رئيس الوزراء اللبناني “سعد الحريري” يوجّه رسائل نارية في اتجاهات عدة

النشرة الدولية –

وجّه رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري رسائل نارية في اتجاهات عدة، ورسم خريطة التحرّك في المرحلة المقبلة، والتي ستتوّج بلقاء مع رئيس الجمهورية ميشال عون، في محاولة لتعويم التسوية الرئاسية.

وقالت مصادر لبنانية لــ القبس إن «ما بعد كلام الحريري ليس كما قبله، ولبنان دخل مرحلة جديدة ستتحدد ملامحها من خلال طريقة تصرّف الاطراف الاخرى مع النقاط التي طرحها الحريري وباتت تشكِّل هاجسا لجمهور تيار المستقبل وللسُّنة بشكل عام». واضافت المصادر: «علينا انتظار موقف حزب الله من تأكيد الحريري على ان كلمته في مكة المكرمة هي كلمة لبنان، وبشكل يخالف ما قاله الامين العام للحزب حسن نصر الله الذي انتقد كلمة الحريري وقتها، ووصفها بأنها لا تمثل الحكومة».

وتابعت المصادر: «تجب ايضا معرفة كيف سيتعامل الرئيس عون والتيار الوطني الحر مع الرسائل النارية التي وجهها الحريري الى الوزير باسيل والى التيار، لا سيما في ما يتعلق بملف زياد عيتاني واتهام الحريري بشكل واضح وصريح للقاضي بيتر جرمانوس المحسوب على التيار بأنه (فاتح على حسابه) ويخوض حرب التيار ضد قوى الامن الداخلي ومديرها العام اللواء عماد عثمان».

ورأت المصادر ان «طريقة رد التيار الوطني الحر وحزب الله على كلام الحريري ستحدد الخطوات المقبلة لرئيس الحكومة، واذا ما قرر التيار والحزب المضي قدما في سياساتهم التي تصوّب باتجاه الحريري وفريقه السياسي فإن الامور ستذهب الى مزيد من التعقيد والى ازمة مفتوحة على كل الاحتمالات».

 

علاقات لبنان مع الخليج

إذاً، فقد أكد الحريري في المؤتمر الصحافي الذي عقده امس ان «علاقات لبنان مع الدول العربية غير خاضعة لمزاج البعض.. وعندما يقف رئيس الحكومة على أي منبر فهو يتكلم باسم لبنان، وأنا حضرت قمة مكة باسم لبنان ووافقت على القرارات باسم لبنان، وموقفي هو قمة الالتزام بالبيان الوزاري، واذا رأى البعض غير ذلك فليعد الى كل قرارات القمم السابقة ويرَ من يخرق النأي بالنفس».

وأضاف: «يجب ألا نضع الدول العربية والسعودية في موقع الخصومة مع لبنان. ويجب أن نفهم أن مصالح البلد قبل مصالحنا الخاصة والسياسية والولاء الى لبنان يتقدم الولاء لأي محور».

 

التسوية والسجال

وأكد الحريري أن «البلد لا يجوز أن يدار بزلات اللسان والسقطات، والسجالات فُرضت علينا، وأتت بعد مرحلة التزمت فيها الصمت، وكنت أغلي من الداخل تجاه ممارسات ونقاش بيزنطي كان يمكن الانتهاء منه ب10 جلست وليس 19».

وتابع: «في موضوع التسوية والسجال مع «التيار الوطني الحر»، كنت منزعجا جدا من الكلام الذي نقل عن وزير الخارجية جبران باسيل في البقاع عن السنية السياسية، وأفضل ما قام به باسيل أن نفى الكلام، ولكن ليت النفي أتى فورا، لأن ارتدادات الكلام كانت سيئة جدا وذهبنا بالسجال الى أماكن غير مقبولة، وسمعنا كلاما بخلفيات طائفية، ثم أتى حكم المحكمة العسكرية بقضية زياد عيتاني وتفجير طرابلس، وخطر على باله أن يحاسب مؤسسة لأن ليس هناك من يحاسبه، هذا أمر غير مقبول ولن أقبل في أي وقت أن يحدث التطاول على المؤسسات الأمينة او العسكرية».

وقال الحريري إن هناك من يريد «خربطة» التسوية بأي طريقة، وان بديل التسوية هو الذهاب الى المجهول والخلاف مع رئيس الجمهورية يدفع ثمنه البلد واقتصاده.

وراى ان البعض يعتبرون أن الحريري ممثل السنة وأن التسوية قضمت تنازلات من حصة السنة، وهذه أكبر كذبة ضدي، صلاحيات رئيس الحكومة بخير، ولا يمكن لأحد أن يمد يده عليها، أوقفوا هذه اللعبة، لافتا إلى ان الغبن في الوسط السنّي لا يمكن اعتباره غير موجود هو غضب حقيقي ناتج عن مواقف من شركاء اساسيين. واضاف: «سأذهب لزيارة عون بهذه الروحية، فانعدام الثقة هي أكبر خطر، والرئيس عون ضمانة لنا وضمانة للاستقرار السياسي والعيش المشترك».

 

أحداث طرابلس

وشدّد رئيس الحكومة على أن «الجيش وقوى الامن والامن العام وأمن الدولة، مؤسسات للدولة لكل الشعب وممنوع أن يجري وضعها في خانة المحاصصة، بعد الهجوم الارهابي في طرابلس سمعنا كلاما بلا طعمة، عن البيئة الحاضنة وكيف خرج الارهابي من السجن، ووضعوا تحقيقات شعبة المعلومات في دائرة الشك، والمحكمة العسكرية حكمت عليه وقضى كامل محكوميته، تفضلوا اسألوا الامن العام والشرطة العسكرية والمحكمة العسكرية».

وعلّق الحريري على قضية المقدّم سوزان الحاج والمقرصن ايلي غبش، في قضية زياد عيتاني، مؤكداً أنه «ليس مقبولاً أن يكون هناك قاض فاتح على حسابه»، مشيراً إلى أن من المؤكد أن حصل تدخل في القضاء، ونعم هناك تدخلات في القضاء، ويجب على أحد ألا يغطّي أي خطأ، وأنا لن أسكت عن هذا الموضوع والدولة أخطأت «واحد بريء تركّب عليه فيلم».

وأكد الحريري ان «تيار المستقبل تيار ديموقراطي، وإذا أراد أحد داخل التيار فتح جبهة ضدي فليتفضل».

 

قضية النازحين

وعن قضية اللاجئين السوريين، قال الحريري: «أريد أن يعود النازحون الى بلادهم وأريد أن أطبق القانون اللبناني عليهم مثل كل زائر أو نازح.. النازحون مشكلة لدى كل الطوائف والمذاهب، ويجب أن نتحاور بهذا الموضوع لنصل الى حلول. ماذا سيفيد الكلام العنصري؟ هو سيسبّب احتقاناً، ولم يعيدهم الى بلدهم».

وعن إحراق خيم النازحين في دير الأحمر، قال: إن هذا الأمر لو حصل في بلد آخر فماذا سيكون رأيكم؟

 

«كمين» برّي للطامحين بالرئاسة

أجاب رئيس الحكومة سعد الحريري عن سؤال حول طموح بعض الاطراف برئاسة الجمهورية بالقول: «كلّ شخص لديه طموح في أن يصبح رئيس جمهورية أو رئيس حكومة أو حتّى رئيس مجلس نواب.. ولكن الرئيس بري لاطيلن (يضع كميناً لهم) منيح».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى