مفوضية اللاجئين تحث قادة جنوب السودان على تحقيق سلام دائم في البلاد
في ذكرى الثامنة لاستقلال جنوب السودان، ناشدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قادة البلاد تكثيف جهودهم من أجل إنهاء ما أصبح اليوم أكبر أزمة نزوح في أفريقيا.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم المفوضية في جنيف، تشارلي ياكسلي، الذي قال “منذ ثمانية أعوام بالضبط، استقل جنوب السودان وأصبح الدولة الأحدث عهدا في العالم. منذ ذلك الحين، شهدت البلاد على نحو مأساوي حروبا أكثر من السلام”.
وبحسب ياكسلي، وضع اتفاق السلام الذي تم تنشيطه، والذي وقعت عليه الأطراف المتحاربة في 12 أيلول/سبتمبر 2018، أسسا للسلام. وقد تم إحراز تقدم، “لكن مع استمرار التوتر في المناطق الرئيسية دون إيجاد حلول له، فإن السلام يبدو بعيد المنال”.
وفي هذا السياق، قال تشارلي ياكسلي إن المفوضية تدعو إلى انخراط ممثلي اللاجئين والمجتمعات النازحة داخليا بشكل نشط في عملية السلام، وإلى “أن يتضمن أي اتفاق مقنع شروطا واضحة وشفافة للمصالحة، وأن تكون آليات التماس العدالة واضحة ويمكن الوثوق بها”، موضحا أن العديد من سكان جنوب السودان تعرضوا للنزوح بشكل متكرر، وتعتبر ثقتهم في هذه العمليات أمرا حيويا في سبيل نجاحها.
هذا وحثت المفوضية أيضا على توفير الدعم للشباب، قائلة إن تأثير الأزمة على الأطفال، الذين يشكلون حوالي ثلثي عدد السكان اللاجئين، قد طال أمده، مشددة على ضرورة “ضمان حصول شباب جنوب السودان – بمن فيهم اللاجئون – على التعليم المناسب وفرص الاستفادة من طاقاتهم إذا أريد لجنوب السودان أن يصبح دولة مزدهرة وسلمية”.
جدير بالذكر أن أكثر من 2.3 مليون شخص من جنوب السودان يعيشون كلاجئين في البلدان المجاورة، فيما نزح 1.9 مليون شخص داخل البلاد.
وفي هذا السياق ناشدت المفوضية وشركاؤها من خلال الخطة الإقليمية للاستجابة للاجئين من جنوب السودان توفير مبلغ 1.4 مليار دولار لتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين. ومع وصول 21% فقط من التمويل، فإن احتياجات اللاجئين تفوق الموارد المتاحة بكثير.