سمو الأمير… رسالة من القلب* يوسف عبدالله العنيزي
النشرة الدولية –
الكويت وقيادتها تحرص دائماً على التكاتف والمحبة والمودة بين الأشقاء وبناء الإنسان والأوطان بعيدا عن الخلافات والحروب، ولعل أروع صور التسامي فوق الجراح تتمثل بدعوة الكويت لعقد مؤتمر إعادة إعمار العراق الشقيق.
نعم سمو الأمير إنها رسالة من قلوب أهل الكويت، رسالة من قلب كل مخلص محب لهذا الوطن وأهله، رسالة ليس كمثلها رسالة، ليس القلم والحبر مدادها، بل إنه الحب والمشاعر، فلكم نفخر بسموكم قائداً وأميراً للإنسانية باختيار العالم بأسره، ولكم شعرنا بالفخر عندما تناقلت أجهزة الإعلام خبر قيام سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، بزيارة لعاصمة جمهورية العراق الشقيق بغداد، واحتار الجميع في وصفها، إنها زيارة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى تتصف بالجرأة والشجاعة، خصوصاً أنها تأتي في ظل أوضاع غير مريحة تشهدها المنطقة.
إنها زيارة تمثل العقل والحكمة، وتعبر عن التسامي فوق الجراح، إنها الكويت وهذا ديدنها وقيادتها التي جبلت على التسامح والتسامي منذ نشأت الدولة قبل أربعة قرون، فقد استطاعت الكويت أن تتجاوز أحداث الغزو الغاشم، وقامت بإلغاء مصطلح “دول الضد”، وفتحت أبواب العلاقات مع تلك الدول.
وهذا يعيدني إلى ذلك اللقاء الراسخ في الذهن مع المغفور له، بإذن الله، سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه وأسبغ عليه واسع رحمته ورضوانه، وذلك للاستئذان بالسفر لتسلم مهام عملي رئيسا للبعثة الدبلوماسية في اليمن الشقيق، تحدث بصوته الهادئ ولهجته الكويتية المحببة قائلا: “سعادة السفير أنت مو رايح اليمن علشان تعيد بناء الجسور التي تهدمت والعلاقات التي انقطعت، أنت رايح علشان تبني جسور جديدة وعلاقات أخوية قوية، لا تنظر للخلف ولا يستفزك مقال أو لقاء”. يا لها من كلمات رائعة كانت نبراسا لي في عملي، فشهدت تلك الفترة قفزة نوعية يا لها من قمة في التسامي فوق الجراح.
من ناحية أخرى، وفي خضم التباعد وقطع العلاقات بين دولة الكويت ومنظمة التحرير الفلسطينية كإحدى النتائج السلبية للغزو واحتلال الكويت، في خضم هذا وأثناء عملي برئاسة البعثة الدبلوماسية بالأردن الشقيق سعدت بلقاء فخامة الرئيس محمود عباس الذي أبدى رغبته بزيارة دولة الكويت، وعندما قمت بنقل رغبة فخامته جاء الترحيب من القيادة الكويتية بهذه الزيارة الأخوية والتي كانت بابا لعودة العلاقات بين الأشقاء أقوى مما كانت عليه.
نعم، إنها الكويت وقيادتها التي تحرص على التكاتف والمحبة والمودة بين الأشقاء وبناء الإنسان والأوطان بعيدا عن الخلافات والحروب، ولعل أروع صور التسامي فوق الجراح تتمثل بدعوة الكويت لعقد مؤتمر إعادة إعمار العراق الشقيق.
سمو الأمير: من أعماق قلوب أهل الكويت دعاء إلى الرحمن بأن يديم على سموكم نعمه، وأن يمن على هذا الوطن وأهله الأمن والأمان، فاللهم من أراد بالكويت وقيادتها خيراً فوفقه لكل خير، ومن أراد بها شراً فرد كيده في نحره.
حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.