الولاء الأعمى* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
الولاء الأعمى أي الولاء غير المبني على أسباب حقيقية وواقعية تفرضه، هو في الواقع ولاء غبي في الدرجة الأولى كما أنه ولاء كيدي أحيانا، بمعنى أني أوالي هذا الشخص أو هذه الجماعة أو هذا البلد، كرها بالشخص الآخر أو الجماعة الأخرى أو البلاد الأخرى، على مبدأ عدو عدوي صديقي.
هذا الولاء الأعمى الغبي والكيدي نراه كثيرا في الإعجاب بالزعماء وموالاتهم بشكل حدي ومتطرف، وهو ولاء ليس نابعا من عقل وإدراك بل كما قلت مرده الكيدية والاصطفاف الرخيص.
اتضح هذا إثر وفاة محمد مرسي الرئيس المصري خلال حكم الإخوان المسلمين والذي أسقطه الشعب المصري في ثورة مباركة مجلجلة.
ليس في مرسي كاريزما أو جاذبية من أي نوع من الأنواع، فليس له تقاسيم شكلية جاذبة ولا هو بالخطيب المفوه ولا هو باللماح ولاهو بالذكي، بل هو على عكس ذلك كله، رجل متواضع الإمكانات وبلا خبرة سياسية ولا يتمتع بالذكاء الاجتماعي ولا يملك أي مؤهلات البتة.
ولست في صدد تعييب الرجل وقد غدا بين يدي خالقه، ولكنني في صدد تعييب الذين تباكوا عليه بعد موته وحتى قبل موته وخلال فترة سجنه.
فهم لم يوالوه حبا به بل مكايدة ونكاية بالطرف الآخر وهو الرئيس السيسي الذي أنقذ بلاده من ديكتاتورية الإخوان المسلمين والذي لم يكن مرسي سوى ممثل رمزي وشكلي لهم في قصر الرئاسة. فالإخوان هم الذين كانوا يحكمون لا هو.
ورأينا بعد موته موجات من الانفعالات الكاذبة من الذين والوه واصطفوا وراءه اصطفافا غبيا عبثيا، وأظهروه وكأنه الرجل الذي لم يخلق الله له نديدا ولا شبيها.
حتى أنهم وصفوه بالشهيد ولأول مرة نسمع أن الموت الطبيعي هو استشهاد!!
هذه مغالاة في الولاء الأعمى الكيدي غير الرشيد، والموالون من هذه النوعية هم غالبا من الناس الذين لا يحملون قيما كريمة ونبيلة تحميهم من هذا الانحدار والتبعية الرخيصة والتطبيل والتزمير لمن لا يستحق حتى كلمة ثناء واحدة.
لقد غالى البعض بانسحاقهم وتبعيتهم لمرسي بحيث تمنوا أن تشتعل المنطقة وتحترق بسبب موت مرسي!
الانباء الكويتية