مها الجويني: كاتبة تونسية جميلة حاملة لأوجاع بلدها… متمردة ومدافعة عن حقوق الإنسان

النشرة الدولية – طلال السكر –

الكاتبة التونسية مها الجويني، الجميلة، تُعرف نفسها، من أصول أمازيغية بالأصيلة، وفية لشعبها ولجبال بلادها، هي مدافعة عن حقوق الإنسان، عملت كمنسقة إعلامية لحملة الاتحاد الافريقي لانهاء زواج الأطفال بالقارة الافريقية و اقمت لاكثر من سنتين بأثيوبيا. مدافعة عن حقوق الانسان بغض النظر عن لونه و عرقة و دينه.

صدر لها عاشقة من افريقية، وتعكف حالياً على تأليف يوميات في بلاد الصين.

تقول، الجويني، الكتابة كانت سلاحي ضد الدكتاتورية ، كنت أكتب و أشدد بأننا نحب البلاد كما لم يحبها أحد.

 من هي مها الجويني؟

مها الجويني كاتبة تونسية يسميني البعض بالمتمردة و يسميني الآخر بالأصيلة الوفية لشعبها و لجبال بلادها و فيما بينهما أعرف نفسي ككاتبة و حاملة لأوجاع بلادي و لآلام نسائها أيضا .

انا مدافعة عن حقوق الانسان و عرفتني الساحة العربية مواقفي المناهضة لانتهاك حقوق الانسان بغض النظر عن لونه و عرقة و دينه.

شغلت بمفوضية الاتحاد الافريقي كمنسقة إعلامية لحملة الاتحاد الافريقي لانهاء زواج الأطفال بالقارة الافريقية واقمت لاكثر من سنتين بأثيوبيا حيث شاركت دعم سياسات الاتحاد الافريقي للدفاع عن حقوق النساء و لاسيما الصغيرات و قبل ذلك شغلت في مجال الاعلام و حقوق الانسان و شاركت في العديد من الملتقيات و الندوات حول دور الاعلام و حقوق الانسان.

متى بدأت الكتابة؟

بدأت الكتابة في الجامعة أيام كنت مناضلة في الاتحاد العام لطلبة تونس كنت اكتب ضد النظام و انشر مقالاتي في نشرية الاتحاد العام لطلبة تونس و بعض الأحيان لا أضع اسمي خوفا من البوليس السياسي و الرقابة التي كانت تضعها حكومة بن علي ضد النشطاء و المعارضين.

الكتابة كانت سلاحي ضد الدكتاتورية و كانت صوتي من اجل تونس ديمقراطية من أجل وطن لا طيف وطن، كنت أكتب و أشدد بأننا نحب البلاد كما لم يحبها أحد.

الكتابة هي تونس، هي أرضي الفاتنة كسمفونية  تسر السامعين.

كيف ساهمت سنوات النشأة الأولى في تشكيل وعيك الثقافي وذائقتك الإبداعية؟

سنوات النشأة كانت تحت متاريس البوليس و الملاحقات الأمنية ، كنت أقول لا للظالمين، كنت أدون على صفحات الحوار المتمدن و بعض المواقع الشبابية حول الثورة التونسية و حول شعوبنا التي تنتفض ضد الاستبداد.

كانت سنة 2011 و 2012 سنتين مفصلتين في حياتي ، اخترت فيها أعن أغرد خارج السرب و بعيدا عن القوالب التي وضعتها المؤسسات و القوانين و كانت التكنولوجيا مساحة لي أقول فيها ما أشاء دون رقابة فأكتب نثرا و سردا و مقالات رأي، علمتني الثورة ما قاله الشاعر التونسي منور صمادح: واذا ما عشت فيهم فل تكن كالكلمات شاهد أنت عليهم و عليك الكلمات.

من كان يدعم ويؤازر مها حتى وصلت الى ما انتِ عليه الآن؟

عطر أمي و طيبها، حفظ الله جميع أمهاتنا.

أمي لم تدرس لسيمون دي بوفوارو لم تقرأ لكارل ماركس و لكن وعيها بحقوقي كمرأة جعلني أعانق السماء و ها أنا في الصين أدرس التكنولوجيا في أفخم الجامعات بمنحة حكومة الصين المحلية و ضمن فريق عمل المبعوث الخاص للشباب لدى الاتحاد الافريقي.

وهاهي في تونس تباهي العالم بتحصيلي العلمي و الفكري.

تشاركني أمي الحلم بالنجاح و الكتابة علما أننا من وسط شعبي يربي الفتاة على أنها ناقصة عقل و دين و أن دور المراة يقتصر على الزواج و الانجاب، كانت أمي استثناء و ما حصلته فهو من فضلها عليا.

هل للصالونات الثقافية أهيمة في زمننا الحالي؟

بداية الصالون الثقافي ظاهرة متجذرة في الثقافة العربية منذ زمن الجاهلية من أيام سوق عكاظ و صالون سكينة بنت الحسين وولادة بنت المستكفي و مجالس هارون الرشيد و معاوية ابن ابي سفيان وصولا الى العصر الحديث مع مي زيادة و العقاد و طه حسين و جماعة تحت السور بتونس فترة الاستعمار.

فللصالونات أهميتها في توفير مساحة للأدباء عامة للتعريف بأدبهم و تبادل التجارب مع غيرهم و التعلم و التثاقف ولكن في زمننا الحالي تقلصت هذه الظاهرة كثيرا و أصبحت شبه معدومة في العديد من الدول لأسباب متعددة لعل أبرزها الظروف التي تمر بها منطقتنا فأثر الامر على الحياه الثقافية.

و لكن شباب جيلي الذي لم ينعم بالصالون جعل من المقاهي منبرا له و لأدب الثورات، انا شخصيا قرأت نصوصي في المقاهي الشبابية بالعاصمة تونس مع من يسمون أنفسهم بشعراء الشارع و البويهيمين و المهمشين او من اختاروا ان يكونوا على هامش المركز.

علمتني المقاهي الثقافية التي انتشرت بعد ثورة الياسمين  ان اللغة هي حدود التفكير فكنا نتجاوز الحدود الحمراء و نكتب ما نشاء و نقول ما نشاء أيضا غير آبهين بقواعد اللغة العربية و وصايا النقاد و النحويين فنمزج الشعر العربي بالعامي و بالفرنسي و اللهجات الأخرى.

تحمل تلك المقاهي عبق الثوار و جروح امرى القيس و قافية سالم الزير.

ما الرسائل التي تحملها مقالاتك وكتابة المدونات؟

تحمل مدوناتي رسالة واحدة عنوانها المجد للإنسان أينما حل، هي رسالة حب و أخوة و حرية و تضامن مع كل القضايا العادلة .

ما المواصفات الواجب توافرها في الأديب؟

الحب أهم صفة لدى الأديب.

الأرواح الجميلة و الحاملة للحب هي القادرة على الابداع ، الحب و السلام الداخلي يسموا بقيمة الكلمات و يجعل منها رسالة خالدة و يصطفي بالمبدع في مقام الأنبياء .

ما مشروعك الأدبي الذي تعكفين عليه حالياً؟

اعمل على مشروع : يوميات في بلاد الصين، ما تعرف ببلاد العجائب، أدون ما أحياه يوميا من تجارب كشابة آنحدر من شمال افريقيا حيث يجد الانسان الصيني صعوبة في معرفة من أكون : فأنا لست صاحبة بشرة سوداء افريقية و ليست لي ملامح عربية شرقية و لكنني أتحدث العربية و اخبرهم بأنني من أصول أمازيغية، هذا المزيج الثقافي الذي احمله بدإت في اكتشافه في بلاد الصين . الغربة هي موعد آخر  معآكتشاف الذات فكلما رحلنا بعيدا كلما زاد فينا الانتماء للوطن.

هل تعترضين على نجومية بعض الشعراء والكتاب؟ هل لك أن تحدثينا عن عائلتك؟

من وجهة نظري النجومية من حق الجميع ، لكل مننا الحق بأن يكون نجم و مشهور و له متابعين و يا حبذا لوكانت المشاهير من المثقفين و أصحاب الكلمة و العلم .

أتمنى ان يكون لنا نجوم تشع كلمات و قصائد ففي البدأ كانت كلمة كما جاء في الكتاب المقدس.

عائلتي من الطبقة المتوسطة من أب يدعى سالم الجويني كان يعمل في القطاع السياحي ، كان رجلا يتحدث الفرنسية بطلاقة و العربية أيضا و تدمع عيناه لذكر جبال الشمال تعلمت من خلاله كيف نحمل إسم الوطن بين الأحداق.

و أم إسمها مريم تعانق طيبة قلبها عنان السماء .

 روايتك عاشقة من افريقية احدثت ضجة في الوسط الثقافي؟

عاشقة من افريقية حملت هوية افريقية أمازيغية بحرف عربي ، مزيج ثقافي أزعج بعض المتطرفين من بعتبرون ان كل من يختلف عنهم هو عدوهم بالإضافة للمواضيع التي طرحها الكتاب عن الحب و الصبى و العشق و الترحال و الغربة و هذه المواضيع لطالما أقترنت بالرجال ليس بالنساء ، كان يبدو الأمر لو رجل تحدث عن الجنس و الحب و لكن حين تأتي هذه القضايا على لسان كاتبة الشابة فسيغدوا الامر غريبا .

الضجة وقعت لأنني انتمي لمجتمع يصادر أحلام النساء و يلاحق أحلامها أيضا .

 

حديثنا عن الردود التي تلقيتها؟

ردود متنوعة بين تعاطف مع القصص و دهشة و فرحة و حزن و بكاء أيضا ، فكلما تلقيت ردا أعدت قراءة ما كتبت و تسآلت لماذا انا ذكرت هذا الأمر.

من أجمل الردود التي تلقيتها هو حديث الناقد  فارسالبيل حين قال بأن عاشقة من افريقية صرخة نسوية ضد هذا المجتمع الذكوري.

عاشقة من افريقية  لم يعد كتابي هو ملك للقارئ العربي الذي يرى من خلاله قصص نساء بلاده فيتفاعل معها إما سلبا أم إيجابا.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى