ميقاتي الكويت* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
لعمنا الكبير صالح العجيري ميقاتي الكويت وقارع أجراس أوقاتها والمتشوف أهلتها، له كل التقدير والاحترام وكامل المحبة في قلوبنا، ليس الآن ولكن منذ عقود طال تقادمها.
صالح العجيري عالم فلك من طراز رفيع، لم يتعلمه مختارا بل كان فطرة وغريزة فيه، وفي زمن قديم غادر المدينة وأناخ ركابه في الصحراء وعاشر أهلها وتعلم منهم مبادئ علم الفلك.
ومثلما علمته الصحراء جزءا من علم الفلك، علمه البحر أيضا جزءا آخر.
ولعمنا العجيري تاريخ كويتي طويل وممتد وهو الرجل الذي قارب عمره القرن أمد الله بعمره وبارك به، فهو نجم في علم الفلك وصاحب أول تقويم كويتي سنوي والذي بدأت محاولات إصداره لما كان في الثالثة عشرة من عمره، وتعثرت المحاولات حتى نجحت عام 1952 ليصدر في ذلك العام أول «روزنامة» تقويم العجيري الذي يحدد مواعيد الصلوات الخمس وموعد الشروق والغروب وأيضا حالة الطقس ودرجات الحرارة وما إلى ذلك.
ولست اليوم أكتب لأذكر الناس بعمنا العجيري ولا بقصد الثناء عليه ومدحه، فهو حاضر دوما ولم يغب عن الذاكرة يوما، ولكنما أكتب مدافعا عنه بعدما تعرض للهجوم والتسفيه من قبل أحد المتطاولين المتعالمين والذي تجرأ ووصف عمنا العجيري بالجهل، لأن العجيري قال إن عيد الفطر سيكون يوم الثلاثاء، وكان ذلك المتطاول المتعالم يريد أن يكون العيد يوم الأربعاء، لماذا لا أدري!!
لقد عم اتهامه بالجهل أكثر من ثلاثة عشر بلدا مسلما، أي إن حكومات تلك الدول الثلاث عشرة وشعوبها كلهم جهلة لأنهم اعتبروا الثلاثاء عيدا، وهو العالم الجليل المهيب المتربع على عرش العلم ومن لا يتبعه جاهل.
بالتأكيد أن مثل هذا السفه لن يؤثر بعمنا العجيري ولن يكترث به ولن يعرف عنه شيئا ولن يصله علم بتلك السفاهة والتطاول، فرجل في مثل عمره ومكانته العلمية لا تؤثر عليه مشاغبات الأقزام والسفهاء والمتطاولين.
العم صالح العجيري أشعل سراجات بددت دياجير ليالي الكويت القديمة.
ذو تاريخ تعجز أقلام كثر عن كتابته، لذلك نستهجن أن يتطاول عليه أحد من ذوي الهوى والغرض والمرض.
الانباء الكويتية