سعد الحريري: تطورات الأوضاع الاقتصادية والمالية تؤشر إلى قلق جدي من قبل الأسواق والمستثمرين

النشرة الدولية –

قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ان تطورات الأوضاع الاقتصادية والمالية في بلاده تؤشر إلى قلق جدي من قبل الأسواق والمستثمرين في الداخل والخارج، على نحو يتطلب الإسراع في وتيرة الإصلاح والحفاظ على التضامن الوزاري.

وأضاف الحريري، خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء امس، «ان الاصلاحات التي تضمنها البيان الوزاري للحكومة، يجب أن يتم تنفيذها بصورة سريعة، لإرسال إشارات تفيد الجدية والمصداقية لدى الدولة والحكومة في معالجة القلق والوضع الاقتصادي والمالي».

وتابع قائلا «بوضوح شديد.. لم يعد بإمكاننا أن نسير بالوتيرة نفسها، فجميعنا في مركب واحد، وكلنا مسؤولون عن سلامة هذا المركب الذي اسمه لبنان»، مشددا على ضرورة دفاع الحكومة مجتمعة عن القرارات التي اتخذتها على مدى 19 جلسة أثناء إعداد مشروع موازنة عام 2019 أمام المجلس النيابي.

وقال «هذه الجلسات الحكومية الطويلة لم تكن للتسلية، وإنما لنقاش عميق ومفصل بكل بند وكل فكرة وكل اقتراح، ولهذا اعتبر أن مسؤولية كل واحد منا في الحكومة، والتضامن الوزاري فيما بيننا، يفرض علينا جميعا أن ندافع في مجلس النواب عن قراراتنا التي اتخذناها معا».

وأشار إلى أن لبنان لديه خريطة طريق واضحة، وأنه يجب العمل سريعا حتى يمكن إقرار المرحلة الأولى من برنامج الاستثمار الوطني الذي توفر التمويل له بقيمة تزيد على 11 مليار دولار في مؤتمر باريس لدعم الاقتصاد والبنى التحتية اللبنانية «سيدر»، وأنه من الضروري أن يتفاعل الاقتصاد مع انطلاق هذا البرنامج.

وأوضح أن الحكومة عليها البدء في إعداد مشروع الموازنة الجديدة لعام 2020 ضمن المهلة الدستورية (قبل نهاية العام الحالي) على أن تتضمن استمرارا في إجراءات التصحيح المالي التي التزمت بها الحكومة، والتي تمثل ضرورة لسلامة الاقتصاد والمالية العامة.

وفي اشارة الى حجم التوافق بينه وبين وزير الخارجية جبران باسيل في اجتماع الساعات الخمس بينهما في السراي ثم في بيت الوسط مساء الاثنين الماضي، ابلغ الحريري الوزراء بأنه لا بديل عن خطة الكهرباء التي اعدتها وزارة الطاقة بمعزل عن تحفظات المتحفظين على كيفية تلزيم وتنفيذ الخطة.

هذا التفاهم الثنائي اقلق حليفي الحريري التقليديين: الحزب التقدمي الاشتراكي الذي رفع رئيسه وليد جنبلاط سقف التحدي بتغريدة جديدة قارن فيها بين صفقة القرن في فلسطين وصفقة القرن في لبنان، وكتب على توتير قائلا: في فلسطين صفقة قرن وفي لبنان صفقة قرن، هناك ارض وشعب على مشارف المصادرة والتهجير وهنا اتصالات وكهرباء واملاك بحرية وغاز على مشارف القرصنة والتوزيع والتخصيص، هناك صهر وهنا صهر يعبثان بالاخضر واليابس، هناك رئيس يهدد العالم يمينا وشمالا وهنا تسوية القهر والذل والاستسلام.

القوات اللبنانية، الحليف الآخر لتيار المستقبل، تراقب الوضع بعيني صقر، وقد اجتمعت كتلتها النيابية عصر امس في معراب برئاسة رئيسها د.سمير جعجع وسط الحديث عن لقاء قريب له مع الرئيس الحريري، فيما لا كلام عن لقاء بين الحريري وجنبلاط قيد التداول.

لكن المطلعين على بواطن الامور يرون لإذاعة «لبنان الحر» الناطقة بلسان القوات اللبنانية انه لن يكون باستطاعة رئيس الحكومة التوفيق بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية او أي طرف مسيحي آخر.

وفي غضون ذلك، قال الرئيس اللبناني ميشال عون، إن بلاده تحظى باستقرار أمني كبير «قل نظيره في العالم»، وأن هذا الاستقرار ساعد على تعزيز حركة السياحة، مشيرا إلى أن لبنان بدأ العمل في إجراء تغييرات أساسية وجوهرية للنهوض بالاقتصاد وتعزيز الصناعة.

واعتبر عون ـ خلال استقباله وفدا من المطارنة الموارنة اللبنانيين في دول الاغتراب ـ أن لبنان تخطى مرحلة قاسية للغاية، تمثلت في الحروب التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، والإرهاب الذي وصل إلى البلاد جراء تلك الحروب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button