ما الذي ستؤول إليه الأوضاع في لبنان.. بعد تهديد باسيل للوزيرة ريا الحسن.؟

النشرة الدولية –

رغم انقضاء 4 أيام على حادثة ”قبرشمون“ التي هددت استقرار منطقة ”جبل لبنان“، بما شهدته من سقوط قتلى وجرحى في موكب لأحد الوزراء كان يرافق جولة مفترضة لوزير الخارجية جبران باسيل، إلا أن الأجواء اللبنانية لم تُهدّئها قرارات مجلس الدفاع الأعلى الحازمة، وإن كان تأجيل جلسة مجلس الوزراء يوم أمس نزع فتيلاً إضافيًا، قيل إنه  كان مرصودًا لتفخيخ الحكومة.

في التحذير من فتنة وطنية قال الكثير إنها تتصل خارجيًا بالموقف الإيراني الذي يريد توظيف نفوذه في لبنان ضمن التوتر الراهن بين طهران وواشنطن، فقد حظي جبران باسيل، صهر الرئيس ميشال عون ورئيس حزب ”التيار الوطني الحر“، بوابل من الاتهامات التي ترمي عليه مسوؤلية إدامة حالة الاستنفار والتراشق مع معارضيه من مختلف الطوائف، ومنها جولته الحزبية الأخيرة في المنطقة التي قيل إنها كانت مستفزة فسالت فيها دماء ”حادثة قبرشمون“.

مواقف ريا الحسن وجنبلاط

أبرز الاتهامات التي استهدفت باسيل في تأزيم منطقة الجبل، صدرت عن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي وصف باسيل (دون أن يسميه) بأنه من محدثي النعمة في الحياة السياسية، ثم من وزيرة الداخلية ريا الحسن (السُنّية المحسوبة على رئيس الحكومة سعد الحريري)، التي وصفت جولات باسيل بأنها استفزازية ينبغي التوقف عنها.

كان يمكن لهذه الاتهامات الموجهة نحو باسيل، أن تبقى في حدود المناوشات اللفظية على ”تويتر“، لولا ما شهدته حيثيات اجتماع مجلس الدفاع الأعلى برئاسة رئيس الجمهورية لتطويق تداعيات حادث ”قبرشمون“.

 اشتباك لفظي قبل دخول الرئيس

تقول الرواية الشائعة إنه قبل وصول الرئيس ميشال عون لترؤس جلسة ”الدفاع الأعلى“، كانت أجواء الحضور المنتظرين مشحونة. ومن دون مقدمات، بادر الوزير باسيل وزيرة الداخلية، ريا الحسن، بالقول، وبلهجة حادة: ”أنتِ انتبهي لحالك“، فردّت عليه قائلة: ”ما بسمحلك تقولي هيك. ولا تهددني. فهمت… أنا وزيرة داخلية على رأس السطح“.

 

فأجابها باسيل: ”انتبهي ع حالك عم قلك“. فردت عليه بلهجة حادة: ”روح شوف حالك، أنا ما حدا بيهددني“. وفي هذه اللحظة دخل رئيس الجمهورية الاجتماع، ولم يكن متاحًا لمن حضروا التلاسن المتوتر التأكد مما إذا كان باسيل وهو يقول لريا الحسن ”انتبهي لحالك“ يقصد تحذيرها من احتمالات الاغتيال أو تنبيهها لاحتمالات إخراجها من الحكومة.

زيارة باسيل إلى طرابلس

وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ازدحم فضاء تويتر بتغريدات تحذر جبران باسيل من تنفيذ زيارة كانت مقررة لمدينة طرابلس، الموصوفة بأنها معقل الطائفة السنية، بقياداتها التي لا تخفي غضبها من توالي ما تصفها بأنها التصريحات الاستفزازية لوزير الخارجية.

لم تكن القيادات السنية وحدها التي حذرت باسيل من القيام بزيارة طرابلس في أعقاب ما شهدته زيارته لمنطقة الدروز في الجبل. زعيم زغرتا سليمان فرنجية، القيادي الماروني، وصف باسيل بأنه ”الفتنة المتنقلة“.

أما خلدون الشريف، مستشار الرئيس الأسبق نجيب ميقاتي، فقد دعا قيادات طرابلس ألا يستقبلوا باسيل، كرسالة له حتى يغير مواقفه المتشنجة.

وبمثل ذلك، تحدث مصطفى علوش، عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل، قائلاً لموقع ”المدن“: لدي قناعة أن باسيل في غنى عن هذه الزيارة. قبلها عليه أن يرسل على الأقل رسائل إيجابية تخفف من نقمة الطرابلسيين عليه.

وأضاف علوش: إذا كان جبران باسيل ينوي أن يصبح رئيسًا للجمهورية، فعليه أن يكون على الأقل شخصية غير استفزازية.

سياحة الفتنة

اللواء أشرف ريفي (سنّي) وصف ما يقوم به باسيل من جولات بأنه ”سياحة الفتنة“، وأنه يصول ويجول ويريد أن يأتي لطرابلس حتى يأخذ البلد لحرب أهلية عبر حقنه طائفيًا.

ولم يكتفِ اللواء ريفي بهذا التحذير لوزير الخارجية، بل ألحقه بتغريدة استذكر فيها ما صدر عن باسيل من تهديدات (غامضة) لوزيرة الداخلية ريا الحسن. في التغريدة  قال ريفي ”باسيل يقول لوزيرة الداخلية انتبهي على حالك. هل يهددها بالإقالة؟ ماذا يخفي بعد من أوراق الفتنة؟ نطالب بإقالة سائح الفتنة المكلف من حزب الله بالمس بالدستور والتوازن والعيش المشترك. صيغة لبنان الذي نعرف باتت مهددة، والمطلوب من جميع السياديين أن يكونوا معًا. التحية والتضامن مع ريا الحسن“.

تغريدة ريفي استقطبت ردودًا تتفاوت في مواقفها السياسية لكنها تلتقي في حدة اللغة والتحذير من المآلات المفتوحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى