تفاصيل 3 ساعات رعب ليلة الإرهابي “المبسوط” في طرابلس اللبنانية
النشرة الدولية –
لم تكتمل فرحة طرابلس بعيد يليق بأهلها وناسها الطيبين بعدما عاشت شهراً حالماً فتألقت في شهر رمضان وكانت على موعد من أن يتكلل ألقها بعيد الفطر السعيد، ومن دون سابق إنذار قلب “المبسوط” المشهد من محيط السراي والساحة الرئيسية في المدينة حتى حدود الميناء. فكيف كانت ليلة الرعب في طرابلس؟
نحو الساعة ال10: 30 ليلا في ذروة الزحمة التي كانت تعم شوارع طرابلس دوى صوت إنفجار قوي على مقربة من سراي طرابلس وسط عدم مبالاة المارة، إذ لم يكن أحد يتوقع أن يحصل إعتداء ارهابي يستهدف الجيش وقوى الامن الداخلي. بعد نحوعشر دقائق فقط وفي عزالانشغال بحقيقة القنبلة الصوتية تم الهجوم على سيارة تابعة لقوى الامن الداخلي عند مستديرة الميناء ما أسفر عن سقوط شهيدين كانا داخل السيارة لتكون تلك الشرارة الاولى على حدث جلل يجري في شوارع المدينة. وبعد دقائق معدودة حصل الهجوم على مركز الجيش اللبناني في منطقة المحجر الصحي ما حبس الانفاس وسط السؤال الكبير: ماذا يحصل في طرابلس؟
رويدا رويداً بدأت تتسرب الانباء عن الاعتداء الثلاثي مع ضخ معلومات كثيفة عن حجم المجموعة المهاجمة وعددها و كيفية حركتها، وظهر إسم “عبد الرحمن مبسوط ” بصفته قائد الهجوم، حيث تبين أنه كان أحد المقاتلين ضمن مجموعة اسامة منصور- شادي منصور في طرابلس وشارك في جولات قتال باب التبانة قبل أن يختفي ليتبين بأنه إلتحق بتنظيم “داعش” في سوريا والقى فرع المعلومات القبض عليه في العام 2016 ومكث في سجن رومية سنة و نصف السنة.
اتجهت الانظار صوب شارع نقابة الاطباء – محيط دار التوليد، حيث تبين أن المهاجم لجأ الى أحد الابنية السكنية “السبسبي” بعدما طاردته عناصر أمنية. وبحسب شهود العيان فإن أحد الفتيان في الطابق الثالث من المبنى شاهد المسلح “عبد الرحمن مبسوط ” عند مدخل المبنى فأخبر والديه بالامر مما دفعهما الى اغلاق باب الحديد المحصن والابتعاد عن الباب الرئيسي صوب الداخل، إنتبه “المبسوط” الى الحركة في الشقة فعمد إلى طرق الباب ورن الجرس بتوتر قبل أن يستغيث مرارا “ارجوكم إفتحوا انا جريح” في هذا الوقت قامت وحدة من قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني بتطويق المبنى ما دفعه الى إطلاق رصاصة واحدة على قفل الباب في سبيل اقتحام الشقة ثم ما لبث أن لجـأ الى الطابق الرابع.
تابع شهود العيان روايتهم لـ”لبنان 24 ” بأن “المبسوط” عمد لللانتقال الى الطابق الرابع حيث عمد الى خلع باب شقة بسهولة كون سكانها كانوا في الخارج، في هذا الوقت أحكمت القوة المهاجمة السيطرة على المداخل والمخارج وعمدت الى حصر حركته داخل الشقة والحؤول دون مغادرته. فبعد نحو ساعتين من الحصار والمفاوضات المتفرقة كان عبد الرحمن مبسوط يتنقل بين شرفة المطبخ والمدخل وشرفة الصالون، وكان يرفع صوته بشعارات تدعو لقيام الامارة الاسلامية.
الهجوم الاخير حصل قرابة الساعة 2:00 فجرا عندما فشلت كل المحاولات لتسليم “المبسوط” نفسه، ما أسفرعن قيام قوة مشتركة من الجيش والقوة الضاربة من فرع المعلومات بالاشتباك معه ما أدى الى مقتله في الشرفة.
مع أصوات آذان الفجر تنفست طرابلس الصعداء بعد جلاء كابوس الارهاب عن صدور مواطنيها في ليلة مرعبة بكل المقاييس، لتختلط مشاعر الارتياح بالحزن والاسى على الشهداء الذين سقطوا فكأن قدر هذه المدينة أن تحمل آلام لبنان و عذاباته.