الجارالله: التصعيد في منطقة الخليج العربي بين الولايات المتحدة وإيران يشكل مصدر قلق للكويت وللمملكة المتحدة
النشرة الدولية –
قال نائب وزير الخارجية خالد الجارالله ان التصعيد الذي تشهده منطقة الخليج العربي بين الولايات المتحدة وإيران يشكل مصدر قلق للكويت وللمملكة المتحدة.
جاء ذلك في تصريح أدلى به الجارالله لـ «كونا» عقب جلسة المباحثات التي عقدها مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أندرو موريسون في مقر إقامة وزير الخارجية البريطاني.
وأشاد الجارالله في هذا الصدد بالزيارة التي قام بها وزير الدولة البريطاني موريسون الى طهران أخيرا والتي كانت تهدف الى تخفيف حدة التوتر والتصعيد «في هذه المنطقة المهمة من العالم».
وأكد الجارالله دعم الكويت لجهود بريطانيا في هذا الاتجاه، معربا عن أمله في ان تسهم الجهود الدولية في النأي بمنطقة الخليج عن أي صراعات تهدد السلم والأمن الدوليين.
وأوضح ان لقاءه مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أمس شكل فرصة للتنسيق المشترك بينهما في القضايا الدولية، لاسيما في ظل وجود الكويت كعضو غير دائم في مجلس الأمن.
من جانبه، أكد موريسون في تصريح مماثل لـ «كونا» التزام المملكة المتحدة بأمن منطقة الخليج، لاسيما في ظل التوتر الذي تشهده حاليا.
واعتبر موريسون ان مذكرة التعاون في مجال التدريب العسكري الموقعة أمس بين الكويت وبريطانيا تدخل ضمن المساعي الشاملة لضمان أمن المنطقة بشكل عام.
وذكر ان مثل هذه الاتفاقيات تعمل ايضا على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات المتخصصة وترفعها الى مستويات أسمى.
وعقب انتهاء أعمال اللجنة والتوقيع على خطة العمل المشتركة، أشاد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله بعملها، مشيرا الى ان استمرار انعقادها كل ستة أشهر دليل على اهتمام مسؤولي البلدين بتعزيز هذه العلاقات الاستراتيجية.
وأضاف أن اجتماع لندن أمس يتزامن مع احتفال البلدين هذا العام بالذكرى الـ 120 لمعاهدة الصداقة.
واضاف ان إنشاء لجنة التوجيه عام 2012 تم خلال زيارة الدولة التاريخية التي قام بها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد رغبة من البلدين في دفع هذه العلاقات التاريخية الى مستويات أرحب.
وأشار إلى ان هذه اللجنة تبحث في تطوير العلاقات في عدد من المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصحية والثقافية والدفاعية والأمنية ومجال الامن السيبراني.
واعرب الجارالله عن ارتياحه لنتائج اجتماع الدورة الـ14 للجنة التوجيه حيث تم خلالها توقيع ثلاث اتفاقيات الأولى توقيع مذكرة تفاهم بين الحرس الوطني الكويتي ووزارة الدفاع البريطانية تتعلق بالتدريب.
وذكر ان الاتفاقية الثانية بين معهد الكويت للأبحاث العلمية والمجلس الثقافي البريطاني وتتعلق بالبحث العلمي والتكنولوجي في حين وقع المجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب الكويتي عقدا مع المجلس الثقافي البريطاني للاستفادة من الخبرة البريطانية في صناعة الاقتصاد المعرفي.
وقال الجارالله ان العمل من خلال لجنة التوجيه مستمر ومتطور وهناك دائما إضافات في كل اجتماع مع الجانب البريطاني، لافتا الى ان من ايجابيات هذه اللجنة أيضا انها تعد فرصة مهمة للتباحث والتشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ويضم الوفد المرافق لنائب وزير الخارجية كلا من سفيرنا لدى بريطانيا خالد الدويسان مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا السفير وليد الخبيزي ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب الوزير السفير أيهم العمر.
وكانت لجنة التوجيه الكويتية – البريطانية المشتركة أنهت أعمال الدورة الـ14 أمس الخميس باتفاق الجانبين على مواصلة التعاون الثنائي في شتى المجالات بما يساعد على تعزيز العلاقات بين البلدين.
وذكر الجانبان في بيان ختامي مشترك بعد توقيعهما خطة العمل المشتركة للأشهر الستة المقبلة ان التعاون سيركز بشكل خاص على قطاعات التجارة والاستثمار والهجرة والأمن والدفاع اضافة الى الأمن السيبراني والرعاية الصحية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والبيئة والثقافة.
وأضاف البيان انه تم وللمرة الأولى بحث سبل التعاون في مجال التنمية الدولية من خلال تشجيع التعاون بين الصندوق الكويتي للتنمية العربية ووزارة التنمية الدولية البريطانية.
وأكد أن الاجتماع الذي ترأسه عن الجانب الكويتي نائب وزير الخارجية السفير خالد الجارالله وعن الجانب البريطاني وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا أندرو موريسون بحث ايضا قضايا الدفاع بهدف استكشاف المجالات التي يمكن من خلالها زيادة فرص التدريب والتمرين البري والجوي والبحري.
وأشار الى ان الطرفين صادقا على خطة العمل المشتركة بشأن امن الطيران والهجرة مع وجود مشروع لتبادل المعلومات وتدريبات حول الإرهاب وامن المطارات، مضيفا ان الاجتماع تخللته مباحثات إيجابية ومفيدة عن الامن السيبراني مع تعهد الجانب البريطاني بمواصلة دعم هيئة تنظيم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الكويت.
وذكر البيان ان الاجتماع اكد أهمية الشركات البريطانية والكويتية في تطوير العلاقات التجارية وزيادة التجارة بين البلدين إضافة الى المشاركة في المعارض والمؤتمرات التجارية.
ولفت الى ان الصادرات البريطانية للكويت بلغت 2.5 مليار جنيه إسترليني (حوالي 3.15 مليارات دولار) العام الماضي مع وصول إجمالي التجارة الثنائية الى حوالي أربعة مليارات جنيه (حوالي خمسة مليارات دولار).
وبين انه تم تحديد العديد من الفرص الجديدة والمثيرة للاهتمام في قطاع الأغذية والمشروبات، مؤكدا التزام الطرفين بإزالة الحواجز التجارية أمام هذا القطاع.
وأضاف البيان ان الجانبين اعربا ايضا عن الالتزام بمزيد من التعاون في البحث العلمي والتعليم وحماية البيئة والعمل على تطوير الاقتصاد الإبداعي في الكويت، مشيدين في هذا الإطار بالاهمية المستمرة للجنة التوجيه المشتركة في تعزيز العلاقات بين البلدين.
وثمن الجانبان نجاح الاحتفالات المشتركة المتزامنة مع مرور 120 عاما على توقيع معاهدة الصداقة بين الكويت والمملكة المتحدة، معربين عن الامتنان للتقدم الذي تم إحرازه خلال مباحثات الاجتماع الـ14 للجنة التوجيه المشتركة.