كيلو يا رطل* صلاح الساير
النشرة الدولية –
نجلد ذواتنا فنشعر بمتعة جوانية، نتحين المناسبات لنلطم ونشرع في العويل.
نتوهم أن البلح الذي في شجرة الجيران حلو بعكس البلح المر في شجرتنا.
فنحن نختلف عن سائر البشر، ممزقون لا نعرف كيف ننضوي تحت لواء واحد. رغم إسلامنا نتفرق بين المذاهب. رغم لغتنا (الجميلة) نتفرق بين اللهجات. وحتى في رؤية شهر رمضان أو شهر شوال اختلفنا وتفرقنا.
فهذه الدول أعلنت العيد الثلاثاء، وتلك الدول أعلنت أن شهر رمضان ثلاثون يوما والعيد يوم الأربعاء.
وانهملت الدموع فوق الوجنات وضاعت فرحة العيد في غمرة البكاء.
نحن في حقيقة الأمر نبحث عن سبب لنمارس هوايتنا الاثيرة وهي البكاء وشق الجيوب.
اما الاختلاف فمسألة طبيعية لا تستدعي جلد الذات وتحقيرها.
فما المشكلة في ان يعيد الناس يوم الثلاثاء ويعيد بقية القوم بعدهم بيوم؟ وما المشكلة في ان يكون هذا زيديا وهذا شافعيا أو اثنى عشري أو إسماعيليا أو حنبليا أو صوفيا؟ وما السر وراء هذه الكراهية للاختلاف؟ ولماذا يدفعنا العقل الجمعي نحو (قالب واحد) ونحن نختلف بالطباع والآراء والظروف وننسى ان الاختلاف رحمة؟
في الديانة المسيحية كنائس وطوائف ومذاهب متعددة، ومثلها سائر الأديان والمعتقدات، مشارب وطرائق كثيرة.
فلا يتعلق هذا الأمر بالإسلام وحده. وفي الهند لغات ولهجات كثيرة ومتنوعة ومختلفة.
والتكنولوجيا تعمل وفق انظمة مختلفة، ومثل ذلك الديموقراطية تتحقق وفق اشكال مختلفة.
فالرطل والكيلو موازين تختلف باختلاف الاسواق لكنها جميعها تعني قدرا معلوما لدى البائع والمشتري وتحقق الاغراض من فكرة الميزان.
فاذا كانت المواقيت تختلف من بلد إلى آخر فما المانع من اختلاف المناسبات؟
الانباء الكويتية