الرئيس المصري يوجه صفعة للمشككين برفضه “صفقة القرن” ويؤكد عدم قبول مصر أي شيء لا يريده الفلسطينيون

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، إن بلاده لن تقبل أي شيء لا يريده الفلسطينيون، وذلك تعليقا على خطة السلام الأمريكية غير المعلنة في الشرق الأوسط.

وأضاف في هذا الإطار “تسألون ما هي الحكاية.. والسيسي ماذا ينوي أن يفعل.. وهل سيعطي سيقدم شيئا لأحد.. لا أحد يقدر يعمل أي شيء إلا عن طريقكم.. هل تتصورون أنني ممكن أن أفرط مثلا؟.. لماذا؟”.

كما وجه الرئيس المصري حديثه لأهالي سيناء الذين شاركوا في حفل الإفطار قائلا “ستتركون شيئا لأحد؟”.

وأشار في تصريحاته إلى أن وسائل الإعلام هي من أطلقت تسمية “صفقة القرن”.

وأفادت وكالة “رويترز” بأن السيسي من خلال تصريحاته خلال مشاركته حفل “إفطار الأسرة المصرية” بأحد الفنادق الكبرى في القاهرة، بدا وكأنه يرفض التلميحات التي تشير إلى أن مصر قد تقدم تنازلات كجزء من الخطة الأمريكية.

وتستعد الولايات المتحدة لبدء تنفيذ خطتها للسلام في الشرق الأوسط المعروفة بـ”صفقة القرن” والتي ستكون خطوتها الأولى عقد مؤتمر البحرين، حيث أعلنت الولايات المتحدة والمنامة، في 19 مايو، أن العاصمة البحرينية المنامة ستستضيف يومي 25 و26 يونيو “ورشة عمل اقتصادية” تحت عنوان “السلام من أجل الازدهار”، للتشجيع على الاستثمار في المناطق الفلسطينية، كخطوة أولى لخطة السلام الخاصة بتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المعروفة باسم “صفقة القرن”.

وأكدت إسرائيل نيتها المشاركة في هذا المؤتمر، فيما أبدت الأطراف الفلسطينية معارضة شديدة لهذه المبادرة، وقالت إنها لن تشارك في ورشة العمل، متهمة الولايات المتحدة بنقل الصراع من الإطار السياسي إلى الديني بغطاء اقتصادي.

ومن جانبه، قال عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري إن خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرافض لصفقة القرن يحمل عدة رسائل وهو صفعة على وجه المشككين والطابور الخامس.

وأكد بكري في حديث لـRT، أن “الخطاب كان واضحا في التوقيت والمضمون حول أن مصر لن تقبل أي عبث من قبل أمريكا أو إسرائيل بثوابت القضية الفلسطينية، وأن موقف مصر لم يتغير من ضرورة العودة إلى القرارات الدولية وحدود 4 يونيو 1967 والانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس المحتلة والجولان السورية لإقامة السلام”.

وأشار النائب البرلماني المصري إلى أن هذا الموقف أراد الرئيس المصري تأكيده في هذا التوقيت تحديدا قبل مؤتمر البحرين والترويج لما يسمى بصفقة القرن، مشيرا إلى أن هناك على الدوام من يحاول التشكيك في ثوابت الدولة المصرية والقيادة السياسية.

وتوقع النائب مصطفى بكري فشل الإدارة الأمريكية في تمرير تلك الصفقة، بسبب الموقف الحاسم الرافض لها والذي تتبناه الدول العربية وعلى رأسها مصر.

من جانبه، أكد الباحث المهتم بشؤون الأمن القومي أحمد رفعت في تصريحات لـRT، أن تعامل الرئيس المصري مع ما يسمى بـ”صفقة القرن” بطريقته المعهودة في التعامل مع الأحداث السياسية وهي إرسال رسائل لمن يهمه الأمر.

و”طوال الفتره الماضيه كان المصطلح محل تحفظه متعاملا معه في بداية تولي الرئيس ترامب لمسؤولياته وفقا لتصور الرئيس السيسي لحل شامل للصراع في الشرق الأوسط المبني أساسا علي عدة مبادئ أهمها الأرض مقابل السلام وهي أهم أسس المبادره العربيه للسلام المقدمة في قمة بيروت عام 2002، وعلي هذا الأساس كان السلوك المصري الفتره الماضيه.. فلم تبذل مصر جهودها الكبيره لتوحيد الصف الفلسطيني من أجل طرح مختلف لحل الصراع ولم تتبن مصر في كل المناسبات السابقه لحل الدولتين والقدس عاصمه للدولة الفلسطينيه إلا التزاما بالطرح العربي للصراع وحتى في ظل زيارات الرئيس للولايات المتحده كان يصر علي الطرح نفسه ربما جزء منه نفي كل ما يتردد عن صفقة القرن.. بل وفي قمتي مكة العربيه والإسلاميه تناول الرئيس في كلمتيه الطرح ذاته وهو التأكيد علي حل الدولتين والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية والتأكيد علي ذلك في مكة له دلالة مهمة إذ يأتي بعد الإعلان رسميا عن مؤتمر البحرين نهاية يونيو من أجل مقدمات حل للصراع يبنى على مبدأ مختلف وهو السلام مقابل الرخاء وليس الأرض!!! وبالتالي فالموقف المصري واضح جدا لمن يعي تفسير المواقف”.

أما داخليا فيرى البرلماني أن “مصر لم تتوقف لحظة عن تنمية سيناء بشكل غير مسبوق في الأربعة عقود السابقه وعلي كل المسارات الصناعية والزراعية والسكانية حتى أن زرع سيناء بالبشر بدت مؤشراته واضحه بالانتهاء من إنشاء مدينة الإسماعيليه الجديده التي تستوعب وحدها 372 ألف نسمة بـ51 ألف وحدة سكنيه بنيت بالكامل في سيناء!! فضلا عن رفح الجديدة وهي على خط النار مع الإرهاب ومدينة السلام شرق بورسعيد بل وتم الإعلان عن مدينة بئر العبد الجديده وهي كلها مؤشرات علي سير مصر في خطة تعمير سيناء وبشكل لا يقبل أي لبس عن رفض مصر بأي صفقات تمس ترابها الوطني، هذا إن كان عرض عليها أصلا مثل ذلك”!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button