوطن الغالي، ويغفر لموتانا وموتى المسلمين أجمعين، ويعلي منازلهم في جنات النعيم إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…”.