أمير الكويت يناشد دول الخليج ضرورة وضع حد للخلاف أستحلفكم بالله بتجاوز ما يعكر صفونا وأن نضع مصالح دولنا نصب أعيننا لنعيد الوحدة
النشرة الدولية –
ناشد أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد دول مجلس التعاون الخليجي أن تقوم بتحقق آمال وتطلعات أبنائها وتجاوز ما يعكر صفوها ووضع حد للخلاف الذي عصف بها وأضر بمصالحها وصدَّع وحدة موقفها.
وقال، في كلمة ألقاها أمام القمة الاستثنائية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية أمس، «تمكنا عبر أربعة عقود مضت من الحفاظ على مكاسبنا وتطوير آليات عملنا الخليجي المشترك ومواجهة العديد من المخاطر والتحديات».
وشدد على أنه «من دون ذلك وفي ظل الأوضاع المريرة التي نواجهها سنبقى عاجزين عن منح الأمل والتفاؤل لشعوبنا التي أرهقها خلافنا وآلمها استمراره».
وأضاف أنه في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة والتي تنبئ بتداعيات خطيرة على أمنها واستقرارها «يشكل مدعاة لنا جميعا بأن نستشعر ما يحيط بنا من مخاطر وتحديات».
وفيما يلي نص كلمة أمير دولة الكويت:
بسم الله الرحمن الرحيم
خادم الحرمين الشريفين الأخ العزيز الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله.
أصحاب الجلالة والسمو،،
معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية،،
أصحاب المعالي والسعادة،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أود بداية أن أعرب عن بالغ سعادتي باللقاء بكم، كما أود أن أتقدم بالتهنئة لكم بحلول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، متضرعا إلى الباري عز وجل أن يتقبل صيامنا ودعاءنا، كما أود أن أتقدم لأخي خادم الحرمين الشريفين بالشكر والتقدير على الدعوة للقائنا اليوم والتي تعبر عن إحساس عالي المستوى بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا في هذه الظروف الدقيقة والحرجة التي نواجهها جميعا.
أصحاب الجلالة والسمو،،
تتجه أنظار وأفئدة أبناء دول المجلس اليوم إلينا بالدعاء إلى الباري في هذه الليالي المباركة بأن نضع حدا لخلاف عصف بنا وأضر بمصالحنا وصدع وحدة موقفنا التي نواجه بها التحديات لنصبح عاجزين عن مواجهة تحدياتنا، وإنني أناشدكم من هذا المكان الطاهر أن نحقق آمال وتطلعات أبنائنا، وأستحلفكم بالله بتجاوز ما يعكر صفونا بأمور ليس لها أن تثنينا عن أن نضع مصالح دولنا ومستقبل شعوبنا نصب أعيننا لنعيد الوحدة لصفوفنا والتي تمكنا عبر أربعة عقود مضت من الحفاظ على مكاسبنا وتطوير آليات عملنا الخليجي المشترك ومواجهة العديد من المخاطر والتحديات، فبدون ذلك وفي ظل الأوضاع المريرة التي نواجهها سنبقى عاجزين عن منح الأمل والتفاؤل لشعوبنا التي أرهقها خلافنا وآلمها استمراره.
أصحاب الجلالة والسمو،،
إن لقاءنا اليوم في هذه البقعة المقدسة وفي هذه الليلة المباركة وفي ظل تطورات متسارعة تشهدها منطقتنا تنبئ عن تداعيات خطيرة على أمننا واستقرارنا يشكل مدعاة لنا جميعا بأن نستشعر ما يحيط بنا من مخاطر وتحديات لنسمو فوق خلافاتنا ولنضع المصالح العليا لدولنا فوق كل اعتبار، ونستذكر بكل الفخر ما تحقق لنا من إنجازات في إطار منظومتنا الخليجية التي نحتفل بمرور ثمانية وثلاثين عاما على انطلاقتها.
أصحاب الجلالة والسمو،،
لقد عانت منطقتنا لسنوات عديدة حروبا وصراعات ضاعفت من آلامنا وعمقت جراحنا لنشهد اليوم تطورات خطيرة ومتسارعة بكل تداعياتها المهددة لأمننا كما لازال محيطنا العربي يعاني توترا وتأزما غير مسبوقين حيث لا زال الصراع الدامي في اليمن مستمرا بكل ما يمثله من تهديد لأمننا واستقرارنا، كما أن الأوضاع المأساوية في سورية وليبيا تشكل تهديدا لأمن أمتنا العربية فضلا عما نشهده من اضطراب للأوضاع في السودان والجزائر، كل هذه التطورات الخطيرة التي نعيشها اليوم تؤكد أهمية استمرار لقائنا دائما في إطار منظومتنا الخليجية والحرص على وحدة صفوفنا للحفاظ على مصالح دولنا وضمان مستقبل شعوبنا، ونؤكد في هذا الصدد تضامننا ووقوفنا التام مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة واستنكارنا وإدانتنا الشديدين للهجمات التي استهدفتهما لما تمثله من تهديد لأمنهما واستقرارهما وتعريض لسلامة الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة إلى دول العالم لمخاطر حقيقية.
أصحاب الجلالة والسمو،،
إننا مطالبون إزاء ما نشهده اليوم من تصعيد وتزايد وتيرة التوتر أن يكون لنا تواصل مع أصدقائنا وحلفائنا لنؤكد لهم أن التصعيد لن يقود إلا للصدام والدمار لكل مقدراتنا، وأنه لابد من تغليب الحكمة والتمسك بخيار الحوار لاحتواء الموقف ولتجنيب منطقتنا ويلات حروب عانينا منها طويلا.
كما أننا مطالبون بالتواصل مع الطرف الآخر، والتوضيح وبكل صراحة وشفافية له بأن أسبابا عديدة وممارسات خاطئة وراء وصولنا لهذا المستوى من التوتر يتطلب منا الأمر معالجتها والعمل على تصحيح المسار في التعامل مع الأحداث في المنطقة ومع هموم ومشاغل أبنائها.
أصحاب الجلالة والسمو،،
إننا ننظر إلى عضويتنا غير الدائمة في مجلس الأمن على أنها تمثل فرصة لنا للتحرك لنقل همومنا ومشاغلنا وتخوفنا من التطورات الأخيرة إلى هذا المحفل الدولي، كما نؤكد استعدادنا للتفاعل مع كل ما قد يطرح في مجلس الأمن للوصول إلى قرارات وبيانات تصدر عن المجلس في هذا الصدد.
وفي الختام، نتضرع إلى الباري عز وجل أن يحفظ دولنا ومنطقتنا ويجنبها تداعيات ما نشهده من تصعيد وأن يوحد صفوفنا، متمنيا لاجتماعنا كل التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
موقف حاسم.