البرلمان العربي يطالب الأمم المتحدة بتصنيف الحوثيين “جماعة إرهابية”

 

أحمد قنديل، أ. ف. ب. وكالات

طالب البرلمانيون العرب في اجتماع عقدوه الأربعاء في القاهرة الأمم المتحدة بـ”تصنيف ميليشيا الحوثي الانقلابية كجماعة إرهابية”، متّهمين الحوثيين باستهداف المنشآت المدنية والحيوية في السعودية.

وصعّد الحوثيون في الأسابيع الأخيرة حدة هجماتهم ضد المملكة العربية السعودية.

والأربعاء طالب البرلمان العربي “الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بموقفٍ حازمٍ وفوري بتصنيف ميليشيا الحوثي الانقلابية كجماعة إرهابية لانتهاكها الصارخ للقانون الدولي وتعمدها الاستهداف المتكرر للمنشآت المدنية والحيوية في المملكة العربية السعودية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة”.

كذلك طالب البرلمان بـ”ملاحقة قادتها ومموليها وداعميها، سواء كانوا دولًا أو جماعات”.

ويتألف البرلمان العربي من ممثلين لبرلمانات البلدان العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية.

وفي 12 حزيران/يونيو أدى سقوط صاروخ تبنى الحوثيون إطلاقه على مطار أبها الدولي في جنوب السعودية إلى جرح عشرات المدنيين.

كذلك تبنى الحوثيون شن سلسلة هجمات بطائرات مسيّرة في السعودية بينها اعتداء على محطتي ضخ لخط أنابيب نفط رئيسي في السعودية غرب الرياض في 14 أيار/مايو الماضي.

وتّتهم السعودية إيران بالوقوف وراء الاعتداءات سواء بشكل مباشر أو من خلال دعمها للحوثيين.

والأربعاء طالب البرلمان العربي مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة والاتحاد البرلماني الدولي “الاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه ما تقوم به إيران بانتهاك حقوق السيادة للجمهورية اليمنية وتهريب الأسلحة والصواريخ البالستية لميليشيا الحوثي الانقلابية بهدف زعزعة الأمن في المنطقة وإدامة الفوضى، وإلزام إيران بقرار مجلس الأمن رقم (2216) الذي يحظر توريد الأسلحة للحوثيين”.

ويشهد اليمن منذ العام 2014 نزاعاً بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من طهران والذين يسيطرون على مساحات شاسعة في شمال البلاد وغربها بما فيها العاصمة صنعاء، والقوّات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف العربي.

الوفد البرلماني الإمارات يندد بالخطط الايرانية التوسعية بالمنطقة

وعلى صعيد آخر، أدان وفد البرلمان الإماراتي (المجلس الوطني الاتحادي) خلال مشاركته في الجلسة العامة للبرلمان العربي اليوم وفي اجتماعات لجان البرلمان العربي التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة خلال الفترة 17-19 يونيو الجاري، الأعمال التخريبية التي تقوم بها إيران في المنطقة، وانتهاكها للقوانين والمواثيق الدولية من خلال استخدام ميليشيات الحوثي لضرب المطارات والاعتداء على سلامة المنشآت والموانئ فضلا عن تهديد السفن التجارية ومهاجمتها وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة. كما ادان تدخلات طهران في الشؤون الداخلية للدول العربية، مطالبا بضرورة التصدي لمشروع إيران التوسعي ومخططاتها التي تهدف لتعريض المنطقة لمخاطر التوتر وضرب الاستقرار الذي تنعم به.

وأكد الوفد الإماراتي أن ما تقوم به ايران من استفزازات متكررة لن يؤثر على المنطقة الخليجية والعربية فقط بل يمتد آثاره الى الاقتصاد العالمي ككل، وذلك نظرا لأهمية منطقة الخليج والشرق الاوسط عالميا ولما لها من تأثير مباشر على الأسواق العالمية.

اعتداءات صارخة

وقال خالد علي بن زايد الفلاسي عضو البرلمان الإماراتي عضو لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية بالبرلمان العربي “تم خلال جلسة البرلمان العربي اليوم مناقشة الانتهاكات الأخيرة في منطقة الخليج العربي وخاصة الاعتداءات التي وقعت على سفن النفط التجارية بالقرب من السواحل الإماراتية، وما حدث من اعتداءات صارخة على المنشآت النفطية والموانئ في المملكة العربية السعودية”، لافتا إلى خطورة تلك الأحداث كونها لا تؤثر فقط على أمن واستقرار المنطقة بل يمتد أثرها للاقتصاد العالمي.

التحديات وآفاق المستقبل

من جانبه أوضح محمد أحمد اليماحي عضو البرلمان الإماراتي عضو لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي بالبرلمان العربي أن الجلسة العامة للبرلمان استعرضت “تقرير الحالة السياسية في العالم العربي 2019..‪(أسس وأهداف التقرير السياسي 2019)”، ومستجدات العمل العربي المشرك في ضوء قرارات القمة العربية الثلاثون المنعقدة في تونس 31 مارس 2019، والقمة غير العادية المنعقدة بمكة المكرمة بتاريخ 30 مايو 2019.

محمد اليماحي
وأشار إلى أن تقرير الحالة السياسية تضمن تطورات الأوضاع السياسية في الوطن العربي والأزمات في الدول العربية التي تشهد نزاعات، ومهددات الأمن القومي العربي والإرهاب والتطرف والتدخل الخارجي في شؤون الدول العربية، فضلا عن التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لافتا الى أن الجلسة العامة استعرضت تقرير اللجنة بشأن دراسة “رؤية البرلمان العربي لتحقيق الأمن المائي العربي، الوضع الراهن وآفاق المستقبل”.

الإسلاموفوبيا والتطرف

وأكد جاسم عبدالله النقبي عضو البرلمان الإماراتي عضو لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان بالبرلمان العربي أهمية جلسة البرلمان العربي التي عقدت اليوم، مشيرا إلى أنها “بحثت كافة المستجدات على الساحة العربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وجاء على رأس هذه القضايا القضية الفلسطينية، خاصة وأن هناك لجنة فرعية مخصصة لفلسطين، وذلك لما لهذه القضية من أهمية كبرى، فهي القضية المركزية للعرب.”

جاسم النقبي

وأضاف أن لجنة فلسطين ناقشت الإرهاب الواقع على الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة من قتل وإرهاب وما يقوم به الكيان الصهيوني من إرهاب وتعدي على هذه الحقوق.

وأوضح النقبي أن لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان قدمت للجلسة العامة البرلمان اليوم تصوراتها حول كيفية تطبيق آليات حقوق الإنسان في الوطن العربي وحث البرلمانات الوطنية للتوقيع على ميثاق حقوق الإنسان في الوطن العربي.

وأشار إلى أن موضوع الإسلاموفوبيا يعد من أهم الموضوعات التي بحثتها جلسة البرلمان العربي اليوم خاصة في ظل ما يتعرض له الإسلام من حملات تشويه نتيجة ما يقوم به البعض باسم الإسلام، وما نتج عنه من الاعتداء على الجاليات الإسلامية في بعض الدول، مشددا على أن الإسلام دين العدالة والتسامح والحق والسماحة، منوها بأن التطرّف موجود في كل الأديان .

وقال النقبي “إن نسبة التطرّف في الإسلام أو من اختطف الإسلام باسم الإسلام لا تتجاوز الواحد بالمليون، فالإسلام دين تسامح وعدل واعتدال، كما أن توقيع وثيقة التسامح بدولة الإمارات بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان خير دليل على أن الدين الإسلامي هو دين التعامل بالحسنى والتسامح” .

قوانين عربية

من جهتها قالت عائشة بن سمنوه عضو البرلمان الإماراتي رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب بالبرلمان العربي إن جلسة البرلمان العربي اليوم ناقشت أربعة مشروعات قوانين عربية استرشادية محالة إليها من اللجان الدائمة واللجان الفرعية المنبثقة عنها، وهي مشروع قانون استرشادي للتنظيم عمل المنظمات الخيرية والإنسانية والعمل التطوعي، وإيجاد شبكة أمان اجتماعي للدول العربية، ومشروع قانون عربي استرشادي للتعليم العالي والبحث العلمي، وذلك فضلا عن وثيقة المرأة التي سوف يتم إطلاقها من دولة الإمارات العربية المتحدة قريبا.

وأضافت أن “اللجنة بحثت أيضا موضوعات هامة تخص الوطن العربي منها، موضوع القراءة وتوجيه عقول أبنائنا للقراءة والاسترشاد بمشروع محمد بن راشد في دعم القراءة والاهتمام بالفضاء والابتكار، ومحو الأمية والقضاء عليها واللغة العربية ودعمها”، لافتة إلى أنه سيتم إعداد تصور كامل حول هذه الموضوعات.

السلمي: مواجهة التحديات عنوان المرحلة القادمة

ودعا رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي خلال جلسة البرلمان اليوم التي حضرها رئيس مجلس النواب اليمني إلى ضرورة التضامن ووحدة المواقف العربية والتصدي بحزم للمشاريع التخريبية والمخططات العدوانية التي تستهدف تفتيت المجتمعات العربية والمساس بسيادة دولها وتقويض الأمن القومي العربي.

واضاف في كلمته اليوم الأربعاء أمام الجلسة العامة الرابعة من دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثاني للبرلمان العربي، برئاسة الدكتور مشعل السلمي رئيس البرلمان، وبحضور رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني، ونائب رئيس برلمان عموم أفريقيا جمال بو راس نائب ممثلاً لرئيس البرلمان الإفريقي.

وقال السلمي ” إن الجلسة الختامية لدور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثاني تتزامن مع تطورات عربية بالغة الدقة، وتحديات كبيرة ومصاعب جسيمة تُحيق بعالمنا العربي، مشيرا إلى أنه انطلاقاً من مسؤولية البرلمان العربي للتصدي لتلك التحديات، فقد بادر البرلمان بإقرار الوثيقة العربية لتعزيز التضامن ومواجهة التحديات، لتكون عنواناً لهذه المرحلة الفارقة من تاريخ الأمة العربية.

قصية فلسطين

وأضاف السلمي ” إنه رغم كل ما تمر به أمتنا العربية من تحديات إلا أن القضية الفلسطينية ستظل قضيتنا الأولى والمحورية”، مؤكدا استمرار البرلمان العربي في دعم صمود الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه المشروعة في قيام دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.

وطالب “السلمي” المجتمع الدولي بالضغط على قوة الاحتلال الغاشمة لإنهاء الانتهاكات والممارسات العنصرية اليومية التي تقوم بها ضد الشعب الفلسطيني، والاقتحامات المتكررة للأقصى المبارك، ومشاريع الاستيطان وهدم المنازل، كما طالب كافة الفصائل الفلسطينية بإنهاء الإنقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، والتأكيد على وحدة الأراضي الفلسطينية، ورفض أي محاولات لتجزئة التراب الوطني الفلسطيني‪.‬

وناشد “السلمي” باسم البرلمان العربي الأشقاء في دولة ليبيا باسم الدين وباسم الأخوة وباسم العروبة، بتغليب منهج الحوار والحكمة وإنهاء الصراع المسلح، صوناً للدماء الزكية التي تراق كل يوم على أرض ليبيا العزيزة، وحفاظاً على وحدة ليبيا واستقرارها وأمنها، وتجنيب الشعب الليبي مزيداً من المعاناة.

وقال”السلمي”إن حل الأزمة لا يكون إلا حلاً سلمياً، يتفقُ عليه جميع الأطراف الليبية دون إقصاءٍ لأي طرف، ورفض كافة التدخلات الخارجية في الشأن الليبي”.

وأشار إلى أن البرلمان العربي يتابع باهتمام تطورات الأوضاع في الدول التي تشهد مراحل انتقالية وتحولات سياسية، وندعو إلى انتهاج الحوار البناء والمفاوضات السياسية وتغليب المصلحة الوطنية، للوصول إلى تسويات تضمن تحقيق تطلعات شعبها والحفاظ على مكتسباتها وصون وحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها.

ميليشيا الحوثي وإدلب السورية

وطالب السلمي بالوقف الفوري لإطلاق النار في مدينة إدلب السورية، وندين استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، ونُدعو كافة الأطراف باحترام اتفاق منطقة خفض التصعيد في مدينة إدلب‪.‬ مدينا استمرار ميليشيا الحوثي في انقلابها على السلطة الشرعية وعدم تنفيذها لقرارات مجلس الأمن الدولي.

كما أدان تعمد ميليشيا الحوثي استهداف المنشآت الحيوية والمدنية في المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية كالمطارات المدنية وهدم المساجد وتفجير المنازل والتي تصنف كجرائم حرب طبقاً للقانون الدولي‪.‬

كما أدان الأعمال التخريبية التي طالت عدد من السفن التجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة وخليج عمان، في تطور خطير يهدد أمن وسلامة المنطقة، ويعرض الملاحة البحرية والتجارة العالمية للخطر، مؤكدا تضامن البرلمان العربي التام مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومساندتهما في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها وسلامة مواطنيها، ومعروض على معاليكم مشروع قرار في هذا الشأن.

وثمن السلمي أن تكون أول زيارة لرئيس مجلس النواب اليمني بعد انتخابه للبرلمان العربي ممثل الشعب العربي، مؤكداً وقوف البرلمان العربي مع الشرعية في الجمهورية اليمنية، ودعم ما يقوم به التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية للوقوف مع الشعب اليمني في ظل التحديات الصعبة التي يمر بها .

رئيس مجلس النواب اليمني: دول التحالف العربي في اليمن سيخلده التاريخ 

من جانبه ثمن رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركا‪ني‬ ما يقوم به الأشقاء في التحالف العربي وعلى رأسها دولتي المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة لدعم الشرعية في اليمن، مقدما لهم الشكر والثناء والتقدير .

وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس رئيس البرلمان العربي اليوم بالقاهرة “نعترف لهم بالجميل من اجل العمل على هزيمة الانقلاب فقد قدمو الدماء والأموال وهذا ما سيخلده التاريخ.. إن اليمن هي الجرح النازف للأمة العربية، وهي بالنسبة لمن يستهدفها جسر عبور للذهاب لأماكن أخرى لأنه يريد النيل من الأمن القومي العربي برمته وليس اليمن فقط‪.‬”

وتابع أن “ميلشيات الحوثيين هذه العصابة الإرهابية تدمر كل شئ باليمن، وامتدت يدها لدول الجوار مثلما حدث في استهداف مطار “أبها” بالمملكة العربية السعودية، وحتى مواد الإغاثة يتم الاستيلاء عليها‪.‬. إن دعوتنا للسلام لا تجد صدى لدى الحوثيين واتفاق الحديدة اختبار لرغبتهم في السلام وقد فشلوا فيه‪.‬”

إيلاف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى