نجاحك في يأسك* صالح الشايجي

النشرة الدولية –

في رواية الخيميائي للكاتب «باولو كويلو» يحلم الراعي الأسباني الشاب بكنز في مصر، فيبدأ رحلة مليئة بالمخاطر بحثا عن الكنز المزعوم.

يئس من العثور على مبتغاه فنصحه رجل التقاه وتعاطف معه نتيجة ما لقيه من تعب، وقال له كفاك جريا وراء حلم خادع، ولو كنا نجري وراء أحلامنا لكنت أنا جريت وراء حلم رأيته يعدني بكنز أجده في الموقع الفلاني في اسبانيا، وراح يفصل في مكان الكنز وأين هو مخبوء كما رآه في الحلم.

وطار الراعي الشاب من الفرحة فقد عرف ذلك المكان الذي ذكره الرجل، وبدأ رحلة العودة إلى بلاده والتفتيش عن الكنز في المكان الذي وصفه الرجل وبالفعل تمكن من العثور على الكنز.

ومغزى القصة أن الأمل يتولد من خلال اليأس أحيانا.

وفي عام 1958 وبعد أن تخرج الشاب المصري مجدي يعقوب في كلية الطب في مصر وكان الأول على دفعته وبذلك يستحق أن يكون معيدا في الكلية تم استبعاده وتفضيل أحد أقارب عضو في مجلس قيادة الثورة عليه، ما جعله يحس بالظلم فقرر الهجرة إلى بريطانيا ليجرب حظه هناك.

ومنها صار أشهر طبيب قلب في العالم.

ولقد عرفت قبل سنوات شخصا من رجال الأعمال وميسورا جدا، وحدثني عن قصته فقال إنه ولد ونشأ في الكويت ودرس في مدارسها حتى سن اليفاعة ولم يكن يعلم أنه غير كويتي إلا حين قرر والده العودة إلى بلاده الأصلية بعدما يئس من حصوله على الجنسية الكويتية.

وبعد أن عادت عائلته إلى بلادها وكان قد صار شابا بدأ العمل التجاري لتتفتح له أبواب الرزق والنجاح وليخطو على سلم النجاح والثروة، وهو الأمر الذي من الصعب تحقيقه لو كان أتم حياته في الكويت وحصل على جنسيتها.

وتتكرر القصص لنصل إلى قصة الدكتورة المصرية هدى المراغي الحاصلة على الدكتوراه في الهندسة الصناعية من كندا ولكن لما عادت إلى بلادها رفضت جامعتها الاعتراف بشهادتها وأرادت تنزيل درجتها العلمية. وبالطبع رفضت وعادت ثانية إلى كندا لتصبح أول امرأة عميدة لكلية هندسة في تاريخ كندا ومستشارة لوزير الدفاع ولأكبر شركتين أميركيتين في صناعة السيارات وتبدأ سلسلة من النجاحات بدأت ولم تنته.

إذن، لا تيأس بشرط أن تجتهد وتعمل.

الانباء الكويتية

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى