التحليل والتهويل* صلاح الساير

النشرة الدولية –

التحليل السياسي لدى بعض ممن يعملون في هذا المجال يتداخل مع أمنياتهم وربما أوهامهم أو خططهم الشريرة، فيضع المحلل الأمنية أو النتيجة أولا ثم يبدأ بالبحث في الأحداث الجارية عما يوصله لهذه الأمنية أو تلك النتيجة المتوهمة.

وفي حال عدم وجود أحداث مناسبة تصلح كمقدمة للنتيجة الشريرة يلجأ الى تأليف الأحداث أو يجلب أحداثا جرت في «المكسيك» ليضعها مقدمة يبني عليها نتائج يتوقع حدوثها في منطقة الخليج العربي ليصبح تحليله ومنطوقه الأخرق أشبه بمقولة «سمك لبن تمر هندي».

يهذر المذعور ويحذر من ان إضعاف النظام الإيراني سوف يؤدي إلى قيام نظام أشد خطورة يقوم على أسس «فارسية» متطرفة!! وكأن مواقف الدول الخليجية الرافضة للسياسات الإيرانية تنطلق من عنصرية ضد الفرس.

ويتناسى المحلل العبقري ان شعوب المجتمعات الخليجية تتكون من أعراق مختلفة ومنها الأصول الفارسية، كما ان الدول الخليجية تقيم علاقات طيبة مع دول فيها شعوب هندية وصينية وأرمنية ومن سائر الأعراق.

إضافة إلى ان الخلاف مع إيران معلن ومعروفة أسبابه السياسية والأمنية.

الحديث عن الأزمة مع إيران من منظور عرقي هذر ساقط وتهويل فج. ذلك ان دول المنطقة دخلت في خصومات مع دول أو أنظمة «عروبية» ومنها نظام جمال عبدالناصر للسبب ذاته وهو «التدخل في شؤون الآخرين والسعي الى زعزعة الأمن»، فلا مبرر للحديث عن «الفارسية» غير محاولة إثارة الفتنة الداخلية في الدول الخليجية التي تعيش مكوناتها العربية والفارسية والهندية والأفريقية والبلوشية حالة سلام اجتماعي مذ كانت حيث ولاء المواطنين بمختلف أعراقهم للدولة والحكم الرشيد.

الانباء الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى