يا رب* صلاح الساير

النشرة الدولية –

ارتفع بخار الماء إلى السماء، ولم تكن بدايته، فقد كان من قبل التبخر ماء في البحار والأنهار والبحيرات، بيد أنه الآن أصبح في حالته الغازية، ولا يرى بالعين المجردة، يسافر في جوف السحب، تطوح به الرياح حيثما اشتهت.

وحالما تطوف الغيمات في أجواء ساقعة يتكثف البخار، ويعود إلى حالته السائلة، فيثقل وزنه في الهواء ليتساقط على الأرض أمطارا تحيل اليباس العطوش إلى فياض خضراء، يرقص فيها الزهر وتشدو حوله العصافير.

لا بدايات، لا نهايات. فالذي تراه اليوم وتلمسه وتحدد ماهيته، موجود قبل أن تراه. والذي أسدل ستارته ومضى يتواجد الآن في مكان آخر.

الشمس تغيب في الأفق لتشرق في موضع آخر. فالحياة مسرحية طويلة جدا تنطوي على العديد من الفصول. تشرع، أنت، في عمل تجاري فتخسر وتطاردك الديون التي تسعى الى إخماد نيرانها، قبل أن تشرع في عمل جديد.

وقد يحالفك الحظ وينجح المشروع وتواصل حياتك العملية التي اعتقدت أنها انتهت. ومثل ذلك يحدث في العلاقات العاطفية. فلا تحزن يا هذا.

الدنيا دوارة، والعلوم تصر على تأكيد أهمية الحركة. فلا ساكن ولا نهايات بالمطلق. العثرات أكيدة والخيبات كثيرة. وكم مهزوم في بداية الجولات انتصر في الجولة الأخيرة.

فلا تقنط، يا أخي الإنسان، وتذكر إنك شاركت مع أكثر من (مائة مليون) متسابق من أشباهك في التسابق نحو تلقيح البويضة، وفشل الجميع بالوصول سواك (أنت) الفائز الذي سبق من أشباهه ما يوازي عدد السكان في (فنزويلا وماليزيا والعراق والمغرب)! فأنت وليد الفوز الكاسح.

وأختم بقول الشاعر السعودي (سيفتح الله بابا كنت تحسبه.. من شدة اليأس لم يخلق بمفتاح) قل: يا رب.

الانباء الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى