الأوهام في قائمة الطعام* صلاح الساير
النشرة الدولية –
ليس بالضرورة أن يكون الجهل بالأشياء مضرا، فقد تختار أمرا ما نتيجة لجهلك به، ويصدف أن يكون الأمر أو الشيء الذي اخترته جيدا أو مناسبا لك، خاصة بعد «افتضاح العلم» واهتزاز الثقة به، وأشير إلى علوم التغذية التي أربكت البشرية بدراساتها المتناقضة.
فهذا الطعام جيد ونافع «بشهادة البحوث العلمية» والطعام ذاته مضر «بشهادة بحوث علمية» أخرى أجريت بعد سنوات، حيث يكتشف المرء أن الطعام الصحي الذي كان يحرص على تناوله طوال الفترة الماضية كان طعاما سيئا ومضرا بصحته.
تارة تعتبر اللحوم الحمراء جيدة ومصدرا غنيا بالفيتامينات والمعادن، وتارة أخرى يحذرك الطبيب من تناول اللحم الأحمر الذي يعرض الإنسان لأمراض القلب! أما حليب البقر فيسبب مشاكل في التنفس ويرفع نسبة البوتاسيوم الذي تعجز الكلية عن التخلص منه، فإذا استعضت عن حليب البقر بحليب الصويا تكتشف أن الأخير لا يوفر الكمية الكافية من الكالسيوم! وحين تقرر تناول البيض لأنه يساعد على بناء العضلات وإصلاح الأنسجة يأتي إليك من يحذرك بأن البيض يصيبك بـ«السالمونيلا» وأرجو الّا يسألني أحد عن معنى الكلمة!
هل تسبب العلم بكثرة الأمراض في العصر الحديث؟ هل اختلفت الأطعمة عن ذي قبل؟ هل كانت صحة الأجداد بسبب جهلهم بعلوم التغذية وعدم معرفتهم بالأدوية، وقت كان الناس، في الماضي، يأكلون ما يشتهون، ويتداوون بالأعشاب الطبيعية، ولا أحد يصغي لخبراء التغذية وفتاواهم المتغيرة حسب المواسم؟ هل آن الأوان لرد الاعتبار للسادة «الحوّاجين والعطارين»، حيث التداوي بالأعشاب يقلل من الآثار السلبية الجانبية للأدوية المصنعة بواسطة علم الكيمياء؟ وهل من المناسب أن يعدل الناس عن الدواء إلى الغذاء وتناول ما تطوله الأيدي، والله خير الحافظين؟
الأنباء الكويتية