الكاتبة اللبنانية تغريد فياض: الكويت انعكست على إبداعي وفتّحت لديّ الوعي الثقافي

النشرة الدولية –

تسهم الكاتبة والمترجمة اللبنانية تغريد فياض في إثراء المشهد الثقافي في مصر، عبر صالونها الثقافي الذي يقرّب بين العرب، ويعقد شهرياً منذ 4 سنوات، ويتنوع إبداعها بين الشعر والقصة والترجمة، وتعكف حالياً على كتابة روايتها الأولى. «الجريدة» التقتها في حوار تحدثت فيه عن سنوات نشأتها الأولى في الكويت، وكيف انعكست على إبداعها وتفتّح وعيها الثقافي، قبل أن تنتقل إلى أميركا للدراسة، وتستقر أخيراً في مصر. وإلى نص الحوار:

  • كيف ساهمت سنوات النشأة الأولى بالكويت في تشكيل وعيك الثقافي وذائقتك الإبداعية؟

 

– سنوات النشأة في الكويت كان لها تأثير مفصلي على تشكيل الذات والشخصية عندي، خصوصا أنني وُلدت فيها، ونشأت ودرست في مدارسها حتى أنهيت الثانوية العامة، وكنت أعتبرها بلدي، ولم أكن أعرف وقتها وطناً لي غيرها. وكان للكويت طابع خاص مختلف، حيث كانت الإدارات حريصة على تقوية اللغة العربية في المدارس منذ المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية.

 

وكانت اللغة العربية والتربية الإسلامية مادتين أساسيتين، وكل ذلك أضاف إلى ملكة الكتابة عندي وأطلق التفكير والتحليل على نحو ساهم كثيراً في كتاباتي لاحقاً، والتي ابتدأت في سنّ مبكرة. شيئان آخران في المدارس وقتها، صقلا شخصيتي، الأول هو الاهتمام بالأنشطة المدرسية الثقافية، والتي كنتُ أشارك فيها منذ صغري، والاهتمام بالقومية العربية وتقوية الاعتزاز بها عند الطلاب، مما صقل توجهاتي في الحياة.

 

وتابعت: كان ذلك متلازماً مع كون الكويت ملتقى لعدة دول عربية، آسيوية وأوروبية، مما عزَّز التلاقي مع الآخر وتفهمه ومحبة الإنسانية عموماً، وأدين بكل تلك الصفات النبيلة للكويت الرائعة التي أعشقها حتى الآن، وأعتبرها بلدي الأول قبل لبنان التي هي بلد آبائي وأجدادي، ومصر التي اخترتها بلد المستقر، فهي بعيدة عن كل التعقيدات والتفاصيل الصغيرة الموجودة في بعض الدول، ويستقبلك أهلها بدفء وطيبة، فلا تشعر بالغربة معهم.

 

  • بعد الكويت جاءت محطة إقامة جديدة في أميركا قبل الاستقرار بمصر… هذا التنوع البيئي والثقافي إلى أي مدى ترك أثرا على كتاباتك؟

 

– السفر إلى أميركا أضاف لي كثيراً، من حيث الاختلاف الحضاري بين الدول العربية وأميركا، وكان شيئاً إيجابياً. سافرت إلى نورث كارولينا، في شرق الولايات المتحدة للدراسة، وهي مدينة صغيرة، وأهلها كانوا طيبين ومتقبلين للآخر، حيث كنت مختلفة عنهم بكوني عربية ومسلمة، وتعلمت اللغة هناك، قبل الالتحاق بالجامعة، في معهد كان يضم طلاباً من دول مختلفة، مما أتاح لي التعرف إلى ثقافات جديدة، إضافة إلى جمال الطبيعة الرائع هناك من غابات وبحيرات، مما أضاف لشخصيتي الإبداعية كثيراً.

 

  • تعقدين صالونك الثقافي بانتظام في القاهرة منذ سنوات.. ما أهم القضايا التي يتناولها؟

 

– أقمتُ صالوني الثقافي قبل 4 سنوات، بشكل شهري وساعدني في إقامته كوني عضوة في اتحاد كتّاب مصر منذ 2007، وكنت قبلها أقيم أمسيات شعرية في عدة أماكن ثقافية، وكانت تستقبل العديد من الكتاب والأدباء والمهتمين بالثقافة، مما كوَّن لي جمهوراً كبيراً، قبل حتى أن أقيم صالوني، إضافة إلى كوني ضيفة شبه دائمة في القنوات الفضائية والثقافية المصرية والعربية، حيث نشرت كتبي الأربعة في القاهرة، وترجمت لوزارة الثقافة المصرية، أي على تماس كبير بالثقافة المصرية والعربية، وكل ذلك منذ 2005 حين حضرت للقاهرة.

 

أهتم في صالوني بالموضوعات الثقافية والأدبية مثل قضايا التراث العربي، والترجمة، والإبداع، والفن والسينما، ودور المثقف في الانتصار على الإرهاب، ودور الإعلام، والأدب الإفريقي، وروحانيات الأدب الديني، وكذلك بعض المناسبات الاجتماعية مثل يوم المرأة العالمي، وقضايا الشباب، والأعياد القومية المصرية، والأعياد الوطنية للبنان والكويت.

 

  • ما أهمية استعادة الصالونات الثقافية في زمننا الحالي؟

 

– للصالونات الثقافية حاليا دور مهم في دعم الثقافة العربية وتنوعها، وفي تقريب وجهات النظر بين مواطني الدول العربية، لذا أحرص على مشاركة مثقفين من عدة دول عربية وإفريقية في جميع فعاليات الصالون، فالأهداف الأساسية لصالوني هي توطيد الصلات الثقافية والأخوية بين مختلف الدول العربية، بما أنني عروبية بشكل كبير، مع الاهتمام بجميع القضايا الإنسانية، وتوطيد المحبة بين البشر.

 

  • «قصص بابل المعلقة» مجموعتك القصصية الجديدة، ما سر تحولك من الشعر إلى عالم القصة القصيرة؟

 

– نشرت 3 دواوين شعرية، ومجموعة قصصية حتى الآن في القاهرة، ومازال هناك ديوان رابع ورواية تحت الطبع، أما عن تحوّلي من الشعر للقصة، فأنا مازلت أكتب الشعر، وديواني الرابع «ميناء أخير لطائر العنقاء» سيصدر قريباً، إضافة إلى أني أعمل على ديواني الأول باللغة الإنكليزية، وبدأت بكتابة المقالات الصحافية والقصص في عمر الثالثة عشرة عندما كنت في الكويت، ونشرت وقتها في جريدتي القبس والوطن. أي أنني كتبت القصة قبل الشعر.

 

  • ما الرسائل التي تحملها قصص المجموعة؟

 

– في مقدمة «قصص بابل المعلقة»، كتبت: «لكل منا حدائقه المعلقة في سماء روحه»، أي أن البشر في كل الدنيا يحملون دوماً الذكريات الجميلة والمؤلمة في قلوبهم أينما ذهبوا، وهذه الذكريات قد تعوقهم عن المضي قدماً في حياتهم، لو لم يتخلصوا منها بطريقة مناسبة، وقلت أيضاً: «قالت لي إحدى الجنيات: (كي تمضي نحو القادم من أحلامك، لابد أن تتخفف من كل الأرواح العالقة في فضائك»)، كما أردتُ أن أسلط الضوء على وحدة المشاعر الإنسانية من حب وكراهية، وغيرها بين جميع البشر.

 

  • كمترجمة، ما المواصفات الواجب توافرها في المترجم الأدبي؟

 

– أعتقد أنه لابد أن يكون أديباً، حتى ينجح في التماهي مع الكاتب الذي يترجم له، لكي يشعر أنه في مكانه، حتى يستطيع أن ينقل مشاعره وأفكاره بطريقة صحيحة.

 

  • ما مشروعك الأدبي الذي تعكفين عليه حالياً؟

 

– مشروعي الحالي، هو كتابة قصائد جديدة للكتاب الذي سأنشره باللغة الإنكليزية، والذي بدأت بكتابته منذ 2002، إذ فضلتُ آنذاك أن أبدأ بنشر كتبي باللغة العربية، إضافة إلى عملي على كتابة روايتي الأولى، التي ستكون مفاجأة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى