بالصور الاحتلال الإسرائيلي يعتدي على المصلين في الأقصى بالرصاص والقنابل

النشرة الدولية –

اعتبرت هيئات دينية فلسطينية أن إسرائيل تسعى إلى تغيير الوضع القائم في مدينة القدس المحتلة، تعقيبا على اقتحامات أكثر من 1150 مستوطنا يهوديا باحات المسجد الأقصى أمس الأحد.

واستنكر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء الفلسطينية، ودائرة الأوقاف الإسلامية ودائرة قاضي القضاة، الاعتداء الإسرائيلي على المسجد الأقصى والمصلين أمس الأحد. وقالت الهيئات الدينية في بيان مشترك، إن «تصرفات شرطة الاحتلال وأذرعها الأمنية ومن خلفها مجموعات الـمتطرفين بلغت حداً من الصلافة والغطرسة كل مبلغ في اليوم الثامن والعشرين من رمضان».

وأضافت أن شرطة الاحتلال «حوّلت باحات المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية، من خلال نشر وحداتها العسكرية والأمنية والاستخباراتية المختلفة، التي زادت عن 400 عنصر، بالتزامن مع فرضها حصاراً مطبقاً على كامل الـمدينة الـمقدسة والبلدة القديمة، وتشديد إجراءاتها القمعية على أبواب الـمسجد باحتجاز البطاقات الشخصية للمصلين». وأضافت أن الشرطة سمحت لـ 1176 متطرفاً باقتحام المسجد الأقصى، إلى جانب الاعتداء على الـمعتكفين والـمصلين بالضرب والتكسير ورشهم بالغاز، وإغلاق أبواب الـمصلى القبلي والـمرواني عليهم.

وأكدت الهيئات أنه لا يمكن القبول بمثل هذه الإجراءات التعسفية بحجة الأعياد اليهودية الـمشؤومة، ولن تُصبح حدثاً عابراً، خاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان الذي طالما رفضت دائرة الأوقاف الإسلامية أي تواجد فيه لغير الـمسلمين، بحسب البيان.

واعتبرت دائرة الأوقاف الإسلامية وجميع الـمؤسسات الإسلامية هذا التصعيد الـممنهج «حلقة من سلسلة متصلة من الانتهاكات الهادفة إلى زعزعة الوضع التاريخي والقانوني والديني القائم في الـمسجد الأقصى منذ أمد بعيد، ما يستدعي دق نواقيس الخطر ورصّ الصفوف على مستوى حكومات وشعوب العالم الإسلامي». وحمّلت الهيئات حكومة الاحتلال المسؤولية كاملة عن انجرارها وتماهيها مع دعوات المستوطنين لتنفيذ هذا الاقتحام.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتدت أمس الأحد، على المصلّين في المسجد الأقصى المبارك بقنابل الصوت والرصاص المطّاطي، بعد عمليات اقتحام واسعة من قبل المستوطنين. واعتدت قوات الاحتلال على حارس المسجد الأقصى خليل الترهوني بالضرب المُبرح على رأسه، ولم تسمح للطواقم الطبية بعلاجه لأكثر من ساعة، كما أوقف الحارس عصام نجيب من قبل الشرطة الإسرائيليّة، التي قامت باحتجاز هويته، وسلّمته استدعاء للتحقيق الفوري معه في مركزها «القشلة» غرب مدينة القدس.

وكانت شرطة الاحتلال فتحت صباح أمس باب المغاربة، الخاضع لسيطرتها بشكل كامل، وسمحت لمئات المستوطنين باقتحام باحات الأقصى، وسط تكبيرات المصلين والمعتكفين. وتمركزت القوات الخاصة أمام المصلي القبلي لتهيئة المكان لاقتحام المستوطنين، وقامت بإبعاد المصلين إلى صحن قبة الصخرة لتأمين مسار للمستوطنين. وأغلقت قوات الاحتلال الخاصة، أبواب المصلى القبلي بسلاسل حديدية، وفرضت حصارا عسكريا محكما على مئات المصلين المعتكفين بداخله، وقامت القوات برش غاز الفلفل داخل المصلى مجددا من جهة الشبابيك الشرقية ما أوقع إصابات جديدة بين صفوف المصلين المحاصرين بداخله. كما أغلقت بابي الأسباط وحطة، ومنعت دخول المصلين.

كما اعتقلت قوات الاحتلال قرابة 58 فلسطينيا من الضفة، بينهم (40) مواطناً من القدس شملت مواطنين مقدسيين من بينهم أمين سر حركة فتح شادي المطور. وقال نادي الأسير إن من بين المعتقلين مصلين أجانب، ومجموعة من المعتقلين هم من بقية محافظات الضفة وهم من المعتكفين في المسجد الأقصى.

وأغلقت الشرطة الإسرائيلية عدة طرق وشوارع في القدس، استعدادًا لمسيرة ينظمها مستوطنون متطرفون، احتفالًا بذكرى احتلال المدينة الفلسطينية، عام 1967. وأفاد مراسل الأناضول أن شرطة الاحتلال أجرت تشديدًا أمنيًا قبيل ما تسمى «مسيرة الأعلام»، وسط غضب فلسطيني، وتوتر مستمر منذ ساعات الصباح على خلفية اقتحامات مستوطنين للأقصى بدعم من القوات الإسرائيلية. بدوره أشار موقع «واللا» العبري أن المسيرة مرت بالحي الإسلامي من البلدة القديمة، وصولًا إلى حائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى. ونقل الموقع عن الشرطة أن مئات العناصر الإضافيين تم نشرهم لتأمين الحدث، بينهم عناصر متخفون. وتدعو إلى المسيرة السنوية منظمات متطرفة، تدعى «جماعات الهيكل»، والتي تطالب بهدم المسجد الأقصى وإنشاء معبد يهودي مكانه.

في موضوع آخر، ذكرت صحيفة «معاريف» العبرية، أمس الأحد، أن إسرائيل ستشرع في تنفيذ سياسة جديدة بمصادرة ملايين الدولارات من أموال الضرائب الفلسطينية. وذكرت الصحيفة أن الأموال التي ستصادر من أموال الضرائب، تمثل تعويضات أو غرامات لصالح إسرائيليين فرضتها محاكم عسكرية، على منفذي عمليات فلسطينيين ضدهم. وسيتم تنفيذ هذه السياسة، بعد الحصول على موافقة المسؤولين الإسرائيليين لحساسية القضية سياسيا. وبادر إلى المقترح «سلطة التطبيق والجباية»، وهي هيئة أقيمت في 2009 بوزارة القضاء الإسرائيلية، مهمتها تطبيق الأحكام القضائية المتعلقة بجباية الديون والغرامات.

إلى ذلك، كشف مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس اعتزام السلطات الإسرائيلية توسيع مستوطنة براخا جنوب نابلس عبر ضم 511 دونما من أراضي قرى مجاورة. وقال دغلس، لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أمس ، إن «سلطات الاحتلال أودعت مخططا يقضي بالاستيلاء على 511 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع) من حوض رقم 15 في المناطق المسماة خلة الشيخ أحمد والمشالح، من أراضي قرى بورين وعراق بورين وكفر قليل؛ بهدف توسعة مستوطنة (براخا)». ومستوطنة براخا أقيمت عام 1983 جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وتقع على أجزاء من جبل جرزيم ذي الاعتبارات الدينية التوراتية عند اليهود، فوفقا لمعتقداتهم فإن البركة نزلت على جرزيم، فيما حلت اللعنة على جبل عيبال.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button