بلادي.. ربيبة الخطر* صلاح الساير
النشرة الدولية –
مذ كانت هذه البقعة الصغيرة التي تدعى الكويت وهي موطن الشجعان الصناديد الذين يتقنون العيش في جوف الخطر. وما كانت هذه الأرض موئل للجبناء الخوافين الذين يزمن الرعب في مفاصلهم أو تسكن الرعدة بين أضلاعهم.
فالأماجد البواسل الذين اختاروا العيش في أرض بلقع ظمآى يشح فيها الماء كانوا واثقين من قدرتهم على مواجهة قسوة الطبيعة وصناعة الحياة، مثلما كانوا واثقين من مهارتهم باعتلاء صهوة الأمواج وعبور البحار والمحيطات وبلوغ المرافئ القصية رغم القلق الذي كان يعتصر قلوبهم على أهلهم (المستضعفين) الباقين في الديرة المخبوءة في أحضان الجون.
تاريخ الأسوار الثلاثة التي شيدها الأجداد حول مدينتهم الصغيرة يشي بقدرتهم على التعايش مع (القلق الأمني) الذي رغم حضوره الطاغي في الوجدان الشعبي فإنه لم يمنع الكويتي من الكفاح والتفرد والسعي إلى تحويل مدينته البائسة إلى ميناء عظيم. وكأن قدر الكويتيين العيش على حد السيف.
يتقنون العمل والأمل والبناء والغناء في ظلال الخطر. هاجمتهم الأوبئة، والغزاة، وأسماك القرش، والأتربة، وغرقت سفنهم بفعل الرياح العاتية، فاحتملوا وصبروا. (وكلما زادت المحن، حولها، أو قسى الزمن.. أصبح الناس كلهم غنوة في فم الوطن) حسب قول شاعر الكويت الكبير الراحل عبدالله العتيبي.
مثلما نزح من الكويت بعض أهلها وقت الاحتلال الصدامي، عاد إليها من أبنائها من صدف تواجدهم خارجها آنذاك. نعم عادوا نساء ورجال وعاشوا فيها تحت أو (رغم) الاحتلال. فما أرعبهم الغزو ولا أبقاهم بعيدا عن موطنهم. وفي جعبة كاتب هذه الكلمات قصص وحكايات وشهادات كثيرة.
فالكويت الوديعة ربيبة الخطر، وحمامة سلام ترقد في عش النسور، مذ تخلقت. انها إكليل نصر على جباه العز، وقلادة شرف على الصدور المؤمنة. أما حرائر الكويت فمثل رجالها الأبطال. الجميع على استعداد لدفع ضريبة الوطن، والذود عن امن الخليج. لن توقفهم إشاعة أو أكاذيب يروجها المرجفون بغرض نشر الذعر بين الناس.
الانباء الكويتية