الولايات المتحدة ترخص بيع أسماك السلمون المعدلة جينياً
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وهي وكالة تابعة لوزارة الصحة، على منح المطاعم التراخيص اللازمة لبيع أسماك السلمون المعدلة جينياً، في خطوة سجلت سابقة على الصعيد الأميركي.
ومن المرجح أن تصبح إحدى المسامك في ولاية إنديانا الأولى في تأمين كميات كبيرة من اللحوم البيضاء للمطاعم ومطابخ الجامعات، حيث بمقدور مزارع الأسماك إنتاج آلاف الأطنان سنوياً.
لم تبع مزرعة “أكواباونتي” للأسماك حتى الساعة أي سمكة من إنتاجها، ولكن عندما تبدأ بتموين المطاعم، وهو أمر مرجح في السنة المقبلة، سيكون السلمون بمثابة أوّل حيوان معدّل جينياً، تمت الموافقة على استهلاكه، في الولايات المتحدة الأميركية.
وتقوم “أكواباونتي” بحقن صنف سلمون المحيط الأطلسي بحمض نووي مستخرج من أنواع أسماك أخرى، ما يدفع أسماك السلمون إلى النمو بسرعة أكبر، حيث يبلغ وزن السمكة الحد الأقصى في غضون 18 شهراً فقط، فيما تحتاج الأسماك غير المعدلة جينياً إلى 36 شهراً عادة.
ويقول المسؤولون عن المزرعة إنهم لن يستخدموا المواد الكيميائية أو المضادات الحيوية في الأعلاف المخصصة للأسماك، وإن البيوض تمّ نقلها من المحيط الأطلسي ضمن الأطر القانونية الموضوعة.
ومن شأن هذه الخطوة أن تفتح الباب أمام تغيرات كبيرة في سوق استهلاك الطعام أميركياً، إذ قد يتبع السلمون حيوانات وأسماك أخرى. وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد وقع هذا الأسبوع على أمر تنفيذي، يجبر الوكالات المسؤولة عن التغذية على تسهيل القوانين فيما يتعلق بالحيوانات والنباتات المعدلة جينياً.
في السياق، أثار قرار إدارة الغذاء والدواء الأميركية لغطاً في الأوساط الأميركية، حيث يرى البعض أن المستهلك لن يكون بمقدوره في المستقبل التمييز بين الأسماك الطبيعية والمصنعة، خصوصاً وأن القانون يفرض وضع إشارة BE أي Bioengineered بدل معدل جينياً، وهي إشارة لا يعرفها المستهلك الأميركي بالضرورة.
إضافة إلى ذلك يرى البعض الآخر أن ثروة السمكية من السلمون مهددة أساساً ولذا ليس من الصائب “إنتاجه” حتى لو تمّ ذلك في داخل مزارع مخصصة لهذا الأمر.
يقول ديفيد ويلير من جامعة كامبردج “يمكن أن يبلغ وزن السلمون المعدل جينياً الحد الأقصى خلال 18 شهراً بدل ثلاث سنوات، وهذا يعني أنك ستحصل على ضعف الكمية، ولكن علينا التذكر أن السلمون من اللواحم (أي يأكل الأسماك الأخرى)، وأننا بحاجة لنحو 5 كيلوغرامات من لحوم الأسماك لإنتاج كيلوغرام واحد من السلمون. من وجهة النظر هذه، يبدو إنتاج السلمون هدراً للثروة السمكية الأخرى أيضاً”.