كانوا سفراء* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
نادرون منا، من لم يغبطوا الديبلوماسيين العاملين في الخارج وبالذات السفراء.
نرى الصورة من ناحيتنا وردية جميلة، حياة مترفة ورفاهية وحفلات وولائم ومعارف ومكانة مميزة ووضع مالي مريح وما إلى ذلك من رغد العيش ونعيم الدنيا.
هكذا نرى الصورة، ولكننا نراها من جانبها الوردي، ولم نفكر قط بالتعمق أكثر في الصورة ولم ندقق ونفحص فربما هناك جوانب أخرى غير التي نرى أو نعتقد، جوانب سلبية تناقض كل ما نرى.
إن السفراء لا يبدأون حياتهم الديبلوماسية برتبة سفير، بل نادرون هم الذين يبدأون بها، ولكن غالبيتهم يبدأون من أول السلم ويتدرجون في العمل الديبلوماسي حتى يرتقوا كرسي الوزير.
ما يعني أنهم يقضون جل حياتهم خارج بلدانهم في رحلة حياة غير مستقرة، لا لهم ولا لعوائلهم ولا لأولادهم الذين لا يتمكنون من الاستقرار في بلد معين ولا يستقرون دراسيا ولا نفسيا ولا اجتماعيا.
هذا فضلا عن الجوانب الأمنية، فحياة السفراء والديبلوماسيين عموما تكون أحيانا مهددة حسب المسار السياسي لبلدانهم فإذا ما حدثت خلافات بين دولتهم ودولة من الدول أو منظمة من المنظمات يكون الديبلوماسيون أهدافا لعملاء تلك المنظمات أو الدول، وكثيرا ما قدم الديبلوماسيون أرواحهم ضحية لتلك الصراعات.
لا شك أن السفراء يحصلون على خبرات ومعارف وتتشكل لديهم علاقات مع مسؤولين وساسة وقادة في تلك الدول التي خدموا فيها، ولكن هل تتم الاستفادة من تلك الخبرات والمعارف التي تحصل عليها أولئك السفراء- وحديثي هنا عن السفراء الكويتيين السابقين-؟ وهل تم توظيفها لصالح الكويت بعد تقاعدهم؟
هذه الخبرات المتراكمة والمخازن المعرفية وكمية العلاقات الهائلة والمهمة التي تتشكل لدى أولئك السفراء تضيع هباء مع الأسف.
فلماذا لا يجري تعيينهم في المجالس والهيئات واللجان المختلفة التي تشكلها الحكومة، من أجل تقوية تلك المجالس والهيئات واللجان بأصحاب خبرات وبعقول واعية ومعارف وعلاقات، بدل تلك التعيينات التنفيعية لأفراد بلا خبرات ولا معرفة ولا حنكة، ما يؤدي إلى جعل تلك الهيئة أو اللجنة مجرد مبنى بلا معنى؟
وحتى القطاع الخاص بشركاته المتعددة يمكنه الاستفادة من السفراء المتقاعدين وتوظيف خبراتهم.
بلادنا وفية ولن تنسى أبناءها.
الانباء الكويتية