الكويت مصر جول أبانوب* صالح الشايجي
النشرة الدولية –
خلال العدوان الثلاثي على مدينة بور سعيد المصرية عام 1956، برز اسم ضابط بحرية سوري «مسيحي» اسمه «جول جمال».
كان «جول جمال» الضابط «المسيحي» السوري يدرس في الكلية البحرية في مصر عند قيام الحرب، فقام بعمل بطولي أسطوري حوله إلى بطل خالد في الذاكرة، حيث قام بمهاجمة البارجة الفرنسية «جان دارك» والتي كانت على وشك البدء بقصف مدينة بورسعيد والإجهاز عليها، فما كان من البطل جول جمال إلا القيام بمغامرة مميتة تمثلت في مهاجمة البارجة الفرنسية بزورقه البحري الصغير، واستطاع فعلا تدمير البارجة وأنقذ بورسعيد من كارثة مزلزلة، بعدما قدم حياته ثمنا في سبيل ذلك الهدف.
قامت الكويت بإطلاق اسم «جول جمال» على إحدى رياض الأطفال تخليدا لذكراه وتمجيدا لبطولته. واحتلت تلك الروضة مكانها في أهم شوارع منطقة حولي وهو شارع تونس أو «التيل» حينها. وكانت ربما هي الروضة الثالثة أو الرابعة حيث كانت رياض الأطفال حديثة آنذاك.
البطل سوري «مسيحي» والحدث مصري ولكنه وجد صداه في الكويت التي قامت بتكريمه دون الالتفات إلى جنسيته أو ديانته.
أعتذر لتركيزي على كلمة «مسيحي» ولكن هذا التركيز مقصود للمقارنة.
وأسوق هذه القصة لمقارنتها مع حدث مصري جديد حدث عام 2019.
شاب «مسيحي» مصري مجند اسمه «أبانوب ناجح مرزق عطية» استشهد في إحدى العمليات الإرهابية التي تشهدها سيناء.
وفي مأتم العزاء الذي أقيم للشهيد «أبانوب» حضر المحافظ للتعزية، وأعلن أنه ستتم تسمية إحدى مدارس المنطقة باسم «أبانوب»، كتكريم له.
وهي ولا شك بادرة جميلة من المحافظ والذي يعتبر الحاكم في محافظته.
وفي اليوم الموعود لرفع اسم الشهيد فوق المدرسة ذهب أهله لحضور هذا الحدث وهم فرحون مزهوون بابنهم، ولكنهم فوجئوا بأن شيئا لن يتم، ولما استفسروا من إدارة المدرسة اتضح لهم أن الإدارة لا علم لها بالموضوع، وأن إدارة المنطقة التعليمية لم تبلغهم بأي أمر.
وما حدث هو أن الإدارة التعليمية خالفت أو تلكأت بتنفيذ أمر المحافظ، لأن من سيسمون المدرسة باسمه هو «مسيحي»!!
لم ينظروا إلى ما قام به في سبيل حماية وطنه ولكنهم نظروا إلى ديانته وأغفلوا بطولته.
الانباء الكويتية