من قتل مسافر عبدالكريم* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
مسافر عبدالكريم مواطن عراقي كان يعيش في الكويت قبل الغزو العراقي وكان يعمل في الحقل التمثيلي وله حضور جيد فيه.
اتهم بالعمالة للعراق بسبب برنامج تلفزيوني كان يقدمه أثناء الاحتلال ويتضمن إساءة للكويت.
تمت تصفية مسافر في الأيام الأولى للتحرير.
السؤال: من الذي قتل مسافر عبدالكريم؟ ولماذا قتل؟
منذ التحرير وحتى اليوم، استقر في أذهاننا أن مسافر آزر العراقيين بسبب مواقفه العدائية التي ظهرت على شاشة التلفزيون.
نفاجأ اليوم وبعد كل هذه السنوات بمعلومات جديدة تناقض كل ما قيل وتمحو تلك الصورة التي تكونت في أذهاننا عن مسافر
قصّت زوجته وابنته ما حدث لمسافر، فلقد اعتقله العراقيون وعذبوه بصورة وحشية وعرّضوه لأنواع من التعذيب النفسي إضافة للتعذيب الجسدي ثم اعتقلوا زوجته وابنته وابنه وهددوه بإلحاق الأذى بهم إن لم يتعاون معهم، وكما تقول عائلته فقد كان في حالة غياب عن الوعي حينما رأوه نتيجة عقاقير مخدرة أعطيت له.
ولم تقتصر هذه الشهادة والمشاهدة على عائلته، بل شهد على التعذيب الذي تعرض له، آخرون لا تربطهم به صلة الدم.
وكذلك شهد الفنان جاسم النبهان بأن مسافر رآه في اليوم الأول للغزو وقال له اذهب إلى بيتي لأخذ أسلحة وتوزيعها على من يريد مقاومة العراقيين، وهو الأمر الذي أكدته زوجته التي قالت إن مسافر تمكن من جلب بعض الأسلحة وقام بتخزينها في بيته.
وتقول إن العراقيين نقلوهم إلى بغداد ومسافر من ضمنهم، ولما ابتدأت حرب تحرير الكويت تمكنوا من الذهاب إلى إحدى مدن الجنوب العراقية وحلوا ضيوفا على أقارب لمسافر، وبعد التحرير غادر وحيدا إلى الكويت على أن تلتحق به عائلته فيما بعد.
قام مسافر بتسليم نفسه لأحد المخافر الكويتية من أجل تبرئة نفسه بعد تقديمه إلى المحكمة، وخوفا على نفسه بسبب الفوضى التي حلت بالبلاد في الأيام الأولى للتحرير وخوفا من تصفيته بحجة الخيانة.
فما الذي دفع مسافر للعودة إلى الكويت لو كان فعلا خائنا!
أنا لست في صدد الدفاع عن الرجل، ولكن أتمنى أن يفتح التحقيق في قضية مسافر عبدالكريم من أجل الوقوف على الحقيقة.
لقد اغتيل جسديا، ولكن المحزن أن يغتال معنويا وهو ميت ويظل اسمه ملطخا بالعار، وهو الأمر الذي مازال يتسبب بالأذى النفسي لعائلته.
الانباء الكويتية