سوزان نجم الدين: تقبل الأدوار التي تمسها كامرأة عربية

النشرة الدولية –

قالت الفنانة السورية سوزان نجم الدين في حوارها لـ”العرب”، إن مشكلات النساء تتصدر اهتماماتها، خاصة تلك المرتبطة بالتربية وتنشئة الصغار على القيم، وهناك صورة ترسمها في مخيلتها للمرأة الأصيلة التي تكون قدوة للمجتمعات من حولها، بحيث تكون قوية في قراراتها، وفي الوقت ذاته ضعيفة في أحاسيسها، وأنثى في مشاعرها.

وأضافت أن الهدف الأساسي الذي تبحث عنه من خلال أعمالها يرتبط باسترجاع القيم المنسية في العلاقة بين المرأة والرجل واستعادة دورها الأساسي في الحياة باعتبارها حاضنة للأسرة، وألا تتجاوز حقوقها المتعارف عليها داخل المجتمعات الشرقية، وتسعى لتصحيح الأخطاء التي ترتكبها حينما تدافع عن حقها وهي “مسترجلة”، وبعيدة عن أنوثتها وأمومتها التي تفرض عليها التعامل بما يليق بمكانتها.

وأشارت الفنانة السورية إلى أنها تقبل الأدوار التي تمسها كامرأة عربية، لكن هذا لا يعني عدم قبولها بنظيرتها التي تحمل في جوهرها موضوعات تمس المجتمع بشكل عام، وقالت “ما يحدد ذلك وجود ثلاثة عناصر أساسية تضمن تقديم رسالة قيمة للجمهور، وهي: الإنتاج المتميز الذي يستطيع توزيع العمل بحرفية وقيادته بطريقة صحيحة، وسيناريو يحمل قضية مثارة وواضحة، ونهاية بوجود مخرج أشعر بالأمان عند التعاون معه”.

تعتبر سوزان نجم الدين التي شاركت في عدد من الأعمال الدرامية والسينمائية المصرية مؤخرا، أن قلة ظهورها بشكل عام ترجع إلى رفض الأدوار التي ترى أنها تقدم رسالة سطحية أو مبتذلة، ولو في الحد الأدنى الذي يحقق قبولا لدى الجمهور، وينعكس ذلك على موافقتها الظهور في أدوار ذات مساحة صغيرة، شريطة وضوح الرسالة وقوتها، وهو ما كان دافعا لقبولها المشاركة في مسلسل “كلبش 3″، وفيلم “حملة فرعون” المعروض حاليا في دور عرض مصرية وعربية.

ما يبرهن على ذلك أن دورها في مسلسل “كلبش 3″، من خلال شخصية “سارة” الفتاة الغربية وعميلة أجهزة الاستخبارات، لخص دور كل من الولايات المتحدة وإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يتماشى مع قناعتها بأن الدور كبير أو صغير ليس بحجمه، لكن بقدر أهميته ومدى تأثيره على العمل ككل، حال جرى حذف الدور من العمل.

سوزان نجم الدين: الهدف الأساسي الذي أبحث عنه من خلال أعمالي يرتبط باسترجاع القيم المنسية في العلاقة بين المرأة والرجلسوزان نجم الدين: الهدف الأساسي الذي أبحث عنه من خلال أعمالي يرتبط باسترجاع القيم المنسية في العلاقة بين المرأة والرجل

وجسدت نجم الدين دور “جليلة” في فيلم “حملة فرعون”، وهي سيدة سورية قوية تعاني من ويلات الحرب، وتحاول مساعدة أهل قريتها من أجل التخلص من الظلم الواقع عليها، حتى يأتي “يحيى فرعون” ورفاقه فتساعدهم في مهمتهم من أجل إنقاذ قريتها وإعادة ابنه الذي اختطفه تنظيم داعش الإرهابي. والفيلم بطولة عمرو سعد وروبي ومحمود عبدالمغني، وتأليف كريم حسن بشير وإخراج رؤوف عبدالعزيز.

وأشارت الفنانة السورية في حوارها مع “العرب”، إلى أن دورها في “حملة فرعون” يعبّر عن طبيعة المرأة السورية المحافظة، وهي رمز لكل البلاد العربية التي تم احتلالها وصمدت في مواجهة أعدائها، كما أنها أظهرت بشخصيتها القوية صمودها في الدفاع عن أهلها وأبنائها وشرفها حتى آخر نفس، وظلت مثابرة حتى تعاونت مع فرعون ومجموعته، باعتباره رمزا لباقي الدول العربية، ويبدأ في البحث عن ابنه وساعدها في مهمتها إثر غياب الرجال الذين ذهبوا للحرب وأصبحوا في عداد شهداء.

وتنجذب سوزان نجم الدين دائما إلى الشخصيات التي تمتاز بالصرامة والقوة، وقدمت دور المرأة السورية ضحية الحرب في فيلم “روز″ الذي يكشف جرائم “داعش”، وتم تصويره أيضا في ظروف قاسية في سوريا، وحصلت به على عدة جوائز دولية بينها لقب أفضل ممثلة خلال فعاليات الدورة الـ”34″ في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط.

وقالت “حملة فرعون يحمل دلالة سياسية بأن تطهير سوريا من التنظيمات الإرهابية لا بد أن يكون بتوحد العرب، والاتحاد في مواجهة الأعداء هو الحل الأمثل لعدم اختراق المجتمعات”، وتأثرها بالقومية العربية يرجع إلى تربيتها في بيئة اعتنقت تلك الأفكار وآمنت بها، لكنها تتساءل “أين الوحدة العربية مما نحن فيه الآن.. هيهات هيهات؟”.

وتربت نجم الدين في أسرة سياسية تعشق الأدب، فوالدها نجم الدين الصالح، شاعر ومحام وعضو في مجلس الشعب في مصر ثم في سوريا، ووالدتها الشاعرة دولة العباس، محامية وعضو في اتحاد الكتاب العرب.

تذهب الفنانة السورية سوزان نجم الدين للتأكيد على أن قبولها بدور جليلة في فيلم “حملة فرعون” جاء بدافع وطني وقناعة بأن مواجهة التنظيمات الإرهابية وجماعات الفوضى في البلدان العربية بحاجة إلى المزيد من الأعمال التي تمس جوهر ما تعاني منه الأوطان بشكل مباشر أو غير مباشر، مبينة أن العمل يحمل رسالة إصلاحية للمجتمعات التي غلبت عليها الفرقة والتشرذم.

وترى أن ضمان وصول رسالة من هذه النوعية من الأعمال يتطلب أن تكون واضحة ومهمة ومعبرة، ويدرك الجميع أن الفن رسالة وليس للمتعة فقط، ويكون الحس السياسي والوطني حاضرا في الأعمال المقدمة، وقد لاحظت أن هناك توجها مصريا تجاه ذلك الأمر ليس فقط من خلال الأعمال الفنية، لكن أيضا عبر الفواصل الإعلانية التي طغى عليها الحس الوطني في الكثير من الأحيان، بجانب التركيز على قضايا تشغل المجتمع، مثل كيفية مساعدة الآخرين والتعامل السليم مع ذوي القدرات الخاصة.

وقضت نجم الدين وقتا طويلا في القاهرة، حيث شاركت في بطولة مسلسل “ابن الأصول” مع الفنان حمادة هلال من خلال شخصية “صولا”، وهي والدته التي تعشقه بدرجة كبيرة تصل إلى حب التملك، بجانب دورها في مسلسل “كلبش 3″، وفيلم “حملة فرعون” وهو العمل السينمائي الأول لها في مصر منذ أربع سنوات، بعد مشاركتها في بطولة فيلم “قط وفار”.

وأكدت في حوارها مع “العرب” أن حضورها الحالي في الأعمال المصرية يرتبط بطبيعة الأدوار التي عُرضت عليها، ورأت أنها مناسبة ومتوافقة مع أفكارها، ووجدت صعوبة في الاعتذار عنها بعد رفضها المشاركة في عدد كبير من الأعمال خلال السنوات الماضية.

ولفتت إلى أنها تفضّل المشاركة في الأدوار الجريئة، بمعنى الجرأة الفكرية، وحتى الجرأة الشكلية تحبها بحيث لا تخدش حياء المشاهد، كما تفضل الأدوار المركبة والصعبة، وترفض الأدوار السطحية والتقليدية، أو تكرار أي دور قدمته من قبل، والحرص على أداء الدور وشكله وتفاصيله تبعا للشخصية التي تلعبها.

ومع انحسار مشاركة الفنانة السورية في أدوار صغيرة نسبيا بالدراما المصرية، غير أنها تؤكد أنها تضع البطولة المطلقة دائما في حسبانها، لكن ذلك لا يعني الحضور في العمل من بدايته إلى نهايته، ومن الممكن أن تصبح البطولة في الفكرة والمعنى وأهميته، فهي ليست بحجم المشاهد، أما البطولة المطلقة التي تكون بالمعنى الحرفي فقد قدمتها من قبل في مصر من خلال مسلسل “امرأة سيئة السمعة”.

وشاركت نجم الدين في عدد كبير من الأعمال الدرامية العربية منذ بداية التسعينات في القرن الماضي، وأغلبها تركز في سوريا بجانب وجودها في السنوات الأخيرة بمصر، وتستعد حاليا للمشاركة في أحد الأعمال السينمائية العالمية ويتناول عرض السيرة الذاتية لإحدى الشخصيات العربية المؤثرة، ورفضت الإفصاح عن ذكر الاسم في الوقت الحالي.

وتؤمن الفنانة السورية التي شاركت في أعمال تاريخية وبدوية وكوميدية عديدة، بأنه لا توجد أدوار سهلة وأخرى صعبة، وجميع الأعمال تدور في فلك السهل الممتنع، بمعنى أن الممثل عليه فك طلاسم ورموز الشخصية التي يجسدها ويحللها ويضعها أمامه بكامل تفاصيلها كي يندمج معها في وحدة مركبة، ولا توجد أدوار سهلة منذ بدايتها، وما يكون صعبا في البداية يمكن أن يصبح سهلا بطريقة التعامل مع الدور والتحضير والتفاعل والمصداقية.

وتعتقد سوزان نجم الدين أن السينما تشكل العامل الأبرز والأهم بالنسبة لها، وتحرص على الظهور في أعمال ذات قيمة فنية من خلال مخاطبة الجمهور الذي يعتاد الذهاب إلى دور العرض، وإن كانت قليلة، مؤكدة أنها تهاب السينما وتحترمها في آن واحد، وهي حريصة على الظهور من خلالها بالشكل الصحيح، رغم أنها لم تحقق حتى الآن طموحها، وهي التي لديها أحلام كثيرة تريد تحويلها إلى واقع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button