مقتبسات شعرية للشاعرة التونسية لمياء المُقدِّم
النشرة الدولية –
ذات شتاءٍ قاسٍ
كنتُ أعملُ بائِعةَ خبزٍ
في قريةٍ صغيرةٍ جداً
جاء أحدهم وكان جائِعاً
فمنحته رغيفاً وأخذته إلى بيتي
هناك على العتبةِ كان يجلِسُ
يُطعِمُ الحمام والقطط والسناجبَ
في قريةٍ صغيرةٍ جداً ونائِية
كان رجلاً جائِعاً
وكنتُ أعملُ بائِعة خبزٍ
ثمّ صحوتُ ولم أجِده
لم أجِد الرغيفَ ولا العتبة
لم أجِد التاريخَ ولا الجغرافيا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
” وصل بكِ الأمرُ
أن لم تعودي تذكرين
إذا كان الطفلان ينامان في الغُرفة الفوقية
أو مع أصدقائِهما على البحر يسهران
ولكنكِ ما زِلتِ تعرفين تماماً
كيف ترفعين جسدكِ
من على كُرسي الحديقة الصلب
وتمشين به مُباشرةً
إلى قلب الشجرة”